حادث


أميري بركة /ترجمة: محمد عيد إبراهيم


خاص ( ثقافات )
عادَ، مطلقاً عليهِ النارَ. أطلقَ. 
حين عادَ أطلقَ، فسقط، 
متعثّراً، وراءَه ظلّ غابةٍ، 
على الأرضِ، يموتُ، ماتَ، 
بمنتهى الضعفِ. أسفلهُ دامٍ، 
ماتَ من طلقةٍ. ماتَ إذن، 
هناكَ، بعدَ السقطةِ، مِن 
رصاصةٍ مستعجلة، هتكَت 
وجهَه، والدمُ ناعماً نَثّ 
على القتيلِ في نورٍ كالشُهب. 
في كلّ منحىً، لمن ماتَ صورةٌ. 
وروحهُ ترضعُ النورَ. بل ماتَ 
في ظلمةٍ هي من روحهِ أظلمُ، 
وانهارَ كلّ شيءٍ معه 
أعمىً، يموتُ على الدَرَج. 
لم ننبس بكلمةٍ، عمّن غدرَ بهِ، 
غير أنه عادَ، من مكانٍ، ليفعلَ 
ما فعلَ. أطلقَ النارَ من نظرة 
ضحيتهِ، ثم غادر مُسرعاً ببصاقٍ 
من دمهِ. وعلمنا أن قاتلهُ مُنجِزٌ، 
عَجِلٌ صامتٌ، ربما عرفهُ الضحيّةُ. 
غيرَ بَخورِ العفنِ من سحنةِ القتيلِ 
والدهشةِ من ثباتِ يديهِ وأناملهِ 
في برودٍ، نجهلُ كلّ شيءٍ.
__________
* شاعر ومترجم مصري.
*لوحة: بيكاسو

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *