خاص- ثقافات
*مفتاح العمّاري
بابُ الحوش
لأن أمّه غابة بثلاث جهات تتعارك
ظل بابُ الحوش مثل طفل يلعب بقذيفة ، ريحاً لا تهدأ .
لهذا :
كان الباب تاريخا حافلا بالحكايات .
هضم نصفَ شاحنةٍ من رفات الأشجار
ليكونَ باراً بمتاهته ،
أعمق من موسيقى تحترق في عبارة تائهة
وأكثر غدرا من يوسف باشا
وأمكر من معاوية .
_______________
لإيقاظ شجرة
الأمنيات وحدها لا تصنع كرسيا أو قصيدة
الأحلام البريئة كذلك ، ليست حطبا جيدا لإشعال ثورات عظيمة ،
لانتشال حديقة من الغرق ،
لاستعادة قبلة نازحة ،
لاقتلاع غيمة من قعر جبّ ،
لاصطياد ضحكة صافية من حفلة تأبين .
وللمشي أيضا ، أبعد مسافة ممكنة في السرد ،
للإطاحة بأغوتا كريستوف ، وحتى شكسبير .
ليست الأمنيات وحدها من يصنع سلّما أو حديقة
عليك أن تتوقّف كلّما كانت هناك امرأة تنتظر .
لإنقاذ نهد من حظِّه العاثر ، لا تتأخر
والتحقْ بأصابعك كجنديٍّ يهبط بمظلة .
تمرغْ كشاة تذبح .
وإذا شئت أن تكون ثائراً ،
أو محارباً نبيلاً
لا يكفي أن ترتدي درعا ،
أو تحمل سلاحا لا يخمد ،
هناك أكثر من طريقة لإيقاظ شجرة أو مدينة في كهف .
من دون أن تترك خلفك رماداً أو جنازة ،
من دون إثارة أيما فاجعة أو فضيحة ،
يمكنك أن تهب القبلةَ عمراً إضافيا .
فقط : أطلق لسانك كما لو كنت تعتق عصفورا .
دع فمك حراً ،
دونما تعاليم أو خرائط ،
وأنت ترسم رجلاً سعيداً ،
يتسكّع في البيت ..
دع خيالك يمشي
_____________
غبطة
أحيانا أغبط أولئك الكسالى وهم يسترخون في المقاهي ،
ويثرثرون بأصوات حرّة .
أيضا ..
ولأسباب لا أفهمها أغبط النار ،
الشوارع لحظة أن تستيقظ في الشتاء .
كما أغبطُ الروادَ الأوائل ،
حملةَ البكتيريا الذين اكتشفوا الخيال ،
وتركوه يغلي على مواقد رحيمة .
أغبطُ الألم الذي يصنع سلّما للضحك .
الألم الصبور ، لا الماكر وهو يفكّر متربّصا بكهولتي
الألم أبن الخمسين اسما في معجم الجرّاحين ،
الراكضَ والناعمَ والمتسوّلَ والمنبوذ .
أغبط طرابلس بخصوبة ترهاتها وهي تحتفل بالنفايات ،
لأن الربيع حين فقد بصره أخيرا ، انتخب الشاعر لقيادة العزلة .
لهذا ، أرمّم مشتقات المنفى بمزيد من الكلمات
أبتسم في وجه العالم ، وأقول لنفسي : كأن الحياة لعبة
هكذا خمنتُ فيما كنتُ أسألُ جندياً عن اقرب دورة مياه أو جامع .
قال : تبولْ حيث شئت .
هكذا أتربّص أحيانا ، حيث الأسماء خلاصةُ سفر .
فيما الألمُ لا الكلمات ، مَنْ كان يُفكر .
-
______________
-
شاعر ليبي