نصوص


*محمود حمد


1
ليكن لك الوطن
الذي أسكنته يوما
عيون ذئابك الأولى
وماء النبع في واد
يحاصره الغياب كاسمك
الزمني
لا معنى سوى صمت
يدس مفاتن الوطن
المشار إليه
بالصور القديمة
في التفات عباءة الماضين
لا مدنا تغني فيه
عاشقة بدايتها الصغيرة
كلما قالت :
أنا امرأة يصاب الفحل
بالوجع القديم
وعاد يسألها انتشال
الروح
من كفين منسوبين
للنار البعيدة
كلما غنى نبي الحب
أغنية العصافير
الجميلة
صاح منسي :
ستبعث مثلما غنيت
مخنوقا بألحان وناي
لا بلادا غير قلبك
في غبار خرائط الأديان
يا روح الحياة
2
لصوت الثعلب
الشتوي
لحن طفولة عابر
حكاية جدتي ( رياء )
أغانيها، وجلستها
وطعم السكر الممزوج
بالليمون
في يدها
وخبز صباحها الباكر
كأنا لم نكن شيئا
ووزعنا طفولتنا على
الأضداد في دمنا
لماذا خلسة الأيام تؤوي
عمرنا مدنا ؟
لماذا آخر الأشياء
يبدأ من تناسينا
هنا فلج يدس لنا
جفافا
في سحاب الله
هنا موت بحجم العيد
يخطف ظله عنا
هناك حكاية النسيان
تملأ كل من كبروا
بقايا عالم ساحر
لصوت الثعلب
الشتوي
أحن علي من ذاتي
ووجه حبيبة عاثر
3
وأنا بلاد الله
ينقصني الطريق
إلى استعاراتي
البريئة
أول الممشى
يحاصرني الرحيل
إلى افتقار حجارتي
البيضاء
أمسح نصف ناصيتي
بطرف عباءة حمراء
من نسج الدخان
القاتل الأبدي
يؤلمني اختزال الحزن
في ضحك الصغار
الهاربين إلى بدايات
النهاية
هكذا وجهي
يخيف يدي على
المرآة
أطعن صورة الآتيين
من حلمي
إلى الشطآن
هل يكفي بأن أمشي
إلى العدم
دون غدي
ومن أمسي أجرد
آخر الشهداء
في صدري
_____
*جريدة عُمان

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *