ترجمة: محمد عيد إبراهيم
خاص ( ثقافات )
من البحرِ جاءَت يدٌ،
جاهلةٌ كالبِنس،
مُخَلخَلةٌ من مِلحِ أمّها،
بكماءُ بصمتِ السمكِ،
رشيقةٌ بمذابحِ المَدّ والجَزْرِ،
فمَدّ الله فمَه
وسمّاها الإنسانَ.
نتأَت يدٌ أخرى،
وسمّاها الله المرأةَ.
فاستَحسَنت اليدانِ
ولم تكُن ثمةَ خَطيئةٌ.
كانَ ما ينبغي أن يكونَ.
*
رأيتهما في الشوارعِ يطوفانِ،
“ليفي” يشتكي مرتَبتَه،
“سارة” تدرسُ الخُنفساءَ،
“ماندريك” يمسكُ كوبَ قهواهُ،
“سالي” تدقّ الطبلَ بمباراةِ كرةٍ،
“يوحنّا” يُغمِض عينَيْ المرأةِ الميتة،
وبعضٌ ممّن كانَ بالسّجنِ،
وإن كانَ سَجنَ أجسادهمِ،
كما سُجنَ “المسيحُ” في جسدهِ،
إلى أن طلعَ النصرُ.
*
يدانِ مبسوطَتانِ،
نسيجانِ ملاكانِ،
مبسوطَتان، مثلَ لَفّتَيْ مِقبَسٍ، نَطّاطتانِ،
تتَساقَيانِ حتى لَتُفعِمهُما الشمسُ،
تستَحسنانِ، العالمَ،
تستَحسنان.
*شاعر ومترجم مصري