مايا .. خليني أنام


عبد الإله عبد القادر


حينما يكتمل الشاعر، تراه يجمع ما بين جمال ورقة الشعر وأناقة الخطوط التي يكتب بها، والذوق الحضاري وسمو الروح وانفتاح الفكر، حتى لنخال أن هذا الإنسان تكامل وجمع كل ما هو جميل وأنيق.. وهذه الصفات قلَّ أن تجتمع في إنسان واحد، إلا أنها اجتمعت عند الشاعر المبدع، الراحل نزار قباني. وقد عرفته عن قرب شخصياً، لذا فأنا لا أحب شعر نزار فحسب، بل أحب أناقته ورجولته وشكله وخطوطه ، المتميزة وإنسانيته وتواضعه، وطفولته التي ظلت تلازمه وهو في نهايات حياته، وموسيقى شعره التي ساعدت كل الملحنين لإبداع ألحان جميلة ومميزة يندر أن نسمعها عند شعراء آخرين. وحتى شيخ الموسيقيين محمد عبد الوهاب، وجد في موسيقى شعر نزار مفتاحاً لألحانه التي ظلت خالدة في أسماعنا وأسماع أجيال وأجيال.

دليل قولي قصيدة «مايا » التي أصدرها في كراس أنيق، بواقع 30 صفحة مستطيلة الشكل: 16 سم X 23 سم، ولم يعتمد على حروف المطبعة أو الحاسب أو الخطاط، إنما كتب القصيدة كلها بخط يده الأنيق فجاء الكراس أنيقا وجميلا..وزينه بلوحات الفنانة سعاد العطار.
كما إن غلافه من تصميمها هي نفسها. وعندي نسخة مهداة إلي بخط يده. وجمع الكراس كل عناصر الجمال، من رقة الشعر وإبداع نزار وتميز قصيدته..وصولا إلى روعة لوحات سعاد العطار، وخطوط نزار الشخصية، إذ حرص على أن يكتب القصيدة بخط يده. وبذلك اكتملت عناصر الجمال في قصيدة أساسها الرقة والجمال والإحساس المرهف.
يقول نزار قباني في قصيدة مايا:
(جسدي المدينة .. فادخلي من أي باب شئتِ أيتها الأميرة .. وتصرفي بجميع ما فيها، ومن فيها .. وخليني أنام ..))
———-
البيان

شاهد أيضاً

الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر

(ثقافات)  الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر مصطفى الحمداوي يقول أومبرتو إيكو بإصرار لافت للانتباه: “لطالما افترضتُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *