*خوليو كورتاثر/ ترجمة عن الإسبانية: إبراهيم اليعيشي
يجول صاحب سيارة جبال وسط فرنسا خلال إجازته السنوية، يضجر بعيداً عن المدينة والحياة الليلية. تشير له فتاة بإشارة استيقاف السيارة الاعتيادي، باستحياءٍ تسأله هل سيأخذ طريق “بون” أم طريق “تورنو”. في الطريق يتبادلان بضع كلمات.
يظهر في لقطة مقطع جانبي لوجه أسمر جميل وفي مقاطع أخرى يظهر الوجه كاملا. باقتضاب تجيب على أسئلة صاحب السيارة الذي بات الآن ينظر إلى فخذي الفتاة المكشوفين فوق مقعد السيارة الأحمر.
بعد مدة من المسير تخرج السيارة عن الطريق وتضيع داخل الغابة الكثيفة. يحسّ بطرف العين كيف أنها تضع يديْها فوق التنّورة القصيرة بينما الخوف يزداد شيئا فشيئا. تحت الأشجار تشكّل النباتات الكثيفة كهفاً عميقاً حيث يمكن القيام بأي شيء.
ينزل من السيارة ويفتح باب السيارة الثاني ويسحبها بعنف من كتفيْها. تنظر الفتاة إليه غير مبالية، تتركه يُنزِلها من السيارة وهي تعرف أن عزلة الغابة قد تكون المكان المناسب للاعتداء على فتاة.
حين يضع يديه على خاصرتها ليسحبها بين الأشجار، تُخرج المسدس من الجيب وتطلق العيار صوب الرأس. بعدها تأخذ حافظة النقود، تعاين أنها ممتلئة عن آخرها، ومروراً تسرق السيارة التي ستتخلى عنها بعد بضع كيلومترات من المكان، دون أن تترك أي بصمة فيها، ففي هذه الصنعة لا يجب أن يتغافل المرء.
____
*العربي الجديد