عبد الستار ناجي
حينما قدم المخرج سيرسناي ميهاري فكرة سيناريو فيلم “ديفريت” إلى النجمة أنجلينا جولي سرعان ما جاءه الرد مقرونا بموافقة تلك النجمة على تقديم الدعم الإنتاجي الكامل للفيلم الذي بلغت كلفة إنتاجه 5 ملايين دولار.
يتناول فيلم “ديفريت” حكاية محامية شابة اضطرت للسفر إلى إحدى القرى النائية على بعد 3 ساعات خارج العاصمة أديس أبابا للدفاع عن الصبية الإثيوبية “هيروت” التي اختطفت وهي في طريقها لمدرستها من قبل مجموعة من الرجال على ظهور الخيل. ضمن تقليد يقوم به بعض أبناء القبائل لاختطاف الفتيات للزواج، وهو تقليد شائع، ويعد من أقدم التقاليد في إثيوبيا.
لكن هيروت ترفض الأمر وتقوم بالسيطرة على بندقية نارية وتطلق النار دفاعا عن نفسها، وتصيب به مختطفيها، وتتحول بعد ذلك إلى القضاء.
من هنا بدأت الحكاية، حيث تبدأ مهمة المحامية بيكيلى أبراش بالدفاع عن تلك الصبية ذات الـ14 عاما، والتي رفضت الانصياع إلى تقاليد مضت، وفضلت أن تدافع عن نفسها بدل تحويلها لمجرد فتاة تم اختطافها عنوة.
يأخذنا الفيلم في رحلة سينمائية جريئة بتحليل الواقع والتعامل مع الظروف الموضوعية التي تعيشها المرأة في إثيوبيا، وأيضا جملة من القطاعات، بينها السجون والقضاء والمحاكم والمدارس وغيرها، وبفيلم جريء جدا وشفاف في التصدي لإرث التقاليد. كما أن أول إنجاز يسجل لصالح الفيلم أن توافق الحكومة في إثيوبيا على إنجاز وتصوير العمل.
يوثق الفيلم حادثة غيرت الكثير من المضامين، وساهمت بخلق تشريعات تحمي النساء والبنات على وجه الخصوص من الاختطاف تحت أي ذريعة حتى لو كانت التقاليد.
ومن المتوقع أن يعرض الفيلم في الأسواق العالمية في نهاية أكتوبر الجاري بعد أن عرض من ذي قبل بمهرجانات ساندانص وبرلين، وحقق يومها جائزة الجمهور، وفي الطريق للترشيح للأوسكار كأفضل فيلم أجنبي بعد أن تم اعتماده من قبل الحكومة الإثيوبية.
ويبقى أن نقول إن فيلم “ديفريت” هو فيلم شجاع يروي قصة حقيقية حول كيفية تمكن الإثيوبيين من إحداث التغيير لأنفسهم ومواجهة التقاليد البالية.
——-
العربية نت