كولاج الشاعر والأطفال


*نديم الوزه


خاص ( ثقافات )
1
في البداياتِ يقسو البياضُ
لماذا أتيتُ إليهِ؟
و ماذا لديهِ؟
كأنِّي نسيْتُ
أخربشُ
ثمَّ أخربشُ
ماذا نسيتُ؟
تراني نسيتُ حياتي؟
تراني نسيتُ لغاتي؟
تراني نسيتُ أنا؟
مَن أنا؟
مِن زمانٍ أخربشُ
ثمَّ أخربشُ
حتى أدمّرَ هذا البياضَ
لماذا أدمِّرُ هذا البياضَ
ولا شيءَ فيهِ؟
تُرى لو حمامٌ هنا
ياسمينٌ
أوِ امرأةٌ مثل هذا البياضِ
أَكُنتُ سأفعلُ؟
ماذا سأفعلُ؟
لستُ أنا أيُّها الناسُ
وحدي أعيشُ أنا
أتذكّرُ أنِّي أعيشُ
وحيداً
أخربشُ
ثمَّ أخربشُ
فوقَ البياضِ هنا!
2
لا يلعبُ الأطفالُ في سوريَّةَ الآنَ ابتهاجاً بالثلوجِ،
أوِ الخروجِ إلى المروجِ بطائراتٍ من ورقْ.
يتعلّمونَ الآنَ كيفَ سيَقتلونَ ويُقتلونَ
بطائراتٍ من حديدٍ،
أو رصاصٍ من حديدٍ،
أو سيوفٍ من حديدٍ،
أو ربما قد يهربونَ إلى البحارِ
لكي يموتوا في البحارِ من الغرقْ.
لا يكبرُ الأطفالُ في سوريَّةَ الآنَ انتصاراً للحياةِ،
و لا احتفاءً بالحياةِ،
وإنما صوراً تكرَّرُ كي تُمزَّقَ في الحروبِ
وثمَّ تلصقَ في احتفالٍ رائعٍ
بينَ الموائدِ في القصورِ على طبقْ.

3
أنا طفلةٌ لم أعدْ أكتبُ الآنَ درسي
على دفترٍ بيراعِ الرصاصِ
أخافُ انفجارَ الكلامْ..
كبرتُ قليلاً. وصرتُ فتاةً.
ولكنَّني لم أعدْ أرسمُ الآنَ نفسي بأعوادِ فحمٍ
على حائطِ البيتِ خوفَ اختطافِ الظلامْ
لوجهي بعيداً.. بعيداً…
سريعاً سريعاً نضجتُ، لأتبعَ حسّي
إلى راحتيكَ، لتحمي عيوني،
وتحمي بياضَ الحمامْ..

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *