الحجَر


*محمد الزهراوي

( ثقافات )

الغضَب الوَحيد الذي اسْتعْصى عَلى
مَعاوِلِهم رغْم الحِراسَة والوقْتِ
المُكبّل والرّصاص
إلى الوحْدة الفلسطينية
وانتِفاضَةٍ قادِمة
تَنْتابُني على 
إيقاعِكَ دَنْدَنةٌ .. 
ويَسْلكُني العَبيرُ. 
إذْ أنْتَ الْحُضورُ 
خُطايَ .. 
رَفيقُ الشِّعْر. 
النّورُ بَعْضُ 
عرَباتِكَ عَلى 
طريقِ الْمُنى.. 
لِذا حلَلْتَ دمي 
وَوَعاكَ الْمَدى.. 
خَريراً مُنْحازاً لِلنّهْر .
طوالَ الْمَتاهِ كنْتُ 
أبْحَثُ عَن مفاتيحِ 
الأبْوابِ التي 
تُفْضي إليْك.. 
كنْتُ أُحاوِلُكَ في 
سَفَرٍ إلى الآمالِ 
وغاباتِ الْوَميضِ . 
يا نَديمَ الرّيحِ ..
أيُّها الْمُلْتَحي 
بِالرّنينِ والحُبِّ 
عَوَّلْنا علَيك وارْتمى 
عِنْد بابِكَ الحلْمُ .
تَشَقّقتِ الْبَراري 
ولوْلا ياسَمينُ 
حُضورِكَ لَتِهْنا. 
ورْدُكَ الآن في كُلِّ 
الْمَعابِر إلى الآمالِ.. 
امْتَطِ يَفاعَتكَ الْحبْلى 
بِالصّهيلِ كُن مطَراً 
أيُّها الْغَبَشَ الْحَيُّ 
ولَبِّ شبَقَ الأرْض. 
كُنّا افْتَقَدْنا في غِيابكَ 
بوْصَلَة الوُصول. 
أنا صَدى النّهار ..
اَلنّدى انْسَلّ إليْكَ 
مَع الْحَبقِ الْباسِلِ 
لِتَتَدارَكَنا! !.. 
حَتّى الْجُنْدُ إذا 
ما اشْتَدّ الصّقيعُ 
يَلوذونَ بأَعْتابِكَ 
الدّافِئَة .. 
وحتّى النّوارِسُ. 
مُرِ البَحْرَ أنْ 
ينْطَلِقَ ويُسَرِّحَ 
جِيادَنا الحُمْر. 
نرْجوكَ الْتِفاتةً أيُّها 
الْخَبيرُ في 
شُؤونِ الغِوايَة. 
يدُكَ الآن على كتِفي 
لُهاثُكَ الْمورِقُ في 
الطُّرُقاتِ نَشيدي ! 
أيُّ طُيورٍ 
تحطُّ السّاعةَ .. 
عَلى أسْطُحي ؟ ! 
أيَّ مُؤَذِّنٍ أسْمعُ 
في الْقُدْسِ.. 
أيّةُ أجْراسٍ تدُقّ 
فوْقَ قِبابِ 
نَقاوَتِكَ المُفْعَمةِ 
بالسّطوع. 
تبارَكْتَ يا كاتِدْرائِيةً 
تشْمخُ في انْكِساراتِنا 
لَكَ البَنادِقُ والسُّيوف. 
وهُبوبُكَ في 
هذي الجغْرافْيا.. 
رقْصَتي الوَثَنِيّةُ في 
الْهَزيعِ الأخيِرِ 
مِن هذا الّليل. 
إنّا نتَنَفّسُ هَواءَكَ 
ولإيقاعِكَ اللُّطْفُ 
في هذا النُّحاس . 
واصِلْنا سَيِّدي في 
هذهِ الدّروب.. 
هاتِ زَفيرَكَ أيُّها 
الغامِضُ الفاحِش .
نِعْم الظِّلّ أنْت ..
اَلْوَفاءُ / الحافِرُ 
اَلكُحْل / الأصابعُ 
أنْت اَلْكُلُّ الذي 
ينُزُّ الْماءَ والحُب ! 
روحي مَخْدوشَةٌ مِن 
بُعْدِ حَريرِكَ الكَوْني.
جَبيني أسيُر مَناراتِكَ 
الّتي تَميسُ تَحْتَ 
أقْواسِ نَصْرٍ. 
أنا في ذِمّة بلاغتِكَ 
_كَأُمّتي حتّي 
إشْعارٍ آخرَ. 
إذْ سَوْف يَلْغو 
القَطيعُ بِثُغائِكَ 
حتّى التّشَفّي مِن 
الذينَ يخْصُونَ التُّراب . 
حُضورُكَ رَفيفُ 
أجْنِحَةٍ تُسافِرُ 
إلى نَهاراتٍ بيْضاءَ 
لَطّخَها عَسَلٌ أبْيَض. 
أنْتَ النّفيرُ لِتَتَقدّمَ 
طُفولَتَنا العُذوبَةُ 
خلْفَ بَجَعاتِ الْمِياهِ
شَجَرٌ يَمْشي 
لأِحْلامهِ الْواعِدةِ 
وزادُ الْقصيدَة . 
اَلْجَوادُ الْوَحيدُ الّذي 
أُحِبُّ أن أمْسَحَ عُنُقَهُ 
بِمِنْديلِ حُزْني على 
الطّريقِ إلى مدينَةٍ مّا. 
لوْلاكَ ما كُنْتُ أسْمَعُ 
هذه المَقاماتِ 
الغَرْناطِيّةَ ما 
كُنْتُ أرى الْمَباهِجَ 
النّبيذِيّةَ معَ 
فَواكِهِ البَحْرِ وما 
كان يحْلو معكَ 
السُّكْرُ والسّهَر. 
مِنْكَ تَتَعَلّمُ النّوارِسُ 
الْبَطْشَ العادِلَ 
وَعلَيْكَ يَتَوكّأُ مَن 
يصْعَدُ الأبْراج ! ؟ 
يا أنا .. 
لَكَ شَفافِيّتي 
في حَدائق الحُلْمِ. 
تبْدو شَديدَ الإغْواءِ 
فأنتَ الوِلاداتُ 
وحْدكَ تعْرِفُ مدى 
اشْتِياقي وأُوسِّدُكَ 
كلَّ ليلَةٍ لنَنْتفِظَ 
معاً ذاتَ فَجْر. 
زُمُرُّدٌ نادِرٌ أنْتَ.. 
وما أجْمَلكَ قُرْطاً 
لِلْحَبيبَةِ يا حَجَر. 
كنْ صديقاً لي 
في هذا البرْدِ ودِفئاً
لِلجُرْحِ والعِشْق

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *