نصوص


*إيمان زيّاد


خاص ( ثقافات )
• 1
كلما تسلّى الحنين.. يقطفني
أسقي السوسن اللاهث عطشا
ماء الرحم 
أنتف العشب عن وجه اﻹناء؛
أرمم سطر النافذة كي ﻻ ينزلق فيكسرنا
أحمله كطفل وحيد ﻷم أرملة
و ألفه بجلدي الشال..
يا فرح مغامرةٍ طفلة..
تلبس ساق الوردة ..
تهرب مثل الريح لتنجو 
لو كرزا.. سرقت أفواهنا نصفه
ونيابة عن الغياب
سأغيظ الموت وﻻ أموت.. ف ت ح ي ا…
• 2
طفلي المُحاصر ببحة الكمنجة
يعزف لحنه الآن
ليصعد رتل من العاشقين بأناة
نحو النور
الطرقات تنهشها حوافر العسكر
وتسحق البيلسان 
البيلسان الذي ؛
من ثوب مطرّز على بوابة الجنّة،
سيمرر أنامله الرطبة
على وتر الكمنجة
ويترك للعالم مقطوعة استثنائية
الفرقة كاملة
تؤدي دورها باحتراف على شريط الأخبار،
لا أحد يصفق 
من خشية المقصلة
إلا الطُلقاء
وخطوة طفل مُحاصر ببحة
• 3
ما لريتّا 
غيرُ النشيدِ المصبوبِ
كالشّمعٍ على جدار الخوفِ!
وما لريتّا في بلادي 
سوى الأغنيات
يمشينَ فُرادى
على تابوتِ الحرفِ 
يتجاوزنَ النحيلةَ بأقدامٍ مستعجلةٍ!
الطريقُ فضاءٌ 
ولا أصابعَ تنقرُ الجثّةَ 
كمْ ريتّا 
على الإسفلتِ تتشكل الآن؟
أيُّ شالٍ 
سينضبُ وجههُ فوق رأس الحكاية؛
يندثرُ كخبرٍ أليمٍ بعد قليل!
يبحثُ الرصاصُ عن مخبأٍ 
لعينهِ المكسورةَ 
أمامَ كحلِ عينيها الجميلِ، 
يطمرُ رأسهُ في الترابِ 
ما أقربَ الترابَ إلى صدرها 
المتوتر بالأسئلة!
كم مرة سيعتذرُ للموت هذا الرصاص؟
حاولتُ الإفلات منها 
رجوتُ الغريزة تغيير الدُّفةِ 
لكنّ العالمَ أفواهٌ بلاستيكيةٌ 
يملكُ مجدافين 
وزورقاً يبحرُ في دَمِ ريتّا 
يتلذّذُ…
يسكرُ حتى يغرقَ
وأنا الرصاصُ… أموتُ مرتين
• 4
سأقيم احتفالاً صغيراً
أفتح زجاجة العطر الأخيرة
أسقي الحائط المكلوم،
والمرآة التي
تشققت بعد اهتزاز المئذنة
ترقص أمامي قبيل الإنهيار،
أترك المذياع صاخباً ..حتى يثور
ويملأ الأرض بالأغنيات
الشهداء يملؤن الأريكة ضحكاً
وأنا أطلق لهم النكات
ويختنق في العراء قط شيرازي
بقطعة لحم عفنة
كانت يوماً حمامة انيقة
يلقي عليها السلام
• 5
طوبى لذاكرة 
أهزّ جذعها
فتأتي بما توارى خلفي؛
طفلتان .. شهيّتان
مثل باكورة العنّاب والكرز
لم يذهلهما خضوعي
راحتا تتقصّيان سَيْر اللِّجام 
وتبتران زرّ الرقيق المستتر.
وأذكرُ
حِرص أمي أن تغمد وَجَعها 
لتقطرني يد الداية بسلام
وأنا أخوضُ الماءَ غيرُ ناضجةٍ
فعلقت جثتان على وجهي
لطفلتين شهيّتين
عصر حلقهما
حبلُ سُرّتي

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *