نصوص


*يوسف إسماعيل

( ثقافات )

دعاء 
صرّح مدير كاريتاس إلى وكالة فيديس قائلاً: “لقد دمّرت العاصفة 500 خيمة في المخيم. ويعيش اللاجئون في وسط الصحراء في منطقة ضعيفة. لم تصلنا تقارير عن وفيات ، ولكن من المؤكد أن عدداً كبيراً سيمرض ، وسيحتاج إلى علاج. كما قرر البعض العودة إلى سوريا. فهم يُفضلون خطر الحرب في وطنهم على رؤية أطفالهم يموتون في مخيم للاجئين”.
نهض زعيم البلاد من أمام التلفاز إلى سجادة الصلاة ، صلّى ركعتين شكراً لإله العواصف ” نبتون ” ، وذكّره بأنه إله الزلازل أيضاً .
_________ 
الإغاثة 
التصق بالأسلاك الشائكة ، التي تحرس المخيم ، وعيناه تراقب سيارة الإغاثة ، وقدمه اليمنى مركونة على حجر صغير ،متحفزة للانطلاق بسرعة ، في لحظة توقف السيارة ….عمَتْ زوبعةُ الغبارالرؤيةَ أمامه ،فخاف من ضياع وقته في الانتظار .. انطلق مقتحما العجاج نحو الإغاثة .. ..هدأتْ الزوبعة العابرة … وتمددت جثته ، العابرة ، تحت عجلات الإغاثة .
_________
زليخة 
تحوّل المطر ، بسرعة مفاجئة ، إلى سيل جارف ….انزاحت خيمة “450 “عن مكانها نحو جرفٍ هاوٍ ..وعلقتْ أخرى بحبالٍ متدلية من جذع شجرة ..وحين توقف المطر ،واحتفظت الممرات ببقايا السيل ،هبطت زليخة من تلَّتها ، تتفقد الممرات المائية في مدينتها الجديدة ” البندقية ” كما كانت تحب أن تسميها .
في الصباح ، انجرفت زليخة مع إخوتها ، إلى عمق الوادي الحاضن للشلال الهابط من مدينة البندقية ….وبعد البحث تم التقاط جثت إخوتها على الحدود السورية التركية .أما جثتها ! فيقول البعض :إنها وجِدتْ في ممر مائي، داخل مدينة البندقية الإيطالية . 
_________
ذكريات 
في الذكرى الأولى ، كتب على جدار خيمته الإنسانية: سنرجع ، حين تنهض عائشة من نومها الثقيل.
في الذكرى الثانية ، كتب على جدار خيمته الأممية: سنرجع في الصيف القادم .
في الذكرى الثالثة ،كتب على جدار متراخ من خيمته : سنرجع حين يغطي العشب الأخضر طرقاتي.
في الذكرى الرابعة، كتب على جدار كالح اللون من خيمته : سنرجع ـ يا وطني ـ يوما ما…سنرجع .. سنرجع ..والله أكبر فوق كيد المعتدي ..المعتديييييييي ….ها.
بقعة ضوء 
هي : مع توسّع بقعة الضوء من شقوق الخيمة ،
نهضتْ ؛
……………………………………….
أخفت سكينها الصغيرة بقطعة خيش في يدها…..
خرجتْ نحو الشرق……………………… 
حلمت…… بالعسل البري ، وبعشرة أطفال يتنططون حولها .. ……..
هو:: كان ينتظر ، بشهوانية كلب مسعور، ردفة باب ….. 
تستر عورته. 
السكين : تلوّتْ بلهفةٍ ، وهي تقطع ، بخفة ، آخر ما ……
يربطه بشقوق الباب
بلاد الواق الواق 
لم تُتح لي الفرصة ، 
لأرى من يفرح بي في هولندا أوالمجر وبلاد الواق الواق .. …
……………………………………………………………………………ففي خيامي
، الممتدة من أوّل جرف في الصحراء ،
…………………………………………………………………………. لا توجد شاشة عرض أو جوال أو بث من تحت الأنقاض .
________
* سورية

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *