“حوائط البهجة” لوحات تغازل الذاكرة الشعبية الليبية




خلود الفلاح


خاص ( ثقافات )
في سياق مختلف تأتي لوحات التشكيلي الليبي سالم التميمي لتستعيد عوالم ذاكرة جمعية جسدتها الإشارات والرموز والأشكال الهندسية بشكل عفوي في فضاء اللوحة قد يعجز المشاهد عن حل استفهاماتها. سبع لوحات بمقاس 145× 145 زيت على قماش زينت جدران قاعة رمل للفنون في الفترة من 3 إلى 13 من الشهر الحالي تحت عنوان “حوائط البهجة”. 
على هامش هذا المعرض الفني “حوائط البهجة” كان لثقافات حوار مع التشكيلي سالم التميمي الذي قال: اللوحات تحوي أشكالاً ورموزاً وتقاطعات. هذه التجريدية هي أشكال مرتبطة بالذاكرة الشعبية هي مفردات الكثير من الفنانين استخدامها بطريقتي الخاصة من خلالها أحاول استلهام التراث. الخطوط والمثلث والمربع وكل الأشكال الهندسية الأخرى ما هي إلا أبجدية عرفها الإنسان منذ فجر التاريخ وتحفل بها أغلب فنون العمارة الشعبية عندنا، وهي مفردات لها مدلولها، ويضيف: “التجريد هو العالم الشخصي الداخلي للفنان، عبارة عن ردود أفعال ذاتية والتعبير به يمنحني حرية أكبر وباب واسع أدخل منه إلى الماضي وفنونه هو أكثر عمق وأكثر وجدانية وكشف عن الذات، يمحني حب البحث، التجريد الأقرب لي روحياً”. 
ويرفض الفنان سالم التميمي تسمية لوحاته باعتبار اللوحة فضاءً مفتوحاً على تأويلات عدة. كل متلقٍّ يقرؤه بطريقته الخاصة وبما يحس به اتجاه اللوحة. ويتابع: المشكلة في المتلقي يريد لوحة مقروءة وهنا يجد الفنان نفسه مضطراً إلى القيام بمجهود تنظيري لعمله، لذلك الفنان غير مطالب بتسمية لوحته ووضعها في إطار معين أو تسميتها وتقديم الشروح حول ما ينتجه. 
وحول أثر الإنسان في لوحاته قال: لا يوجد الإنسان بشكل واضح في لوحاتي، ولكنْ هناك أثر لهذا الإنسان بهمومه وقضاياه. الإنسان في لوحاتي موجود بما يحمله من أشياء وأشكال تأتي بشكل عفوي تلقائي. هناك مفردات.. حروف، هناك ذاكرة أحلام.. هناك بهجة في الجدار كلها من تأثير الإنسان أنا لا أرسم الإنسان، بل أرسم فعل الإنسان وتأثيره، ويضيف التشكيلي سالم التميمي: “لوحاتي تخلق بدون افتعال تنطلق من خلال تجربة طويلة من العمل الفني لها قيمتها الجمالية تعتمد على المعالجة الإيحائية لمادة السطح الجدار القديم وما يمثل الجدار وما يعكسه الزمن من التقادم، وما يستلهمه من رموز وإشارات وأشكال تلقائية وما يعنيه الجدار من شاهد تاريخي حيث يبقى الجدار صامداً وما يعكس الجدار من رغباته واحتجاجاته وهوسه وانفعالاته وهمومه”. 
ويأتي هذا المعرض الشخصي للفنان سالم التميمي كأداة مواجهة في زمن الحرب، هو حراك ضد انتشار السلاح والفوضى والموت. 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *