ذاكرة السينما: فيلم “إلى أستاذي مع حبي”


*كمال لطيف سالم

• تمثيل: سيدني بوتير, ليليان

• اخراج: جيمس كلافيل
ثيمة الفيلم مبنية على أن المعلم الحق هو إنسان موهوب لخلق علاقة صادقة وبناءة مع التلاميذ من أجلهم.
وقصة الفيلم تدور حول مهندس (سيدني) يختار العمل كمدرس لحين حصوله على عمل يوائم اختصاصه . ومن سوء حظه انه ينسب للعمل في مدرسة من الصعب ادارتها بسبب مشاغبة طلابها المغفلين الذي سببوا انتحار احد المدرسين بعد أن يئس من اصلاحهم. ورغم هذه السمعة السيئة لهذه المدرسة يجرب العمل فيها فيبدأ بالتدريس ويعالج بصبر وأناة تصرفات هؤلاء الطلاب الشرسين حيث يتسلح بالهدوء والثقة مشفوعا بقلب ممتلئ بالمحبة والمشاعر الفياضة فيقتحم عالمهم الجحيمي بأسلحته المدروسة وبصبر عال.
تبدأ مشاهد الفيلم فترينا اول مماحكة تحدث معه وهو يسير في ساحة المدرسة عندما تقذف باتجاهه علبة صفيح فتصدم كفه فيصاب بجرح ما يستدعي تجمهر الطلاب حوله وينبهرون لدمه الأحمر معتقدين ان دم الزنجي يحمل لونا اخر يختلف عن دم الرجل الابيض . ورغم عمق الاهانة التي يتلقاها يمضي الى الصف غير مبال ولكنه يصدم داخل المكان برائحة عفنة تنبعث من المدفأة حيث وضع الطلاب فيها شيئا كريها- وهنا يزعق ويثور ويندى ويهذي ويشتد وقع المشهد اكثر عندما يستند بمرفقه على طرف المنضدة فتنهار به فيسقط على الارض . وهنا يعلو ضحك وصخب التلاميذ حوله فيعرف أنه مقلب مبيت وبعد ان يعصف به الغضب يسرع متجها الى غرفة المدرسين فلا يجد هناك سوى المعلمة جيليان- التي تتأثر لوضعه النفسي وهو يفرقع باصابعه منفعلا وهو يردد “اطفال ، اجل انهم اطفال.”
وفي مشهد آخر للفيلم يدخل على الطلاب ويرفع حزمة من الكتب ويرميها في سلة المهملات فيما الطلاب ينظرون اليه بدهشة ثم يذهب الى عالمهم في اللهو والصخب. ثم ترينا مشاهد اخرى ذهابه الى صندوق البريد حيث ينتظر جوابا من الشركة الهندسية التي يروم العمل فيها فلا يجد جوابا ثم تأتي اللقطات متواترة حتى يقف سياق الموضوع عند استلام جواب الشركة فيشعر بالنشوة والخلاص من هذا الوسط الجحيمي فيخبر زميلته جيليان التي تسر لذلك ولكن تظهر على وجهها دلائل الندم والاسف على فراق هذا الشخص الذي اصبح أليفا اليهم ومن جانب اخر نرى تعلق احدى الفتيات له بينما ينظر هو اليها نظرة المدرس للطالب.
ويعكس لنا المشهد الأخير حفل توديع العام الدراسي والاستاذ سدني يقف بين الطلاب الذين يحيطون به بمحبة وينطلقون لتقديم هدية له عبارة عن اغنية “الى أستاذي مع اطيب التمنيات”. وهنا تبرز مشاعر التعاطف اذ تغرورق عيون الطلاب فيما يخلو الاستاذ بنفسه داخل احد الصفوف وهو ينظر الى الهدية التي قدمها الطلاب له وقد بدأ الطلاب يعبثون بها وصدى هزئهم يدور من حوله وهنا يتذكر اليوم الاول الذي دخل فيه هذه المدرسة وينظر الى الطلاب ويخرج عقد العمل فيمزقه وهو يبتسم.
سيدني بوتير مواليد 1927 في فلوريدا حصل على جوائز عديدة منها كولدن كلوب وجائزة الدب الفضي ثم جائزة الاوسكار.
_______
*المدى

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *