كيف صنع مني الزهد كاتبًا؟


*جوشوا بيكر ، ترجمة- محمد الضبع


قبل سنة مضت وبينما كنت أقود سيارتي عبر طريق ڤينيكس السريع، رن هاتفي المحمول، تفاجأت عندما رأيت اسم جيف قوينز في الشاشة. بعد حديث قصير بيننا، سألني جيف سؤالًا غير متوقع. تريد أن تكون ضيفًا لتتحدث في ناشڤيل عن تجربتك في الكتابة؟
وافقت مباشرة على طلبه، وبدأت بتحضير ما سأقوله، وكانت هذه مسودة رحلتي في عالم الكتابة، أريد أن أتشارك معكم كيف صنع مني “الزهد” كاتبًا. مهما كانت وجهتكم في الكتابة، أتمنى لهذه الكلمات أن تجد طريقها إليكم لتلهمكم وتمنحكم الثقة الكافية للاستمرار.
ابحث عن عاطفة جامحة لإيصال حقيقة مهمة:
قبل ثماني سنوات، قمت وزوجتي باتخاذ قرار شجاع. بعد أن قضينا يوم سبت كامل في تنظيف الكراج، قررنا التخلص من كل الأشياء المادية التي لم نكن نستخدمها أو نحبها في منزلنا. بعد تسعة أشهر من ذلك اليوم، وبعد أن تعرفنا على مبدأ “الزهد”، تمكنا من التخلص بواسطة التبرع أو البيع بما يقارب ٦٠٪ من ممتلكاتنا المادية، تحسّنت حياتنا بين ليلة وضحاها. ومنذ ذلك اليوم أصبحت شغوفًا بنشر مبدأ “الزهد” أردت أن أتشارك هذه السعادة مع أكبر عدد ممكن من البشر.

تخلص من كل ما يسبب التشتت في حياتك:
التخلص من كل ما هو غير ضروري حولنا يساعدنا كي نوجه تركيزنا باتجاه الأشياء التي نحبها فعلًا. عندما نمتلك أشياءً أقل، نستطيع أن نعيش حياتنا بمال أكثر، وقت أكثر، حرية أكثر، ضغط أقل، وتشتيت أقل. والنتيجة ستكون نموًا مضاعفًا في الرضا الذاتي، لأننا سنجد المساحة الكافية للتركيز على ما نحبه حقًا.
اتصل بمجتمع الكتّاب من حولك:
العالم الذي نعيش فيه ليس مسالمًا وآمنًا لممارسة “الزهد”، تدفعنا حملاته الدعائية المستمرة لتملّك كل ما هو أفضل، أسرع، وأحدث. رحلة البحث عن البساطة والزهد تتطلب الكثير من الإلهام الذي يمكنك الحصول عليه داخل مجتمعك.
اتخذ خطوات إستراتيجية أبعد بقليل عن مستوى مهاراتك الحالي:
بعد عدة سنوات من التدوين الإلكتروني، قررت أنني أريد أن أنشر كتابي بنفسي. ولكني واجهت مشكلة واحدة: لا توجد لدي أدنى خلفية عن كيفية تحقيق ذلك.
ولكنني كنت متأكدًا أن هذه هي الخطوة التي احتجتها في ذلك الوقت. قضيت العديد من الليالي الطويلة أقرأ في جهازي المحمول كل ما استطعت إيجاده عن الطباعة والنشر. قمت بمراسلة العديد من الأصدقاء. وفي النهاية، بعد ساعات وساعات من هذا الاستثمار، استطعت تحقيق هدفي وقمت بنشر كتابي الأول بنفسي، عندما أنظر للوراء أدرك أنني مررت بعدة لحظات؛ حيث كانت فيها الخطوة التالية شبه مستحيلة، ولكنني فعلتها بتوظيف الوقت والجهد المناسبين لها، وبالنسبة لي كانت هذه هي الخطوات اللازمة التي مكنتني أخيرًا من أن أصبح كاتبًا أعتمد على الكتابة بشكل كامل، وأصبحت هي وظيفتي وعملي، ومصدر إلهامي.
_____
*جريدة الرياض

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *