*زياد شاهين
خاص ( ثقافات )
إنّـهـا سـلّةُ المُهْمَلاتِ
تُحاورُ في لغــةٍ متآكلــةٍ بعضَهـا
تتهجّـى قُصـاصـاتِ أخبارِنـا
وبطولاتِنــا
وكتاباتِنــا
وخطاباتِنا
تتراكمُ في دِعَــةٍ كلُّها
ولنا صُـوَرٌ تتساقطُ ما بينَ جُدرانِها
وقصائدُ عشـقٍ تأجـّجَ
عنْ وطــنٍ خالـدٍ
ولنا حصّـةُ في اختراقِ فراغاتِها
ولنا أُصْبُعٌ ويـدٌ في احْتشادِ فضاءاتِها
وأراني أحدّقُ في تيهِهــا
هِيَ أوْسـعُ من بِرْكــةٍ للتماسيحِ
أطولُ من جدولٍ من مرايا
تلوذُ بزاويـةٍ قربَها مكتبي
تتجسّـسُ
في عمقِهـا لغــةُ تتوجّـسُ
في صمتـِهـا حيرةٌ تتأمّلُ في لُغتي !
الأمل
قـُـلْ لهُمْ إنّني قد وجدْتــُهُ
فجلسْتُ أنتظرُهُ حتى يعودَ
وعندما عادَ
خرجتُ لأبْحثَ عنْــهُ
فلــم أجــدْهُ
أو قلْ لهم : وجدتُــهُ ينتظرُني
فدخلتُ عليهِ
فخرجَ يبحثُ عنّي
وعندما لم يجدْنـي .. عادَ
فخرجتُ أنا أبحثُ عنــهُ
فلم أجـدْهُ:
إنّهُ الخلّ الوفيّ
إنّهُ الأمل !
البحرُ ويافا
عَاشقانِ على مَقـْـعدٍ خشبيّ أزْرقَ
أزْرقَ من فَرْطِ أمْواجٍ
تتعانقُ في خَبـَبٍ .
عاشقان: كأسانِ فارغَتانِ
وطاولــةٌ
يستديرُ الكلامُ الجميلُ
على مُسْتقيمِ جوانبـِها المتآكلِ
من ملحِ الصيّادينِ
من زفــرِ الأسْماكِ
ومن عبثِ الطلّ المتلاطمِ فجــراً (قسراً)
عاشقان: ذبابُ أنيسٌ تعيسٌ
يُلامسُ قائمةً للطعامِ يُحدّقُ:
كَمْ وجْـهٌ يتبدّلُ ؟
كم موجــةٌ تتبدّلُ في لحْظــةٍ ؟
كم مساءٌ يلمُّ شظاياهُ كلَّ مساءٍ
ويتْرُكُنا نتكسّرُ فوقَ خريرِ الماءْ
عاشِقانِ
على
مقعدٍ يتأمـّـلُ كأسينِ فارغتينِ في صمتٍ
عاشقانِ يذوبانِ في عطشٍ:
– يا موجَ البحْرِ الهائجِ ( يا رمل الشطّ الهادئ )
صُبّ لنا البَحْرَ في كأسَيْنا
ولْنشْربْ نخبَ يافا
نخبَ يافا
نخبَ……………….!
___
*شاعر فلسطيني
*شاعر فلسطيني