عروة الأحمد من حمص إلى أهم مسارح دبي

خاص- ثقافات

*سلطان التميمي

بعد أن أصبحت مدينته “حمص” غير قابلةٍ للعيش أثر ما حلّ بها من دمار حزم الشاب السوري “عروة الأحمد” أمتعته وتوجّه إلى دبي المدينة التي يقيم فيها منذ عام 2012 ليصبح بعد عرضه الأخير “نايلون” أحد أهمّ مقدمي الـ “ون مان شو” في الإمارات.

من الصعب حصر نشاطات هذا الشاب التي تنوعت ما بين مناهضة الديكتاتورية من جهة والتطرف من جهة أخرى، وإعداد وتقديم البرامج التلفزيونية، والمسرح، والسينما، والذي كان بدوره مخرج أكبر كرنفالات الشرق (كرنفال كأس العالم للخيول في دبي 2015).

يتميز الأحمد بأسلوب سرده العفويّ المقنع، ومن اللافت أنه يبحث دائماً في الأمور المثيرة للجدل، ويتعمّد إثارتها إيماناً منه بأن سرد المألوف لا يقدّم أي فائدة للمجتمع.

هو الحبّ.. العرض الذي يحضّر له عروة الآن، والذي سيتم تقديمه على خشبة مسرح (The Fridge) في دبي 3\سبتمبر\2016

-لماذا تم تأجيل موعد العرض؟

للخروج بأفضل صورة ممكنة، كما أن موعد قدوم “ورد – ابنتي” إلى هذه الحياة تزامن مع موعد العرض.

-عن ماذا سيكون عرض هو الحبّ، وهل هو ابتعادٌ عن الجدل الذي تمتهنه؟

من يظن بأنه قادم لسماع كلامٍ رومنسيّ وأشعار ورديّة عن الحبّ، هو مخطئ.. إنّ أكبر جدلٍ يمكن إثارته هو نبش العلاقات، والبحث في خباياها غير المعلنة.

قال ”باولو كويلو“ سابقاً: على نهرِ بييدرا هناك.. جلستُ فبكيت. وأنا لم أكن أتوقّع بأني سأبكي يوماً على ذلك المقعد في ممشى ”مارينا – دبي“ لأسبابٍ عديدة أهمها: أن هذا المكان برأيي غير صالحٍ للبكاء! لكني عرفتُ آنذاك بأن البكاء لا يعرفُ مكاناً بعينه، وبأن حضوره المؤلم يجتاحك دون سابقِ إنذارٍ، أو استطلاعٍ لأرجاء المكان. نعم.. على ذلك المقعد تمامَ الثالثةِ فجراً جلستُ فبكيت، وبعد نصفِ الساعة عدتُ أدراجي إلى منزلي، ونمتُ بعمقٍ ناسياً كلّ ما ابتدعناه من أمل.

لطالما كنتُ أجيدُ تجنّب المتاعب، وكنتُ إذا لمحتُ دوّامةً ابتعدتُ عنها لاغياً أيّ مشاريعٍ بنيتها في مخيّلتي، وكم كنتُ ماهراً في استشعارِ الدوّاماتِ عن بُعْد! لكنّه الحبّ.. عاصفٌ لا يعرف هدوءاً.. عربيدٌ يلهو بالمنطقِ والعقل ليشرب نخبَ ضياعكَ الألف في زحمةِ متاعبك المضنية. الإعجاب – السّحر – الوعد – الاكتشاف – الشغف – الحقيقة – الملل – الخطيئة – المساومة – الاعتياد – الهدنة.. هو الحبّ بمختلف مراحله، المحسوسُ اللامُعرَّف.

وكلّ ما سيردُ في العرض القادم ”هو الحبّ“ ليس بمثابةِ تعريفٍ له، أو عنه، وليسَ سرداً لأشعارٍ رومنسيّة برّاقة، وليسَ ميلودراما تحملُ من الابتزاز العاطفيّ ما مللناهُ جميعاً.

هو الحبّ: سردٌ مسرحيّ مبنيّ على تجارب عشتها، وتعلّمتُ منها كيف ألهو مع هذا الشّبح دون أن أمسّه فيفتك بي! تعلّمتُ منها أن أحافظ على 1% من اليقظة في عزّ الثمالة، و1% من الشكّ في عزّ اليقين، و1% من احتمال الأسوأ في عزّ الفرح.

هو الحبّ – ون مان شو لعروة الأحمد

إدارة التنسيق: داليا فياض – رسوم وتصاميم: رزان صباغ – موسيقى: فرقة وقوف زمني – إدارة التصوير: سامي خرزم – إدارة التسويق: فرح الفيصل – مساعد المخرج: أسامة الشامي – إنتاج: جانتي قاسم – على خشبة مسرح The Fridge، القوز، دبي.

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *