تمنيتُ لو أنهم أقاموا


*سميحة المصري


خاص ( ثقافات )
تمنيتُ لو كنتُ شجرة وردٍ كبيرة على جانبِ الطريق ..
يمرّونَ ، يحلمونَ ، يختبئون من المطر ، يتمرّغون
يتفيأون ، ويبثون حنينهم وأنفضُ أوراقي عليهم….
مدّعية أنها الريح ……..!
يحكونَ ـ وانا أُسجّلُ ـ أشواقهم وشكاواهم ..يبكون ..
يمسحونَ أياديهم بجذعي يخرجونَ من كراهيتهم
يشتمّونَ ورودي ، يلتقطون معي صوراً تذكارية ..
يا رب .. متى يصلُ بشيرهم ؟
تمنيت لو أنهم أقاموا ..
لكنهم ذهبوا…
…….
يقول المُتفىء بشجرة الورد ..
لفرطِ ما أنتِ وردة صرتُ قاروةَ عِطر
وصرتُ أحمر مثلكِ ، وصرتُ جميلاً وصرتُ ودوداً
صرتُ عاشقاً ……..
وأصبحتُ أستشيرك على ما تبَقّى من الحياة
أأعيشها ؟!
صرتُ أبردُ في الليلِ فاتدفأ بصمتكِ وصلواتكِ
صرتُ أغيبُ وأفيقُ على هسيسكِ
صرتُ ملكاً عاشقاً شاعراً
لفرط ما انتِ وردة ..ما طافتْ بعينيَّ دمعة !
لفرطِ ما انتِ وردة : ما أوقدَ الحنين اللحوحُ ناراً أمامَ عتبة قلبي !
أتذكرينَ فرط التورد ..
أتعودينَ مرحباتنا الصُغرى ومرحباتنا الكُبرى ..
أتكونينها الآن ، والغد ؟
فانا لا أجيد غير الكتابة عن وردة هي أنتِ
لفرطِ ما أنتِ وردة سمّوكِ :
.. الشارِدة منَ الجنّة …
………
لو عندكَ وردة أنا عندي (جنينة)
لو طافت بعينكَ دمعة أنا يزورني النهر كلّ مَساء
لوكنتَ قائِد سرب أنا تمشي خلفي القصائد
لو تمشي مستقيماً فلن يعوّج ظل القلب ؟
فاظمأ طويلاً طويلا ، قبلَ أنْ تشرب ..
ثمَّ اغسل سنينكَ المُرهَقَة في الغابة
وترفّق بالدودة النائمة والعشبة المريضة
وقُل للريح أن تنوّسَ ضجيجها …
فالليلة ليلة صلوات الزهور السماوية ..
…..
غريبٌ أنكَ لم تكتب القصيدة وغريبٌ ! أنا لم أكتبها
والأغرب أنها تتحدثُ عنّا …
ولكن عجيب /لقد قرأتُ واحدة وبقيت الأخرى تفتشُ عن وميضها…!
هل يستطيعُ أحد أن يوثّقَ لحظة من لحظاتِ موته ؟ يوثقها ؟
تلك أحلامٌ أغارَ عليها الصباح فقال :
ليس من ماء فكلهم جفوا.. من المنبع حتى المصب ..
فهل انت على المشارف حتى انتقي حلماً يليقُ بالوصول !
وأسددُ الفرحَ في مرمى الألم
لقد بلغَ الشوق الذرى..
* * *

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *