كشمير أصلى
يناير 3, 2017
الشخصيات :
1 – جن : امرأة فى بداية الثلاثينات ، تلبس ملابس موظقة تقليدية .
2 – روث : امرأة متشردة فى بداية الستينات ، تلبس معطفاً من الكشمير
المشهد :صباح يوم بارد . موقف حافلات خارج بوسطن ،مدينة ماساشوستس
تدخل جنِ . وهى ترتدى ملابس أنيقة وجذابة ، كما ترتدى وشاحاً أحمر حول عنقها . تتطلع إلى الحافلة . تتحقق من تليفونها ثم تضعه بعيداً . تدخل روث ، ترتدى معطفاً قديماً من الكشمير وبنطلون بولستير وحذاء جلدى بدون رباط . تحميل متعلقاتها فى كيسين كبيرين . ترى جن روث وتمنع نفسها من النظر إليها . تنظر روث أمامها ، ثم فى الناحية الأخرى .
روث : ألم تصِل بعد ؟
( وقفة )
أقول ، هل أنت مصابة بالصمم ؟
جنِ : آسفة . ماذا قلت ؟
روث : ألم تصل بعد ؟ الحافلة .
جن : أى حافلة تنتظرين ؟
روث : حافلة بوسطن .
جن : هل أنت ذاهبة إلى بوسطن ؟
روث : لماذا يمكن لى أن أسأل عن حافلة بوسطن ؟
جن : آسفة . إنها لم تصل بعد . على الأقل منذ أن وصلت إلى هنا.
روث : أوه ( تجلس روث على المقعد ) أنا روث .
جن : و أنا جِن .
روث : صباح الخير يا جِن .
( وأخيراً تتطلع جِن إلى روث وجهاً لوجه وتبتسم إليها ابتسامة قصيرة . تبتسم روث بحرارة .تنظر جن بعيداً . تفتش روث فى حقيبتها . تخرج عدداً من الكوفيات ، لديها فى الواقع الكثير من الكوفيات ، تفتش أكثر وتخرج آلة هارمونيكا )
روث : ( تواصل ) هل رأيت هذه ؟
جن : نعم . ما هذه ؟
( وقفة )
روث : إنها تشبه الهارمونيكا بالنسبة لى . ماذا تبدو لك أنت ؟
جن : هارمونيكا .
روث : هذا مريح .
( وقفة )
هل لديك أطفال ؟
جن : عذرا ؟!
روث : ( بصوت عالٍ ) أقول ، هل لديك أطفال ؟
جن : لست فى حاجة لأن تصرخى .
روث : هل تسمعين جيداً ؟
جن: نعم .
روث : لم أعرف .
جن : ليس لدى أية أطفال . لست متزوجة .
روث : أوه . هل لك عشيق .
( وقفة )
روث : ( تواصل ) هل تلك أسئلة محرجة جداً ؟
جن :عندى خليل ..
روث : هذا لطيف .
( وقفة )
ألديك أطفال ؟
جن : لا ، ليس لدى أطفال .
روث : لأننى كنت أريد أن أقول ، هذه هارمونيكا جيدة لكننى لا أعزف عليها ، لو كان لدى أطفال فمن المؤكد لأحبتت أن يكون لهم هارمويكا مثل هذه التى تحبين أن تشتريها ؟
جن : لا أحب ذلك .
روث : إنها هارمونيكا جيدة .
جن :أنا على ثقة أنها كذلك .
( وقفة )
( لا تبعد روث الهارمونيكا )
روث : هل تشعرين بالبرد ؟
جن : لا. لا فى الواقع .
روث : كان ليلة باردة أمس .
جن : نعم . كانت كذلك .
روث : ما الذى كانت ؟
جن : ماذا ؟
روث : ما الذى كانت ؟
جن : ماذا ؟
روث : ما الذى كانت ؟
جن : ماذا كانت ماذا ؟
روث : ليلة أمس .
جن : ما الذى ….
روث : عشرون ، ثلاثون ، أربعون .
جن : كانت فى الأربعينات ، على ما أعتقد .
روث : بدون مزاحٍ .
( تبعد روث الهارمونيكا ، خلال معظم ما يأتى من الاحداث، تأخذ المزيد من الكوفيات من حقيبتها وتطويها دون أن يبدو أنها منتبهة إليها )
جن : أظن أنك كنت تشعرين بالبرد على نحو ما .
روث : ليس سيئاً . نزلت أتجول . ما ذلك ؟ كما تعرفين
جن : أعرف ماذا ؟
روث : المكان . المطعم . المنزل . كما تعرفين . شارع ويبستر . المنزل
جن : مطعم البيت الأبيض ؟
روث : أعرف أنك تعرفين ذلك . البيت الأبيض . يفتحون فى الخامسة والنصف تماماً لتقديم وجبة الفطور . نزلت فى حوالى الرابعة . يمكن أن تقفى قليلاً ماذا تسمينها . هذه الشرفة خارج الباب ؟ إنها دافئة .
جن : يجب أن تكون كذلك.
روث : يفتحون فى الخامسة والنصف تماما وأتناول وجبة الإفطار . يعطونك بيضتين ، من أى نوع ، وخبزاً محمصاً وقهوة . بسعر دولارين وتسعة وتسعين سنتاً .
جن : ذلك سعر جيد .
روث : وعادة أتناوله زائد سوى .
جن : الزائد سوى لطيف .
روث : لكن يمكنهم أن يعدونه بأى شكل . الكوب الثانى مجاناً . ألم تأكلى أبداً هناك ؟
جن : لا أعتقد أننى مضطرة لذلك .
روث : لأنك تبدين مألوفة .
جن :لا أعتقد –
روث : حسناً ، كنت فقط أسأل .
( وقفة )
يجب عليك أن تجربى ذلك .
( وقفة )
هل تشعرين بالبرد ؟
جن : يبدو أنه معطف دافئ
روث : هل تودين شراءه ؟
جن : لا . أنا .
روث : لأننى يمكن أن أبيعه لك . إنه معطف لطيف .
جن : إنه من الكشمير الأصلى
جن : كشمير ؟
روث : أصلى . أيمكنك أن تشتريه ؟
جن : لا . مع ذلك شكرا لك .
روث : لا يمكن أن تلومينى على المحاولة . هل تلوميننى ؟
جن : لا . ذات يومٍ كان لدى أمى معطف من الكشمير.
روث : أكان ذلك من الكشمير الأصلى ؟
جن : أعتقد ذلك .
روث : ألم يعد لديها الآن ؟
جن : هى . لقد تبرعنا بمتعلقاتها .
روث : هل فعلتم ؟
جن : عندما نظفنا المنزل
روث : أوه . أوه .
( وقفة )
آسفة .
جن : حسناً . كان مثل ذلك المعطف. لقد تبرعنا به لجيش الخلاص ، على ما أعتقد .
روث : ذلك حيث حصلت على هذا المعطف . جيش الخلاص .
جن :هل فعلت ؟
روث : نعم .
( وقفة )
هل تعتقدين إنه ربما يكون هو نفسه هذا المعطف الذى معى ؟
جن : أعتقد، ربما كان لون معطفها أكثر قتامة .
روث : لذلك أستطيع أن أبيع هذا لك .
جن : لا شكراً لك .
( وقفة . تبتسم جن )
روث : أثمة شئ مضحك ؟
جن : لا . آسفة .
روث : لا تتأسفى .
( وقفة )
كنت تتذكرين شيئاً ما .
جن : نعم .
روث : عن هذا المعطف .
جن : ليس ذلك المعطف .
روث : حسناً .
جن : كنت فقط أتذكر – عندما كنت صغيرة ، اعتدت أن أمارس لعبة التنكر بالملابس .
( تبستم روث )
كنت أرتدى معطف ماما الكشمير وقفازيها وقبعتها وأدعى أننى عجوز . كما تعرفين : ’’ سيدة راقية ‘‘
( وقفة . تتوقف ابتسامات جن . تتنهد )
روث : ماالمشكلة ، ياجن
جن : لا شئ ، فقط – سخيف .
روث : ما هو السخيف ؟
جن : اعتادت أن تقول ماما . وكانت تقول لى عندما أكبر ذات يوم سأكون من ذلك النوع من السيدات اللاتى يلبسن معاطف الكشمير
( وقفة طويلة . تقف روث . تبدأ فى جمع متعلقاتها )
أوه ، آسفة .
روث : مالذى تتأسفين عليه ؟
جن : لم أقصد شيئاً من ذلك .
( تخلع روث معطفها )
ماذا تفعلين ؟
روث : أخلع معطفى . ماذا يبدو هذا لك ؟
جن : لا تفعلى ذلك . الدينا برد .
روث : الإرادة القوية تمنع ذلك .
جن : لا . لا تفعلى –
روث : أستطيع أن أحصل على معطف آخر . أرغب أن تأخذى هذا .
( تضع روث معطفها فوق المقعد ، تعيد كوفياتها إلى الحقيبة )
جن : لا تعطينى معطفك . أرجوك .
روث : احتفظى به . أستطيع أن أحصل على معططف آخر . أتمنى لك يوماً سعيداً يا جن .
( تخرج روث )
جن : انتظرى ؟ روث !
( تنظر إلى المعطف . تغمغم بصوت منخفض )
لن أستطيع –
( وقفة )
روث ؟ روث !!
( تسرح جن بنظرها . تتطلع إلى المعطف . تعود وتجلس إلى جواره . تأخذ المعطف فى حضنها . تفكر .. تحل الوشاح من حول عنقها . تضعها فى جيب المعطف . تنظر وراء روث ( وقفة) . تخرج جن . يبقى المعطف فوق مقعد محطة الحافلات )
المؤلف : جون مينجان John Minigan كاتب مسرحى ومخرج ومعلم تربوى و مازال حيا يرزق فى ولاية ما ساشوستس وهو عضو نقابة المسرحيين الأمريكيين .
مرتبط
إقرأ أيضاً
نصوص*فيوليت أبو الجلدأزرق، من مخمل الشِعر،قلت لعينيه :هذا البحر دميوبكيت.***لما تراءَت له،سقطَت ثماره على نَصّها…
نصوص*عثمان بالنائلةخاص ( ثقافات )عبثاسمع طنين ذبابة. اِقشعرّ بدنه. أجال نظره داخل الغرفة. رآها تستقرّ…
نصوصمحمد مراد أباظةخاص ( ثقافات )(المرآة)لا.. لا تصدِّق..ذاكَ الطفلُ لم يهرمهيَ الأحزانُ أتعبَتْهُ قليلاًفتراءَتْ على…
الوسومأدب عالمي مترجم د. محمد عبد الحليم غنيم
شاهد أيضاً
محمد الكريم أبحث عن طريقة توصلني إلى بيت أبي الضفادع، وأبو الضفادع يمشي وينق مثل …