نصوص


*فيوليت أبو الجلد

أزرق، من مخمل الشِعر،

قلت لعينيه :
هذا البحر دمي
وبكيت.
***
لما تراءَت له،
سقطَت ثماره على نَصّها الأخير،
هي النواة وهي العصير يسيل على شهوة القول.
***
كلما حدثتكَ كانت الوديان تتسع،
وتحفر في الصخر شلالات غناء
كانت الجبال ترتفع
وهي تشدّ آذانها لتستمع.
***
يشاع أن آنية الضوء
انكسرت بين يديك قبل أن تتشكّل يا الله،
أن الحب هو الدليل على خطئك الأزلي هذا،
أن الشعر محاولة يائسة لترميم الكون من بعدك.
يشاع أن لا علاقة لك بحزني الآن،
لكنك نادم وطيّب
***
رشّة من ماء الزهر
-على ذمّة نساء القرى –
ليستفيق الوادي من سُبات نسّاكه،
وأنا المغمى على وحدتي،
أنام في ذمة الصحو
لا ماءٌ ولا زهرُ .
***
بَلّغوه أني غدرت لمزيد من الخراب بيننا،
أنه جريمتي ، أنني كل المعزّين به،
أنني الدمعة الأبدية على فقدِه،
وأنني جنازته .
بلغوه أنه الهالك النضِرُ .
***
أنا قبلةُ يهوّذا على خدّ الندم،
لفحني الحب
صار النسيم إلهًا .
سقطَت من يدي فضةٌ،
لكنهم ساروا على اللغة،
حَوّلوا الماء الى خمر قبل أوان الخطيئة.
من سلالة الأنبياء قيل،
صدّقوا وما صدّقنا .
من التراب والى التراب يعودون،
صَدّقنا وما صَدّقوا .
زعموا أن النهر يعاكس مجراه كلما ارتطم بأحضانهم .
الهاربون من مواجهة الريح،
يكتبون عن تناوحها في لهاثهم.
يتهالكون فوق أرائك الوهم، فوق أسرّة الأرق المزمن.
الهاربون الى قامات من نار ومن دخان،
الى عشيقات بغلائل ملوّنة بألف عمر وحيلة.
” حتى الأبد … حتى الأبد “
وهم الزائلون قبل أوان التراب،
لا صَدّقنا ولا هم يوما صَدَقوا .
***
سُبحان من أذلّك،
لا تتقِ الا الشِعر،
خرابُ القلب عزتك .
***
هيّئوا للعريس موكبا يليق بلوعته،
امنحوه ذئاب الحناجر ليعوي،
جراح الخناجر ليرقص.
فوق جبهة الحزن غُرّة … قبعة … شاعرة
فوق جبهة الحزن مدينة.
***
رحماكِ أيتها الأغاني،
رحماكِ من هذا النداء،
من توسّل ذاب على الركبتين،
رحماكِ وأنت تلهثين في دمي،
وأنت تصعدين نحو القيامة ،
ترتلين خسارتي ،تهللين لدمعه ودمعي،
رحماكِ أيتها البحّة في حنجرة الجرح الطري.
__________
* شاعرة من لبنان.
(العالم) العراقية

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *