بعد الخراب


*سرحان النمري


خاص ( ثقافات )
بعد الخراب
لإنْ تُقاطِعُني ، وَذَنْبُكَ أكْبَرُ
سَتَنالَ مِنْكَ عَدالَةٌ لا تَعْثُرُ
وَتَدورُ في فَلَكي فَإنّي وَاحِدٌ
ما لي نَظيرٌ في هَواكَ يُبَشِّرُ
وَلإنْ طَحَنْتَ مَحَبَّتي في مَهْدِها
كَسْرُ المَحَبَّةْ لا يَصِحُّ وَيَجْبُرُ
لَكنَّني سَأقومَ مِنْ تَحْتْ الرَحى
فِي هِمَّةِ المَسْحوقِ عَزْمي الأقْدَرُ
عَجَبًا لِبَحْرِكَ في الهَوى شُطْآنُهُ 
لا تَسْتَقِرُّ ، وَقَدْ تَمُدُّ وَتَجْزُرُ
جَمَّعْتُ مِنْ أمْواجِهِ أغْلى المَحَارِ
وَلي كُنُوزٌ مِنْ جِنَانِكَ أنْدَرُ
مَرَّتْ عَليْنَا غُرْبَةٌ بِشُجونِها
وَمَضَتْ عَلى هَذا الغِيابِ الأشْهُرُ
هَلْ تَعَلَمُ الاًقْدارُ اًنَّ شُحوبَنا
نُذُرُ الغِيَاب وَهَلْ تَحِنّ الاًدْهُرُ ؟
عُذّالُنَا كَشَفوا السِّتارَ فَأيْقَنوا
أنّا خَسِرْنَا ، والحَديثُ.. تَنَدُّرُ
يا عَاذِلي ، الحُبُّ نُورُ دِيانَتي
مَهْمَا لَقِيتُ فَلا أحِيدُ وَأكْفُرُ
قطفت حُبَّكَ مِنْ حُبَيْبَاتِ النَدى
وَشَرِبْتُهُ حَتّى إحْتَواهُ الأبْهُرُ
وُكُنْتَ لِي وَحيَ القَصِيدِ وَصَبْوَتي
وَأنْتَ لِي خَمْري وَأنْتَ المَيْسِرُ
مَا اشْتَقْتُ يَومًا فِي الحَنِينِ وَشَقْوَتِي
إلّا وَقَفْتُ بِبَابِ دَعْمِكَ أعْبُرُ
لِما الأسِيَّةُ والعُهودُ مَرَاكِبِي
فِي غَيْرِ بَحْرِكَ لا أعُومُ وَأبْحِرُ
فارْفِقْ رَعَاكَ اللهُ فِي حُرِّيَّتِي 
مَا عَادَ لِي صَبْرٌ عَليْكَ يُغَرِّرُ
وَاحْذَرْ نَدَامَةَ مَنْ يَعُودُ لِقَلْبِهِ
بَعْدُ الخَرابِ ، ظَلامُ لَيْلٍ أغْبَرُ
حُمّلْتُ ذَنْبَكَ ، تَحْتَويكَ مَحَبَّتي 
إنّي عَلى حَمْلِ الخَطِيئَةِ أقْدَرُ
________
*شاعرأردني 

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *