أدب النصيحة وعالم المال يتصدران قائمة أفضل الكتب في هولندا


*لمياء المقدم

جاء كتاب “اتخذ ماعزا”، للكاتبة الهولندية كلاوديا دو برايج في المرتبة الأولى ضمن قائمات أفضل الإصدارات في هولندا. عنوان الكتاب مستوحى من العادات اليهودية، ويضمّ شهادات من أناس عايشوا الحياة وخبروها جيدا من خلال تجاربهم فيها.

وقد ضمّ الكتاب العديد من النصائح منها “عندما تكونين على وشك أن تصبحي أما، بإمكانك التوجه إلى أي مكتبة وشراء كمية لا بأس بها من الكتب التي تعلمك كيفية اكتساب مهارات وخبرات الأمهات. لكن ماذا عندما تكونين على عتبة الحياة، وترغبين في تعلم كيف تتعاملين مع مفاهيم مثل الحب، والصداقة، والموت، والطموح، وغيرها مما ينتظرك من مواقف والتزامات؟”.
في كتابها هذا، الصادر في أكتوبر 2015، تحاول كلاوديا دو برايج الإجابة عن هذه الأسئلة مستعينة بعدد من الحكماء والحكيمات من النساء والرجال. حيث يخبرونها كيف عايشوا هذه المواقف وتعاملوا معها لتستخلص مئات الدروس الحياتية المهمة بما في ذلك تجربتها الشخصية وتجربة حلّاقها.
الكتاب جاء بلغة رشيقة، ومصمم بشكل جذاب، إضافة إلى قيمته المعرفية. جاءت الحاجة إلى كتابته من فكرة أن البشر عادة يتوقفون عن طلب النصيحة بعد سن الرابعة والعشرين، وشكلت حياة وموت الكاتب الهولندي المعروف رود خوده دافعا لكتابته.
خطورة عالم المال
أما المرتبة الثانية فنالها كتاب المستعرب الهولندي يوريس لايندايك “شيء لا يصدق”، الصادر عن دار نشر الأطلس، في فبراير 2015. يتحدث الكتاب عن عالم المال في هولندا، وما يميزه من غموض وخطورة، ومعروف عن لايندايك كتاباته الجريئة مثل كتابه السابق “يكادون أن يكونوا بشرا” عن حياة وعمل الصحفيين وما يواجههم من مخاطر. درس لايندايك العربية في مصر وعاش فترة فيها، وكتب أول مؤلفاته “الرجل الجيد يضرب زوجته أحيانا” عن تجربته فيها.
امان كاملان قضاهما الكاتب لايندايك في الغوص في عالم المال والأعمال، ولأنه لم يكن كبيرا في عالم البنوك فقد تمكن من إجراء بحث عمّا يحدث بالضبط في هذا العالم والسرية التي تحيط به. كثيرون رغبوا في الحديث إليه عن عملهم، وأهميته وصعوبته، وخطورته أيضا.
الخلاصة صادمة ومؤلمة، الجهات التي بإمكانها تحريك الاقتصاد، قادرة أيضا على هدم عالم المال وتسويته بالأرض. يحدث هذا بنية حسنة ومن أشخاص مثلنا تماما، نواياهم مشابهة، ويشاركوننا نفس القلق. ويحدث أيضا بواسطة أشخاص كل همهم أن يسددوا قرض البنك أو إرسال أبنائهم إلى مدارس جيدة.
الأسئلة العميقة، والنظرة الواسعة هما ما يميز هذه التجربة الجديدة للايندايك، وهو أيضا ما ساعده على كشف الوضع الذي نحن عليه، وهو وضع صادم على أي حال.
أميرة في مجتمع مخملي
المرتبة الثالثة كانت من نصيب كتاب “الأميرة الأميركية”، للكاتبة أنيتيا فن در زايل، والصادر في نوفمبر 2015 عن دار كويريدو للنشر.
في 13 أبريل 1927 تقطع ألينا تاو البحر إلى نيويورك تاركة وراءها حياة حافلة بكل ما تمنت تحقيقه من مجد وشهرة؛ تركت الحب، والأمومة، والثروة، متوجهة إلى عالم مختلف. الأرملة الأكثر ثراء وتعاسة، كما تسميها صحف المجتمع المخملي، كان أمامها مستقبل باهر، كأن تؤسس أسرة جديدة، وتصبح أميرة رسمية، ككونتيسة روسية من جانب، وسليلة عائلة الملكة بياتريكس من جهة ثانية، لكنها اختارت طريقا مختلفا.
“الأميرة الأميركية” هي إعادة تشكيل حياة واسعة ومدهشة، تدور أحداثها في أميركا وأوروبا في العصر الفيكتوري والعصر الحديث (خلال الثورة الصناعية والحربين العالميتين). لكنها قبل كل ذلك قصة شخصية لامرأة استثنائية تملك الشجاعة الكافية للذهاب إلى نهايتها المرة، حتى آخر طريق كان لا بدّ أن تسلكه.
قصة مؤلمة عن الزهايمر
حلت في المرتبة الرابعة رواية “أمي”، للكاتب هيغو بورست، والصادرة في نوفمبر 2015، عن دار لوبوسكس للنشر.
و“أمي” قصة مؤلمة يرويها الكاتب عن أمه التي أصابها الخرف، الزهايمر، وهـي مليئة بالحب، ومكتوبة بالكثير من المشاعر العميقة. يرى الكاتب بورست أن الرعاية الصحية التي توجه لكبار السن، لا توفر لهم المحبـة والـرعاية اللازمة لذلك قرّر أن يعتني بأمه بمفـرده.
فعل الابن ذلك على مدى ثلاث سنـوات كاملة دون انقطاع، كان يعتني فيها بوالدته البالغة 87 عاما التي تعاني من الخرف، بمشاعر حقيقية ومحبة، إذ يلاحق لحظة بلحظة كيف فقدت روحها تدريجيا، وكيف أصبح ضروريا نقلها إلى مصحة خاصة لرعاية المسنين.
كما يستدعي ذكريات طفولته وذكرياته عن والدته عندما كانت لا تزال بكامل صحتها الذهنية.
الكتاب عبارة عن بورتريه لعلاقة أم بابنها، مليئة بالمحبة والصدق والمشاعر الإنسانية المؤلمة والجميلة في آن.
وهذا مقطع من أجواء الرواية “مرّ على وجودها في مركز رعاية المسنين 3 أسابيع، كنت أذهب لزيارتها كل يوم على أمل أن تتعود على المكان الجديد. عندما تراني تقول: إنه مكان مقرف. أضع يدي على ركبتها مواسيا. تنظر إليّ وتقول: الأفضل أن تضرب هذا الرأس ضربة قاتلة. أجيبها بصبر وهدوء: لكنني ساعتها سأدخل السجن يا أمي. تهمهم: هذا صحيح، هذا صحيح. ثم تصمت وتستغرق في التأمل. أفعل الشيء نفسه. نذهب كلانا في تفكير طويل عن رغبتها في ضربة الرحمة”.
البحث عن الذات
في المرتبة الخامسة حل كتاب “المبجلة”، للكاتبة كيم فن كوتن، والصادر في نوفمبر 2015، عن مطبعة أوفرماتسل.
وصف الكتاب بأنه من أقوى وأكثر التجارب الأولية تأثيرا ودهشة على الإطلاق. هو التجربة الأولى لكاتبته، تحكي الرواية قصة بو، ذات الخمس سنوات التي تعيش مع والدتها في حي فقير بمدينة روتردام الهولندية.
في أحد الأيام تنتقلان إلى فيلا كبيرة في مدينة زفايندراخت، حيث يقيم صديق والدتها الجديد. عمي السيد -كما تسميه الفتاة- يغدق محبة بلا حدود على الفتاة الصغيرة، يشتري لها الهدايا الثمينة، يغسل شعرها 3 مرات في الأسبوع ويأخذها في جولات بعيدة على متن سيارته الفارهة.
بلوك هي مبجلته، هذا سرهما، لكن في بعض الأحيان تصبح الأسرار أكبر من أن نخفيها، وتبدأ تبحث بنفسها عمن يكتشفها.
“المبجلة” قصة مذهلة، غلفت الألم العميق بالسخرية، والزوايا الداكنة في نفسية الإنسان بضوء الحياة المبهر.
________
*العرب

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *