جوارب
ديسمبر 18, 2016
الشخصيات :
-
هنري : رجل سعيد
-
كيم : امرأة تمر بيوم سيء
المكان : تجري أحداث المسرحية في محطة للحافلات في مدينة كبيرة . هناك أريكة و لافتة باسم المحطة . انتهى يوم العمل . اليوم عاصف وبارد ، والسماء توشك أن تمطر .
فى البداية : يقف هنري في هدوء ينتظر الحافلة وهو يحمل حقيبة تسوق مستعملة . تدخل كيم مندفعة وهى تحمل محفظتها وحقيبة سفر وحقيبة تسوق من البلاستك . تبحث عن هاتفها المحمول وتتحقق من الوقت . تسقط منها حقيبة التسوق على الأرض .
كيم : اللعنة على ذلك!
هنري : تعالى هنا ، دعينى أساعدك –
كيم : سأحملها …
هنري : لا مشكلة –
كيم : قلت سأحملها ، دع ذلك وحده .
هنري : آسف ، كنت فقط أحاول أن أساعدك .
كيم : حسناً ، لا أحب للغرباء أن يستولوا على مشترواتى .
هنري : فهمت . أعتذر .
كيم : آسفة ، أنا متأكد أنك رجل لطيف جداً . إنه فقط …
هنري : لا تقلقى . هناك الكثير من اللصوص حولنا. الأمان أفضل من الأسف .
كيم : نعم . ذلك ما أقصده … آسفة .
هنري : لا مشكلة .
كيم : هل وصلت الحافلة رقم 6 بعد ؟
هنري : لا ، أنا انتظر الحافلة رقم 6 أيضاً . لكثير من الوقت ، اسمى هنري .
كيم : نعم . مرحباً لطيف أن … معذرة
( تفتش بجدية في داخل حقيبتها، تخرج علبة سجائر و تحاول أن تخرج سيجارة منها لكنها تكتشف أنها فارغة )
كيم : زفت !
هنري : ليس يومك . هاه ؟
كيم : هل معك سيجارة ؟
هنري : كلا ، آسف . أنا لا أدخن .
كيم : كنت للتو في المحل ! لماذا ؟ لماذا يحدث ذلك دائماً ؟
هنري : لا أعرف .
( تستف كيم العلبة الفارغة في حقيبتها من جديد وتبحث أكثر عن المزيد من السجائر . بعد لحظة من هذا . تضع متعلقاتها فوق الأريكة وتجلس )
كيم : أى نوع من اللبان ( العلك ) ؟
هنري : لا . آسف .
كيم : متوقع .
هنري : آسف .
كيم : لا بأس . سأجد بعض السجائر في الماكينة في شقتى .
( ينتظر هنري الحافلة في هدوء . بعد لحظة ، يتخذ قراره ويجلس على الأريكة )
هنري : هل تريدين بعض الجوارب ؟
كيم : جوارب ؟
هنري : نعم ، أنا في الواقع اشتريت بعضاً منها .
كيم : لا . شكراً . احتفظ بجواربك . مجنون …
هنري : أنا فقط اعتقدت لأنك لم تسطيعي التدخين …
كيم : لذلك أحب بعض الجوارب .
(يبتسم هنري ويخرج من حقيبته زوجاً من الجوارب ذات العلامة التجارية الجديدة. ويقدمها إلى كيم . تهز رأسها بالنفي وتحاول أن تتجاهله ، فيضع الجوارب بعيداً وينتظر الحافلة في هدوء )
كيم : جوارب ؟!
هنري : لا شيءأحب من زوج من الجورب الجديدة …
كيم : غير معقول .
هنري : أنا جاد .
كيم : أعرف . أعرف أنك كذلك . وهذا هو السبب في أننى في حاجة وظيفة أفضل . حتى أتمكن من شراء سيارة و من ثم لا أضطر إلى الكلام مع رجل مهووس بالجوارب في محطة الحافلات .
هنري : لست مجنوناً . إذا كنت لا تريدين الجوارب فلا بأس . إنه فقط – تعرفين ماذا ؟ لا يهم . آسف على إزعاجك .
كيم : إنه فقط ماذا ؟ هاه ؟ أجب سريعا ، ستكون الحافلة هنا حالاً وأنا أريد أن أجلس بعيداً عنك .
هنري : لا عليك .
كيم : لا . قل لى . أنا لم أتناول نيكوتين بشكل كافٍ ولن أكون قادرة على التفكير في أى شئ سوى حجتك اللعينة هذه ، لذلك عليك أن توضح لى .
هنري : أوكيه . حسناً . اعتدت أن استخدم الجوارب كوسيلة للإقلاع عن التدخين .
كيم : أووه . هذا جيد . أكمل .
هنري : هذا هو كل شئ . أعتقدت أنك ربما يمكنك أن تفعلى الشئ نفسه . لقد كان ذلك أفضل شئ حدث لى .
كيم : الجوارب أفضل شئ حدث لك ؟ آسفة لسماع ذلك .
هنري : أعرف أن هذا يبدو غريباً ، لكنها لم تكن مجرد الجوارب . كانت الجوارب فقط البداية لقد فتحت عينى .
كيم : فكرة من الزن تماما !
هنري : إلى حد ما. نعم . مجرد التركيز على ذلك الشيئ البسيط ، فإن ذلك يجعلنى أدرك ماذا كنت أفتقد .
كيم : مثل الملابس الداخلية ؟ أدويتك الطبية ؟
هنري : مثل الاستمتاع بحياتى . في كل يوم أنا سعيد لأننى أختار أن أعمل الأشياء التى أعلم أنها ستجعلنى سعيدا .
كيم : والجوارب ؟ من كل تلك الأشياء ، تجعلك سعيداً ؟
هنري : فكرى في ذلك ، لو كان هناك أى شئ أفضل من أنزلاق قدمك في جورب جديد وقشيب؟ نظيف . مريح . ناعم . لن يكون أبداً بهذا الأحساس الرائع مرة أخرى . صحيح ؟
كيم : أظن . وماذا في ذلك ؟
هنري : إذن تعترفين أن ارتداء جوارب جديدة أمر رائع .
كيم : حسناً ، نعم لكن أيضاً هناك الكثير من الأشياء .
هنري : يمكننى أن أفكر في القليل الذى أحبه أيضاً ، لكن ليس الكثير .
كيم : وماذا في ذلك ؟ كيف يمكنك أن يساعدك هذا في الأقلاع عن التدخين
هنري : حسناً . استبدليها .
كيم : الجوارب بدلاً من السجائر .
هنري : أجل .
كيم : هل تمصها أم ماذا ؟
هنري :لا ، فقد أرتدى زوجاً جديداً من الجوارب في كل مرة وفى كل يوم . لم ألبس الجوارب نفسه مرتين
خلال العامين. في بعض الأيام أرتدى زوجين من الجوارب إذا ما كانت قدمى مبتلتين أو شئ ما .
كيم : هذا سخيف . ياله من تبديد!
هنري : تبديد؟ لماذا ؟ أنا أستمتع بذلك .
كيم : إنه مكلف ، ومسرف . جوارب جديدة كل يوم .
هنري : إنها أرخص من السجائر .
كيم : مستحيل .
هنري : في الواقع كنت أنفق ما يقرب من عشرين دولارا في الأسبوع على السجائر ، هل تصدقين ذلك ؟
كيم : حسناً ، أعتقد ذلك تقريباً .
هنري : اشترى في الواقع جوارباً جميلة ، مثل هذه – ( يمسك بزوج من الجوارب ) – حقيقة جميلة هذه الأنواع . أدفع . أدفع لهؤلاء الفتية دولارا واحدا مقابل كل زوج . بالتأكيد ، أشتريها بكميات كبيرة ، لكننى أعرف اننى استعملها ، لذلك فأنا أوفر المال .
كيم : وتبدد الجوارب .
هنري : أتبرع بها .
كيم : بجوارب مستعملة ؟
هنري : جوراب مغسولة . لملجأ للمشردين في وسط المدينة . ماذا تفعلين أنت بأعقاب سجائرك ؟
كيم : أياً كان . لا شئ يهزم التدخين .
هنري : حاولى .
كيم : لن أذهب لشراء الجوارب .
هنري : يمكنك أن تأخذى زوجاً على حسابى
كيم : لا شكراً .
هنري : هيا ، جربى ذلك . لقد كان يوماً طويلاً جداً ، ألا تشعرين بالألم ؟
كيم : وماذا في لك ؟ وإن يكن !
هنري : ابدأى بقدمك اليمنى . هيا .
(يقدم هنري لها زوجاً من الجوارب ، تأخذ كيم الجوربين بدون حماس ، تبدأ في لبسهما )
الآن انتظرى . أغلقى عينيك وأنت تفعلين ذلك . فكرى ملياً بما تفعلين جربى أن تفعلى ذلك .
( تلبس كيم الجورب ، فتتغير حالها )
كيم : أوووه .
هنري : شعور جيد . هاه ؟
كيم : لم أفكر أبداً في ذلك من قبل ، لكن نعم صحيح . هذا مذهل .
هنري : أمازلت تريدين سيجارة ؟
كيم : نعم لكن ليس كثيراً على ما أعتقد .
( يضحكان )
هنري : خذى – يحتاج هذا الأمر إلى أكثر من زوج من الجوارب –
( يخرج المزيد من الجوارب من حقيبة التسوق التى معه ويقدمه إلى كيم )
كيم : لا أستطيع ، لا . شكراً لك ، لكن لا .
هنري : في الواقع ، لن يكلفنى ذلك كثيراً . لدى طن منها في المنزل . أعدك !
كيم : لست في حاجة إليها . ربما لن أستغنى عن السيجارة .
هنري :إنه لأمر مخز . لقد أعتقدت حقاً أنك تنوين أن …
كيم : أقلع عن التدخين ؟ أنا راضية بعيوبى .
هنري : انظر إلى نفسك ! تملأ البسمة وجهك كله، وكل عظمة في جسدك ذايت عندما لتست هذين الجوربين ، هل تلك رذيلة .
كيم : ليست الجوارب رذيلة .
هنري : أنت قلت بنفسك أننى كنت مسرفاً . تلك هه الرذيلة ! انا أيضاً اتناول ست كعكات بالزبدة على الإفطار كل يوم . كيف يكون ذلك رذيلة ؟
كيم : كعك ؟ جوارب ؟ ما الأمر معك ؟
هنري : كنت أتناول فطيرة بالبيض كل صباح . أكانت أسوأ لى ؟ الأهم من الذى ، ما الشئ الذى يجعلنى سعيداً ؟ قبل أن أغادر المنزل ، كل يوم ، كنت أتناول زبدة نوتر وأرتدى جورباً بماركة جديدة ، أى شئ أستطيع فعله سوى الابتسام ؟
كيم : أأنت فقط تعمل ما يجعلك سعيدا ؟
هنري : عادة ، نعم .
كيم : مذهل . وماذا غير هذا ؟
هنري : توقفت عن لبس الساعة .
كيم : لماذا ؟
هنري : دائماً ما كانت الناس تسألنى كم الساعة الآن ؟ وكنت دائماً أتساءل كم الساعة . فقررت ألا أهتم .
كيم :عليك أن تكون في العمل في موعدك ، ذلك كل ما في الأمر .
هنري : بالتأكيد ، هناك ساعات في كل مكان . فوق ذلك ، الآن ، أنا الذى يسأل الناس كم الساعة الآن . في الواقع أن ذلك يخفض الضغط .
كيم : أعتقد .
هنري : أيضاً ، بعت سيارتى لذلك أستطيع أن أركب الحافلة كل يوم .
كيم : هل تريد أن تركب الحافلة ؟
هنري : نعم . إنها طريقة رائعة للقاء الناس . مرحباً أنا هنري .
(يمد هنري يده ، تبتسم كيم وتصافحه )
كيم : أنا كيم .
هنري : مرحباً ، كيم . هل تريدين بعض الجوارب ؟
كيم : أكيد . أحبها .
( يقدم هنري لكيم عدة أزوج من الجوارب . تضعهما في حقيبتها ، ينتظران الحافلة وهما يبتسمان )
” النهاية ”
__________________
المؤلف : تيم بوهن/ Tim Bohn: أستاذ مساعد في قسم المسرح بجامعة ولاية أركنساس حيث يقوم بتدريس دورات في الإخراج و الكتابة المسرحية و التمثيل و تحليل النصوص و كل ما يحتاجه هذا العمل . حاصل على درجة ماجستير في الفنون الجميلة في الإخراج من جامعة كارولينا الشمالية في جونسبورو و البكارليوس في آداب قسم المسرح من جامعة ويسكونسن – بركسد . عضو نقابة المسرحيين و يشغل رئيس مهرجان المسرحية ذات عشر دقايق setc ( مهرجان مسرح جنوب شرق ) يعيش تيم بوهن مع زوجته ليزا و طفليه إيلى و إيت في جونسبورو ، أركنساس .
مرتبط
إقرأ أيضاً
نصوص*فيوليت أبو الجلدأزرق، من مخمل الشِعر،قلت لعينيه :هذا البحر دميوبكيت.***لما تراءَت له،سقطَت ثماره على نَصّها…
نصوص*عثمان بالنائلةخاص ( ثقافات )عبثاسمع طنين ذبابة. اِقشعرّ بدنه. أجال نظره داخل الغرفة. رآها تستقرّ…
نصوصمحمد مراد أباظةخاص ( ثقافات )(المرآة)لا.. لا تصدِّق..ذاكَ الطفلُ لم يهرمهيَ الأحزانُ أتعبَتْهُ قليلاًفتراءَتْ على…
الوسومتيم بوهن د. محمد عبد الحليم غنيم
شاهد أيضاً
سعاد الورفلي بقدر الظلام الذي يتسع كحضن هاوية تتغزل بعجوز يبتاع قلبها بحفنة من دراهم …