خاص- ثقافات
* رامون دي كامبو أمور/ ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**
تلك الخائنة الأكثر خيانة من بين كل الجميلات
كان رجل ما يشتهيها و أنا كنت أحبها؛
و هي كانت تفتننا معا زمنا معلوما
بكلامها المعسول الخادع.
بينما هو بأزهاره السامة معبرا عن اشتهائه،
كان يقضي على نفسه،
و أنا راكع أمامها، إذ كنت أعبدها،
كنت أقدم لها الأزهار الحديثة التفتح.
كل السبل نحوها باتت بلا جدوى؛
كذبت على الاثنين معا، و ستلاقي عقابها،
فالأول يسمها بالسافلة، و الثاني بالحمقاء.
لن تعيش الطمأنينة معه، و لا الخير معي:
هو، إذ اشتهاها فقط، سيحتقرها؛
أما أنا، إذ كنت أحبها، فسألعنها.
*القصيدة في الأصل الإسباني:
Amar y querer
A la infiel más infiel de las hermosas
un hombre la quería, y yo la amaba;
y ella a un tiempo a los dos nos encantaba
con la miel de sus frases engañosas.
Mientras él, con sus flores venenosas,
queriéndola, su aliento emponzoñaba,
yo de ella ante los pies, que idolatraba,
acabadas de abrir echaba rosas.
De su favor ya en vano el aire arrecia;
mintió a los dos, y sufrirá el castigo
que uno la da por vil, y otro por necia.
No hallará paz con él, ni bien conmigo:
él, que solo la quiso, la desprecia;
yo, que tanto la amaba, la maldigo.
*شاعر إسباني كبير جدا. ينتمي إلى القرن التاسع عشر الميلادي. حظي بتقدير عال و بشعبية فائقة في أوساط القراء في ذلك العصر. فضل تكريس حياته لفائدة الشعر بعدما درس الطب و الفلسفة و الدين. شاعر متأثر بالكتاب الإسبان و العالميين الكلاسيكيين بحيث قضى أياما و ليال يقرأ آثارهم الإبداعية. شاعر خصص أشعارا شائقة رائقة للمرأة مما جعل النقاد ينعتونه ب: “شاعر السيدات” و كأنه صريع الغواني مسلم بن الوليد في شعرنا العربي العباسي على وجه التحديد. مارس السياسة كذلك؛ بحيث كان حاكما مدنيا في كل من أليكانتي و بلنسية. توفي سنة 1901 للميلاد بالعاصمة الإسبانية مدريد. و هذه القصيدة التي قمنا بترجمتها فيها نظرة خاصة من طرف الشاعر لنوع من النساء هن هؤلاء الخائنات المصلحيات. و هي تذكرنا بقصيدة نزار قباني من هذه الناحية و التي عنوانها كما نعرف: “قالت له أتحبني و أنا ضريرة”.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء – المغرب.