أمين الربيع
لـم يَدرِ أنَّ جميعَ الأهلِ
قد حَضَروا،
نادَوهُ وانتظروا،
واستُنفِدوا صَبْرا ..
كانتْ ممراتُ ليلِ اليأسِ مُثْقَلَةً
بصُفْرَةِ الوقتِ،
والأشياءُ كالذِّكرى!
أعطى ابنُ عميَ ليْ فِنجانَ قَهوتهِ
ورَجْفَةً
عَلِقَتْ في كَفِّهِ الـيُسرى!
حاولتُ أفهمُ ما في الرَّيحِ
من وَجَعٍ،
ناحتْ نواحَ الثَّكالـى
مـرَّةً أُخرى!
ماذا يقولُ الطَّبيبُ الآنَ، أَسأَلُهُ،
يقولُ: (لا شيءَ)،
ينمو صَمْتُنا سَطْرا!
على الزُّجاجِ انعِكاسيْ،
مَكْرُ أخْيلَتي،
بعوضةٌ شَرِبتْ مِن راحلٍ عُـمْرا!
هل الحياةُ
حياةٌ قدْ نُـخلِّفُها
لنَعْبُرَ النَّهْرَ أو كي نَتبَعَ المجرى؟
هل كُنتُ نفسيَ
أمْ “أيقونَةً” جُمِعَتْ،
رُغْمَ الزَّواجاتِ ظلَّتْ جَدَّةً عَذْرا ؟!
سَيستُرُ الأَثَرُ المتروكُ وِجْهَتَنا،
سَيفْضَحُ الموتُ في كِتمانِهِ السِّـرا!
عبرَ انعِكاسيَ مَرَّتْ أَوجُهٌ هَـمَسَتْ
تَرتيلَ مَن نُظِموا في السُّبْحَةِ الكُبرى!
خَلْفَ اشتِباهاتِ وَجْهيْ
كِدتُ ألـمَحُها،
وأفلَتَ الخيطُ في تنهيدَةٍ حَرَّى!
كفضَّة النَّبعِ سالتْ نَفسُهُ
خضْرا ..
كرحلتينِ،
فسُبْحانَ الذي أَسرى!
***
* شاعر من الأردن