ترجمة: محمد عيد إبراهيم*
خاص ( ثقافات )
سأقتلكِ غداً عندَ بزوغِ القمرِ
حينَ يهمسُ لي أولُ الطيرِ المهاجرِ بكلمتهِ
سأقتلكِ غداً قُبيلَ الفجرِ
حينَ نرقدُ بالفِراشِ، ضائعينَ في الأحلامِ
ويبدو أن الجِماعَ أو المنيّ على شفتَيكِ
كأنهُ قُبلةٌ أو عناقٌ، أو عِرفانٌ
سأقتلكِ غداً عندَ بزوغِ القمرِ
حينَ يهمسُ لي أولُ الطيرِ المهاجرِ بكلمتهِ
مستَحضراً لي موتَكِ مُسوَّغاً بمنقارهِ،
كأنهُ قُبلةٌ أو عِرفانٌ
أو صلاةٌ لن يقطعَها الليلُ
سأقتلكِ غداً عندَ بزوغِ القمرِ
حينَ يعوي الكلبُ الثالثُ بالساعةِ التاسعةِ
جنبَ الشجرةِ العاشرةِ جرداءِ الورقِ والنُّسغِ
لا يعلمُ أحدٌ كيفَ لا تزالُ منتصبةً
سأقتلكِ غداً حينَ تسقطُ
الورقةُ الثالثةُ عشرة على الأرضِ الشقيّةِ
وتنقلبينَ أنتِ ذاتَكِ الورقةً أو الطائرَ الغِرِّيدَ الشاحبَ
وهو يعودُ إلى سِرّهِ الليليّ البعيدِ
سأقتلكِ غداً، وقد تطلبينَ السّماحَ
لأجلِ لُحمتكِ الفاحشةِ، جنسكِ الداكنِ
فنتوءكِ سيكونُ حديدةً لامعةُ
وفي القبرِ سيهلّ السُّلوانُ بديلاً عن القُبلةِ
سأقتلكِ غداً عندَ بزوغِ القمرِ
سترينَ كم أنتِ جميلةٌ بعدَ موتكِ
والأزهارُ تُغطّيكِ، ذارعاكِ معقودتانِ
شفتاكِ مُحكَمتانِ كأنكِ في صلاةٍ
أو تضرعينَ إليّ بكِلمةٍ
سأقتلكِ غداً عندَ بزوغِ القمرِ،
ومن الجِنانِ، كما تمضي الأسطورةُ،
تتوسّلينَ نيابةً عنّي وعن خلاصي
سأقتلكِ غداً عندَ بزوغِ القمرِ
حينَ ترينَ ملاكاً يتدبّرُ خِنجراً
كلّهُ عارٍ وصامتٌ عندَ فِراشِكِ المُصفَرّ
سأقتلكِ غداً، سترينَ أنكِ تقذفينَ
حينَ يدخلُ ذلكَ الباردُ بينَ فَخِذَيكِ
سأقتلكِ غداً عندَ بزوغِ القمرِ
غداً سأقتلكِ لأحبّ طيفَكِ
وأجري إلى قبركِ كلّ ليلةٍ حيثُ
سُعارُ الجنسِ وأُحجِياتُ المنيّ
تشتعلُ من جديدٍ في قَضيبيّ الرَّجَّاجِ،
فتستحيلُ شاهدةُ قبركِ إلى فِراشٍ بدائيٍّ
حيثُ يحلمُ المرءُ بالأربابِ والأشجارِ والأمهاتِ
حيثُ يلعبُ المرءُ بالنَّردِ ليلاً
سأقتلكِ غداً عندَ بزوغِ القمرِ
حينَ يهمسُ لي أولُ الطيرِ المهاجرِ بكلمتهِ.
* شاعر ومترجم مصري.
(*) اللوحة، للفنان الإسبانيّ: خوليو روميرو دي توريس