خرس الرصاص


* أصالة قسام


خاص ( ثقافات )
انصتوا لطعمِ الألم!
تلك الجروحُ المخبأة ستستفيق 
سينعقُ باكٍ فوق الجثثِ المنسيّة 
وسنحصدُ الضّحايا بقبرٍ مجهول 
الكلّ الكلُّ ضحّى لأجلِ البلاد 
صاحبُ العينِ المفقوءة و الدّجال… 
سنفرشُ فوق دمائهم الجسور 
سنرفعُ أسماءهم بالساحات 
سنوزّعُ النذور 
ونشعلُ الشموع 
ونطلقُ الصلوات 
يوم لم ينفعنا مهدٌ ولا رسول 
يوم جاءت الحربُ بألف نذيرٍ 
– على أن تتقوا- 
“لا تنهشوا لحمَ بعض “! 
ومافتئنا متخمين…
هنا حطُّ سكونُ ما بعد العاصفة 
انسلّت ريحٌ خفيفة بين ثنايا الخراب 
دغدغت حجارتها المطحونة 
ونفثت الغبار دمار 
كيف سيصافحُ الجنودَ الجنود؟ 
وكلُّ بذلات العسكر دماء! 
كيف ستعود الروح إلى جنين ببطن القرش نام؟! 
كيف ستشلحُ حارتنا السواد 
و شبابها بأصقاع الأرض مشانق؟! 
كيف سنميز الغريب,
ومن دفننا أخوتنا بالتراب؟! 
هل تصفو سماؤنا, و قد سدَّت مسامَها الطائرات؟ 
و أولئك الغرقى الذين قضوا,
هل سيتنفسون تحت الماء؟!
من نحاسب؟ 
وهل ستكتفي صدور الأمهات أوسمةً بسعرِ الشهداء؟!
فرشوا أرضنا مقابر
وتلبّسونا بالبلاء
قل باسم آيات الحياة 
وسبيلنا إليها عناء 
“سنحيي البلاد وهي رميم 
سنصنعُ المعجزات
سنرشُّ الملح, ونعضُّ على الثارات…”
احرقوا كتب التاريخ 
واسجنوا كل الشياطين التي فرّقتنا 
امسحوا عن جبين البلاد الطين 
كللوها بالآس و القصب 
وهدهدوها بالسلام 
فقد مادَت بلادُنا من التَّعب…
_________
كاتبة سورية

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *