*سهير زقوت
خاص ( ثقافات )
محض خسائر هي الحروب ، لا ثمة حرب أحن من حرب، عزيزتي السورية لا تنتظريها فهي تأتي مباغتة . دعي أولادك يلهون ويمرحون، دعيهم يلعبون في الشارع ويذهبون الى المدرسة قد تقصف الطائرة حاكورة البيت وهم في الخارج. لا تؤمني كثيرا في الملاجئ الأممية فحمم الطائرات لا تعرف القانون الدولي لا تصدقي مجالس الحرب ولا دعاة السلام فكلهم تجار في سوق نخاسة الشعوب لا تدخري خبزا ومؤنا فالحرب ليئمة لا تمهلك وقتا لتموتي وأولادك جوعا لا تنسي مواعيد تطعيم أطفالك في المراكز الصحية واظبي عليها فالحياة تنتصر على الطائرات في أغلب الأحيان لا تهتمي كثيرا لتعليمات السلامة التي ينقلها لك المذياع فالموت بصاروخ لا يفرق كثيرا عن الموت بشظية زجاجية لا تنسي ولا تعتبريه ترفا أن تروي الياسمين فهو الشاهد أن يديك مرت عليه قبل الطائرات لا تبخلي بطعامك القليل على قطط الحي فقط تكون يوما دليلك للنجاة لا تولولي ولا بأس من بعض البكاء الذي يغسل قلبك ويزيد من لمعان عينيك في الصباح فنورهما كافيا لتخفق قلوب أولادك بالحياة أحبي كثيرا كثيرا لا أجمل من حب في وقت حرب وبعد أن تضع أوزارها اياك أن تحصي الخسائر فهي أفدح مما كنت ترين لملمي كل ما جلبته الحرب يوما وعميقا ادفنيه واكملي المسير
عزيزتي السورية ،،، لا طائرة أكثر إنسانية
من طائرة.