جوزفين حبشي
بعدما نجح الدب الدمية “تيد” في تحقيق نجاح كاسح عام 2012، وفي تكديس ارباح ضخمة بلغت 550 مليون دولار من خلال الكوميديا الجريئة والظريفة Ted، من بطولة مارك والبرغ وميلا كونيس ومن اخراج سيث ماكفرلاين، ها هو يعود مجدداً، وكما كان متوقعاً، في مغامرة جديدة لا تقل عن الاولى ظرفاً وترفيهاً وسخرية و… جرأة مبتذلة.
“تيد” دب “البولوش” (صوت المخرج سيث ماكفرلاين) الذي يعيش مع صديقه جون (مارك والبرغ) منذ الطفولة، ليس دباً مناسباً للصغار كما اكتشفنا في الجزء الاول، ومغامراته ليست مناسبة للعائلة كلها كما كنا نظن. اذن مجدداً لا تنخدعوا بصورة الدب الظريف على الملصقات والاعلانات، ولا تحملوا صغاركم معكم عندما تقررون متابعة هذه المغامرة الحافلة كالعادة بالجرأة والابتذال والالفاظ النابية والنكات العنصرية عن المثليين والمخدرات والحيوانات المنوية، وكلها مخصصة للراشدين حتماً. وحتماً الدب “تيد” لن يفاجئنا كثيراً مثل الجزء الاول بكونه يتكلم ويشتم ويطلق النكات البذيئة ويشرب البيرة ويدخن الحشيشة ويشاهد افلاما خلاعية ويطارد الفتيات الجميلات. لكن رغم ذلك استطاع الفيلم أن يحمل افكاراً جديدة وجريئة، فتيد هذه المرة خطا خطوة كبيرة بزواجه من حبيبته تامي لين (جسيكا بارث) وهو يرغب معها في انجاب طفل. وبما أن الامر مستحيل بين دب دمية وفتاة من البشر، يطلب تيد من صديقه واشبينه جون أن يمنحه سائله المنوي من اجل عملية تلقيح اصطناعي. ليس هذا فحسب، بل عليه ان يرفع دعوى قضائية لإثبات انه شخص ولديه حقوق مثل اي رجل آخر بمساعدة صديقه جون والمحامية سامنتا جاكسون (اماندا سايفريد)…
مجدداً مع مارك والبرغ والمخرج سيث ماكفرلاين الذي يجسد بصوته شخصية تيد، (ميلا كونيس تخلّفت عن المشاركة بسبب حملها) ومع الوصفة التقليدية من الجرأة المبتذلة والطرافة البذيئة والمواقف العبثية حيناً والمقرفة احياناً اخرى والمتوقعة غالباً، والشخصيات المحببة رغم حماقاتها وغبائها، والموضوعات المحرّمة التي لم تخل من فكرة قوية وذكية ومؤثرة. الفيلم يطرح مسألة اعتبار الدب تيد انساناً له كامل حقوق البشر لأنه يتكلم ويفكر ويعيش مثل البشر. مغامرة لا تزال طريفة ومسلية وايقاعية (وخصوصاً في القسم الاول) ومؤثرة من خلال علاقة الثنائي الدب تيد وجون المراهق الابدي الذي يجسده بشكل متقن الممثل مارغ والبرغ الذي اثبت انه يملك موهبة كوميدية. الممثلة اماندا سايفريد التي انضمت الى السلسلة ليست مقنعة بدور المحامية، وحضور ضيوف شرف (مثل ليام نيسون ومورغان فريمان اللذين سيتلفظان بكلمات لم نتخيّل يوماً ان تصدر منهما) يمنح الفيلم نكهة مميزة ومبتكرة، تماماً مثل الغمز من قناة افلام كلاسيكية قديمة التي تثبت مدى اعجاب المخرج سيث ماكفرلاين بها واصراره على تكريمها.
النهار