*مرزوق الحلبي
خاص ( ثقافات )
ذات صباح،
لم يشأ العاشق أن ينهض
من ليلكِ أحلامه
خرجت أمه إلى الشرفة
ورشقت الكون بالزغاريد فتلوّن
ذات صباح،
ضلّت النحلةُ طريقها إلى زهرة في الحديقة،
ظلّ جدي يغني لها
ويُغني،
كحادي العيسِ
إلى أن اهتدت
ذات صباح،
علقت جناح الطير بين الأسلاك
تلت جارتُنا سورة فك الأسير
حتى طار وهو يردّدها.
ذات صباح،
أفقت على المداولات بين نساء الحارة
وبائع الدجاج
ورأيت عشرين دجاجة تفرفر
على الشارع الترابي.
أمام كل بيت دجاجة،
لم أفهم في ذلك اليوم شيئا من شروحات المعلمة.
ذات صباح
كانت معلمتنا سيئة المزاج ولسانها سوطا
كان البرد أقسى
وكلام الكتاب مدببا
والوقت لعين يمطّ لسانه ولا يتزحزح.
ذات صباح،
اكتملت زرقة السماء
وبدت صافية
صافية
أمعن الجيران النظر فيها
فلم يجدو سوى شجرة التفاح ذاتها
في موضعها.
ذات صباح،
مرّ أطفال الروضة من تحت شبابيك العيادة
وهم يُنشدون،
أعاد المرضى بطاقاتهم إلى الطبيب
وانطلقوا جريا في الحقول القريبة.
ذات صباح،
مات الجار الذي يغني كحادي العيس
فوجئنا بطردين من النحل ظلا يدوران
ويزنّان،
حتى انضمت إليهما روحه ومضت.
ذات صباح،
تلكأت الشمس في مداراتها،
تحلّقت أسراب الطيور حولها وشدّتها
إلى ربوعنا كي تجفّ
الملابس ويبدأ الوقت.
ذات صباح
نشبت الحرب
فانتهى الوقت باكرا وانصرف الجميع لمتابعة الموت.
ذات صباح،
اشتدت الحرب
فلم نعد نرى الكلام من شدة الغبار وكثافة الدوي.
________
________
*شاعر فلسطيني