خاص- ثقافات محيي الدين كانون * هَا أَنْتَ تُخابُ في صمْتِكَ الداخِلي ، عنْدمَا تكْشفُ لك الأَيْامُ عَنْ سِرّها الخبيءِ فتنْكفئ إلى حَنين البَحْثِ عنِ الحكْمةِ بيْنَ أغْلَفِة الأيْام ، تلكَ هي أيامُ تتداولُ صفحاتُها بينَ النَّاسِ ، فيتعرّى سُخْفَها أَمَامَك ، كمَا يتعرّى خِزْيُّ أَشباهِ الرّجالِ أمَام الامْتِحانِ فتلوذَ …
أكمل القراءة »أرشيف الوسم : ليبيا
ثلاث قصائد
خاص- ثقافات *مفتاح العمّاري بابُ الحوش لأن أمّه غابة بثلاث جهات تتعارك ظل بابُ الحوش مثل طفل يلعب بقذيفة ، ريحاً لا تهدأ . لهذا : كان الباب تاريخا حافلا بالحكايات . هضم نصفَ شاحنةٍ من رفات الأشجار ليكونَ باراً بمتاهته ، أعمق من موسيقى تحترق في عبارة تائهة …
أكمل القراءة »أنَا أُحبُّ اسْمي
خاص- ثقافات محيي الدين كانون * منذ أنْ خرجَ إلى الدُّنيا، وهو يسْمع الآخرينَ حينَ ينادونه لحاجة من تلك الحاجاتِ اليوميّة :” يا … نمرود يرحم الله والديك ” ، وعندما يسمع كلمة ) نمْرود ( يتسائلُ في نفْسِه: ــــــ ما معنى اسم ) نَمْرود)…ولماذا يترحّمون على والديهِ كُلّمَا يحتاجونه …
أكمل القراءة »وادِي المَوْت
خاص- ثقافات محيي الدين كانون* تَحسْست بخطواتٍ ثقيلةٍ مواقعَ هيْكلِها النّاشِب في الأرْضِ الصّخْريةِ لِئَلاَّ تسْقُطَ مُغْشِياً عليْها، تميدُ الأرضُ مِن حولِها مِن شِدّة التَعبِ، فتحاول بِمشقةٍ بالغة أن تسْتطلعَ المكانَ مِن حولهِا بحركةٍ مِن عُنْقِها النّحيلِ المكدودِ، لا شيءَ هُنَا غيْر وَحْشةِ المكانِ، والسكونُ الرهيبُ يلْتفُّ على خِناق …
أكمل القراءة »السّيد الأَنيق
خاص- ثقافات *محيي الدين كانون كانَ صافياً صفاءَ الوَرْدِ في أغْصَانهِ ، ينْشِرُ شَذَاه عبْرَ بسْمةٍ تَشّعُ في المَكان ِ الدفءَ ، وبإماءةٍ منْه يتَحوّلُ المكانَ نفْسَه إلى بَاقةٍ من السُّرور الدائم . كانَ سِحْرُ مظْهَرِهِ لا يُقاومْ ، تلْحَقُه نجْوى البعيد قبْلَ القريبِ ، يَتْرُكُ أثَراً لا يُنْسى عِنْدَ …
أكمل القراءة »القرارُ ولحظةُ الوَدَاعِ الأخير
خاص- ثقافات محيي الدين كانون* ناولنّي سِيجارةً ، وجلسَ على حَافّةِ مَجْرى الماءِ . كانَ الصّمْتُ مطلقا وَ مُريباً في الواحة المنْسيّة إلاّ مِن صُدَّاح الطَّيْر حولَ شجْرةِ تين هَرِمةٍ ، الغروبُ بدأ يزْحَفُ لا يعْبأ بالأحياء ناولني كُوبَ شايِ ثقيلٍ للمرّة الثانيةِ . هُنَاك ثُغاءُ مهزومُ يتوالى من الجّهَةِ …
أكمل القراءة »الأسد في ليبيا
خاص- ثقافات محيى الدين كانون * سألَ حكيمُ أسدَ الغابةِ : – مَنْ جعلكَ مَلكاً للغابةِ .؟! تَحَنْحَنَ الملكُ ، وتفرّسَ في حركةِ الملأَ مِنْ حَولِه ، وقالَ مُفْتَخِراً : – جَعَلتْنَي مَلكاً بَاقِي الوحوشِ التي تَراها أمامي تسْعى . – كيفَ ؟! – أنْتم تسمونه “مبايعة” أو “صندوق اقتراع …
أكمل القراءة »ليسَ وداعاً للسّلاحِ
خاص – ثقافات محيي الدين كانون* خفّفَ السّرْعةَ عنْدَمَا اقْتَرَبَ مِنْ البَوابةِ المواريةِ في العَطْفةِ ، مالَ بالمَقْوِد يَميناً قليلا وهْوَ يُؤَشِّر بالوُقُوفِ… شَعَر باختناق في مجْرَى القَصَبَةِ الهوائيةِ ، تعسّرَ شهيقُه فجأةً واشْتدَّ فِي طَلْبِ الأوكسجين…. حِينَها كانَ هُنَاكْ نَفرُ عِنْدَ الناصيةِ المقابلةِ ، ثُلّة من خفَّارةٍ البّوْابةِ فيِ زيِّهم المَدْنِي ، فِيمَا كَانَ أحَدُهم يشْهِرُ سِلاحَه بالوُقُوفِ ، وكَانَ يَمشْي مَلَكاً بِطُوله الاهَّابِ شَاكِيّاً سِلاحهُ كالرُّمَحِ الطَّلًيقِ،يَتَرَنّحُ ذَاتَ اليَمينِ و ذَاتَ الشِّمَالِ باتجاه السّائقِ مُشيراً له بِسَبْابةِ اليُسْرَى أنْ يَقِفَ فِي الحَال. ازْدادتْ حالْة السائقِ سُوءاً… وازدادَ طلبه للأُوكسْجِين ، وانْحَنى بَحرْكةٍ مُبَاغتْةٍ سريعةٍ إلى الأسْفل ليلتمسَ شئياً بدُّرج السّيَارةِ الأمامي ،وَلَكِنْ فجأةً ودُونَ سابِق انْدَار… انْهَال عَليْه الرَّصاصُ من …
أكمل القراءة »