“الأسلوبيّة الدِّلالية في الأدب العربي” للدكتور فايز الداية



خاص ( ثقافات )

صدر حديثاً 2015 عن دار التكوين في دمشق كتاب “الأسلوبيّة الدِّلالية في الأدب العربي ـ النظرية والتطبيق” لمؤلفه الدكتور فايز الداية.
يتكون الكتاب من مقدمة ومدخل وثلاثة فصول، في 360 صفحة.
كلمة غلاف الكتاب:
“تهتم هذه الدراسة بالدلالة في آفاق الخطاب الفنّي، وذلك لنتبيّن طاقاتها التعبيريّة في الأنواع الأدبيّة الغنائيّة والسرديّة والدراميّة، ونحن بذلك نسعى إلى كشف فاعليّة الدلالة في التعبير عن التجربة الإبداعية وتوصيلها إلى المتلقّين، ونتقدّم بأدواتنا المعاصرة في “المنهج الأسلوبي الدلالي” الذي نجتهد في صياغة مصطلحاته الجديدة كما نستمدُّ بعضاً من النتاج العالمي، ولا تغيب عنه خيوط التراث وخصائص الثقافة العربيّة، وهكذا نكون أمام منهج جديد تشكّل من خلال حركة متبادلة بين النصوص والمفهومات والإجراءات الأسلوبيّة الدلاليّة.
تعتمد الدراسة التوازن بين عرض نظريّ مركّز وتناول تطبيقيّ موسّع على نصوص أدبيّة عربيّة حديثة ومعاصرة في الأنواع الأدبيّة الثلاثة لأدباء وشعراء يمثّلون بيئات وأجيالاً عربيّة متعدّدة، إضافة إلى التطبيق على النصّ التراثي.
تسعى هذه الصفحات إلى أن تقدّم مسارات يمكن الانطلاق منها إلى دراسات نقديّة أسلوبيّة تغني الساحة الأدبيّة والفكريّة العربيّة، وكذلك يستطيع القرّاء أن يجدوا فيها خطوطاً تنوّر القصيدة والقصّة والرواية والمسرحيّة، وتدخلها في ساحة التلقّي.”
ويقدّم الكتاب جهداً جديداً من خلال التطور في مجالات علم الدلالة الحديث، ويقترح الانطلاق من “الدائرة الدلالية” مصطلحاً وجهازاً منهجياً لتحليل أبعاد النص الإبداعية وكشفها، من خلال كل من النظرية المركّزة، والتطبيقات ذات الأفق الواسع في أعمال أدبية عربية مختارة، منها القديم في غنائيته، والمعاصر في الأنواع الثلاثة الغنائية والسردية والدرامية.
ويشير المدخل إلى ما تضعه الأسلوبية الدلالية بين يدي كل من الناقد والقارئ المتطلّع من أدوات للدخول إلى عوالم النص، ومتابعة زواياه النقدية، والقراءة المنهجية للاستمتاع بالنصوص الأدبية وترويجها، استناداً إلى ثقافة قراءة الكتاب والارتقاء بالذوق والسلوك والتفكير، وسط عالم الكم الكبير من الثقافة المرئية السهلة التلقّي.
فعلم الدلالة يدرس المعنى اللغوي، طبيعته وأحوال تطوره وعلاقاته التي تتحرك داخل النصوص ـ باستخداماته المجازية وحقوله الدلالية وتكامل الدلالات في السياق ـ ومع الجوانب النفسية والاجتماعية للإنسان. ويكمن الأسلوب في الطريقة التي تحمل ـ بما فيها من سمات لغوية تعبيرية متفاعلة مع التخييل ـ أبعاد التجربة في النوع الأدبي، وتكون قادرة على التوصيل إلى المتلقين. 
