صمتٌ يأسرُ الشّعراء



عبد القادر رابحي*


خاص ( ثقافات )
إلى الراحل أنسي الحاج
-1-
أَتذْكُرُ
أنّنا… لاَ
لم نعُدْ يومًا
إلى صمت المساءِ
كأنّنا
لا..
لم نعُدْ يومًا 
إلى صمتِ المساء.؟
صدَى الكلامِ
بعيدٌ..
-2-
تريّثْ
ربّما للصّمتِ
منزلةُ الكلامْ..
-3-
أتذْكرُ ؟
عندما كُنّا معاً
في الرّيح،
عند الوقْت،
فوق الغيمةِ الحُبلى
أتَذْكُرُ؟
-4-
لاَ..
لا تقُلْ لي:
إنّ حرفك
لن
يعودْ..
-5-
قلْ ما تشاءُ
لعلّ في صمتِ القصيدةِ
جفوةً أخرى،
حليباً رائقاً
تنداحُ أضلعُهُ الطّريّةُ 
في صدى طبَقٍ
من الوقتِ الحزينْ..
-6-
هِيَ نجمةٌ أخرى
تناستْها المرافئُ
في صباحٍ باردٍ
كالصّحوِ
تركضُ 
نحو صاحبها -البياض-
كأنّ هذا الحرفَ
منزلةُ الجحودْ..
-7-
لاَ ..
لمْ يرُقْنِي زمْهريرُ الوقتِ
في ألوان بدلتكَ الشهيّةِ
أيّها اللّونُ المرابطُ
في السّوادْ..
-8-
هُمْ
لمْ يقولوا أيَّ شيْءٍ
نحنُ
منْ قُلنا
و لم نزرعْ على وجناتِ هذا الصّمتِ
وردًا يأسرُ الشّعراءْ..
-9-
مغادرةٌ
كأنَّ رحيلَها 
هذا المجيء..
-10-
تَكَيّفْ قليلاً 
مع الوقتِ
في لُبِّهِ
– أقصدُ الوقتَ-
سرٌّ جميلٌ
ستسقي به غيمةً تعبُرُ الحرفَ
في همهماتِ الوداعْ..
-11-
جسَدانِ
سيفٌ
لعبةٌ خشبيةٌ
تنزاحُ
تنهمرُ
الدّماءْ..
-12- 
لاَ ريحَ
ترقصُ
في جبال الأرز..
-13-
رأسٌ
ستسقطُ 
مرّةً أخرى
علَى أرضٍ
ستحرثها الجراحْ..
-14-
ماذا سينبتُ 
في شقوقِ المزهريّةِ
يا تُرى..؟
-15-
عطَشٌ 
يشربُ من دمِ الحلاّجِ
لاَ ارتواءْ..
-16-
كلّما عاتبتني الخطى
أتراجعُ
..
ماضٍ
مضارعُ..
-17-
لاَ..
لمْ يعُدْ للجرح ما سيقولهُ
في الحفل..
توديعٌ..
كفى..
-18-
رُبّما يصمُتُ الخطباءُ
و تشرق هذي القصيدةُ
فوق الجبين الذي يسرق الطّفل
من ليْلِ أجسادِه النيّئةْ..
-19-
لاَ..
أنتَ أوّلهم جميعا..
رُبّما خانوكَ
لكنَّ القصيدةَ مُرّةٌ
..
هيَ هكذا..
تُسْتَلُّ
منْ لحْمِ القفَا..
..
لاَ..
لنْ تخونكَ ‘ لنْ’
-20-
ستعودُ يوماً
في الحروفِ
كعادةِ الشّعراء..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شاعر وناقد من الجزائر

شاهد أيضاً

كأس وظلال

(ثقافات) كأس وظلال عبد القادر بوطالب تلك الظلال التي طوت تفاصيل أجفاني سارت خلفي ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *