*أحمد ثامر جهاد
خاص( ثقافات )
لم يكن مجرد منصة براقة لعرض الأفلام ومنح الجوائز، إنه حدث سينمائي بارز يسعى بدأب لاستقطاب المواهب الفنية وتوسيع آفاق التجارب الجديدة والاحتفاء بكافة أشكال السينما. مهرجان دبي السينمائي الذي افتتح دورته 12 بتاريخ 9 ديسمبر الجاري، وسط حضور فني وجماهيري لافت، يؤكد لجمهوره مرة أخرى عزمه الملحوظ على اجتراح وتطوير فعالياته المتنوعة (صندوق إنجاز-سوق دبي السينمائي-سيتي تك) والتي تجعله حدثا غير مقتصر على عرض الأفلام، وإنما فرصة مميزة لتطوير مشاريع سينمائية ومقاربة الخبرات العالمية والعربية ورعاية مبادرات التمويل، وإيصال الأفلام العربية إلى المنصات العالمية، وربما الأهم، إعادة ثقة الجمهور بالسينما العربية التي تحاكي صورة أزماتنا في ظرف عصيب راهن تمر به المنطقة بأسرها، ظرف مقلق هو أحوج ما يكون لإرساء ثقافة الحوار والتسامح، وإعادة تعريف هويتنا خارج إطار النزاعات. وللفن السينمائي كلمته هنا، سحره وقدرته الناجزة على دفعنا للتفكير بتحسين مسارات حيواتنا وتغيير أحوالنا نحو الأفضل.
***
بحضور جمع من النجوم والمشاهير العرب والعالميين، افتتح المهرجان (9-16 ديسمبر) فعالياته بتكريم إنجازات الفنانين المبدعين حيث قام الشيخ منصور بن محمد بن راشد ال مكتوم بتوزيع الجوائز على المكرمين الموسومين بعطائهم الفني الطويل وهم: الممثل المصري عزت العلايلي الذي ناهزت مسيرته الفنية أكثر من خمسة عقود من تاريخ السينما المصرية، وأيقونة السينما الفرنسية الممثلة كاترين دينوف التي نحتت نجوميتها وشهرتها عبر أكثر من 120 فيلما سجلت بصمات أشهر مخرجي العالم، والممثل الهندي نصر الدين شاه، الذي شارك في أكثر من 200 فيلم، والممثل التونسي الفرنسي سامي بوعجيلة، الذي لم يتمكن من حضور حفل الافتتاح لتسلم الجائزة.
ويتضمن برنامج المهرجان عرض نحو 143 فيلما بلغات مختلفة من 60 دولة، وزعت على سبعة أقسام ومسابقات، وصل منها 60 فيلما إلى القائمة النهائية لمسابقة المهر، وعلى النحو الآتي: 19 فيلما في مسابقة المهر الطويل، و11 فيلما في مسابقة المهر الإماراتي، و15 فيلما في مسابقة المهر القصير.
في الغضون اختار المهرجان فيلم( غرفة) إخراج (ليني ابراهامسون) ليكون عرض الافتتاح، ويعالج الفيلم المأخوذ عن رواية بالاسم ذاته لايما دونوهيو قصة أم (بري لارسن) وابنها (جيكوب تريمبلي) يكافحان للنجاة من قسوة احتجازهما في غرفة صغيرة تمثل عالمهما الوحيد والممكن، ثمة محاولة رمزية للخروج من طوق العزلة نحو عالم رحب، قد لا يبدو كما رسماه في مخيلتهما.
ومن بين العروض الافتتاحية المميزة للمهرجان، الفيلم الإماراتي” زنزانة” للمخرج ماجد الأنصاري وأداء متميز للممثلين: صالح بكري وعلي سليمان، حيث يعالج الفيلم الذي تميز بإيقاعه المشوق ومؤثراته، حكاية معومة إلى حد ما لا تشير صراحة إلى مكانها، لكنها تدخلك في دائرة صراع محموم بين سجين وسجانه في إطار هوس الأخير بالتسلط والعنف وإيذاء الآخر.
وكذلك عرض المهرجان فيلم الانميشن الطويل(بلال)؛ سيناريو وإنتاج أيمن جمال وإخراج خورام اتش علوي.
كما ستشهد باقي أيام المهرجان تقديم العديد من العروض الافتتاحية العالمية والعربية سواء في فئات ليالٍ عربية أو سينما العالم التي تتيح للجمهور مشاهدة باقة من الأفلام العالمية ترضي مختلف الأذواق، وتحاكي هموم الإنسان حول العالم.
كما ستجد العائلة ملاذها في عروض مميزة لسينما الأطفال. فضلا عن عرض آخر أفلام النجم الراحل عمر الشريف الموسوم(1001 اختراع وعالم ابن الهيثم) وعرض استعادي لفيلم(الفك المفترس) للمخرج الامريكي ستيفن سبيلبيرغ.
_____
*كاتب وناقد سينمائي