أما المنهج الأسلوبي الدلالي فهو يتناول “النصّ الأدبي من خلال بؤرة هي الكلمة بوجهيها الدال والمدلول في إطار العلاقات السياقيّة، فيمتدّ محور تحليليّ ويشتبك بسائر المحاور النقديّة للصورة والتركيب اللغوي والموسيقا والإيقاع في النصوص الغنائيّة، وأمّا في السرديّة والدراميّة فتتصدّر خصائصهما متفاعلة مع الدلالة. إنّ دوالّ النصّ تعكس ما لدى المبدع من صور ذهنيّة أيّ تصوّرات للمدلولات الحسيّة والفكريّة والنفسيّة، وهي بعض من رصيده الدلالي الذي تراكمت فيه الخبرات المعرفيّة والنفسيّة والفكريّة في أطوار من حياته، ويأتي التفاعل معها في التجارب الأدبيّة ومواقفها عبر استجابة مباشرة وأخرى يرسلها الوعي العميق المستقر في الذاكرة أو الحافظة.” فـ”كلّ نصّ يشتمل على عدد من الحقول-عبر عناصر هي الدوالّ المنتسبة إليها-، وقد يغلب حقل بعينه، ويستحوذ على المساحة الأكبر، أو يكون مهيمناً بفاعليّة دالّ واحد في كلّ الأطراف مع وجود دوال من خارج الحقل. وقد نجد توزّعاً تتعدّد فيه الحقول من غير غلبة عدديّة أو كمّية (عدد الدوالّ والمساحة المنتشرة فيها) لواحد منها، وقراءتنا الدلاليّة تسعى وراء الدوالّ في الحقول، وهي تعطينا التطلّع الصريح أو الخفيّ في المشهد والموقف.”
ويقوم الفصل الأول من الكتاب “الأسلوبية الدلالية ـ الآفاق النظرية والدوائر الدلالية” بتقديم رؤية نقدية جديدة لا تترسّم مناهج نقدية سابقة، وذلك بتفصيل التأسيس النظري لكل من: الإطار الدلالي الأسلوبي، ومراحل نمو المنهج الدلالي، وإجراءات المنهج في الدوائر الدلالية، ودراسة تحليلية للمصطلح الدلالي من خلال منظومة اصطلاحية دلالية، نجد في مفرداتها على سبيل المثال: الدلالة، والمفتاح، والسياق، والحقل الدلالي، والدائرة الدلالية، والتطور الدلالي، والومضة الدلالية، والرسالة والتلقّي، والإيحاء والدلالة الموسيقية، والتركيب اللغوي.
ويتناول الفصل الثاني الأسلوبيةَ الدلاليةَ التطبيقية في الغنائية العربية القديمة والمعاصرة، ففي “ديوان ودلالة” دراسة لكل من دواوين: أبي فراس الحمداني، ونازك الملائكة، والبردّوني، وبندر عبد الحميد، وسعد الدين كليب. وفي “قصيدة ودلالة” تناولٌ لقصائد كل من: المتنبي، ومحمود حسن إسماعيل، وخالد أبو خالد.
أما الفصل الثالث فيختصّ بـ”الأسلوبية الدلالية في السرد والدراما”، إذ تبرز الأنساق الدلالية لدى كل من: عبد السلام العجيلي، وأحمدو ولد عبد القادر، وخيري الذهبي، وسليمان الشطّي. وتتجلى الأسلوبية الدلالية في الدراما تطبيقياً في أعمال توفيق الحكيم، وعلي أحمد باكثير، وإسماعيل فهد إسماعيل، ووليد إخلاصي، مع لمحات مقارنة مع المسرح العالمي لدى أليخاندرو كاسونا وراسين وشكسبير.
الدكتور فايز الداية:
سوري الجنسية، ولد عام 1947. أستاذ النقد والبلاغة وعلم الدلالة في جامعة حلب منذ عام 1978، وعمل أستاذاً جامعياً في صنعاء والكويت. درّس في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وقدّم برامج إذاعية في حلب ودمشق وصنعاء، وكتب تمثيليات لإذاعتي حلب وصنعاء. 
من كتبه: 
“الجوانب الدلالية في نقد الشعر في القرن الرابع الهجري”، دمشق1978
“جماليات الأسلوب ـ التركيب اللغوي”، حلب1981
“علم الدلالة العربي ـ النظرية والتطبيق”، دمشق1985
“جماليات الأسلوب ـ الصورة الفنية”، دمشق1990
“فاضل خلف ـ هاجس الريادة والحقول المفتوحة”، الكويت2001
“محمد الفايز شاعر البحر”، الكويت2012

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *