لا أحبِّذُ أن أموت عاريةً..


آمال الديب



خاص ( ثقافات )

رغبة مباغتة أن أنزع ملابسي رغم برودة الجو الديسمبرية.. لكن سؤالاً وجوديًا قفز إلى عقلي: ماذا لو أنني مت قبل حلول الصبح؟
سيفجؤهم جسدي العاري!
وماذا في ذلك؟ حينها ستكون روحي قد غادرت الدنيا فلن أشعر بالحرج، وربما خمنوا أنني كنت أمارس الحب في خيالي مع هذا الأشقر، شبقيِّ العينين الذي كتبت من وحيه الشعر لمسافاتٍ ممتدَّة..
تزحمني التساؤلات، لكنني أنتصر لفكرتي فأنزع عني ملابسي قطعةً فقطعةً حتى أتحرَّر منها جميعًا…
يملؤني إحساس رائع لم أستشعره منذ فترة.. استرخاء به الكثير من اللذة، وشعور غامر بالحرية…
نهداي يرقصان كفِيْلَين طفلين تحت حبات المطر..
أشعر أن خلاياي متفتحةٌ تستقبل دفء فِراش القطيفة كفَراشات تتدثَّر بأوراق الورد البلدي في موسم الربيع…
أمرُّ بأصابعي وراحة يدي على جسدي برفق، كم كنت بحاجة إلى ما أشعر به الآن. أتنفس بعمق؛ تعروني النشوة وكأنني في حالة سكرٍ بمزاجٍ رومانسي…
أتهيَّأ للوصول، أتدفَّق كزُبْدٍ سائلٍ يُستخرَج من قربة حليبٍ مخضوضة.
تحت زخَّات الماء الساخن على جسدي ألتحف الدفء في نشوةٍ أخرى موازية لنشوة القطيفة.. تلفُّني روحك المخمليَّةُ لتقيني بردًا يتربَّص بأوصالي بعد إغلاق صنبور الماء، فأتخلَّلُها كنقطةٍ من زيت اللوز عبر مسامك، أتماهى وطيفك بين أصابع الليلة!

شاهد أيضاً

طه درويش: أَتكونُ الكِتابَة فِردَوْسَاً مِنَ الأَوْهامْ؟!

(ثقافات) طه درويش: أَتكونُ الكِتابَة فِردَوْسَاً مِنَ الأَوْهامْ؟! إلى يحيى القيسي لَمْ نَلْتَقِ في “لندن”.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *