*باسم سليمان
خاص ( ثقافات )
الجرو الصغير ينبح اللّمبة
يشبّ نحو الفراشات التي أحرقتْ أجنحتَها
وعادت ديداناً.
الجروُ الصّغيرُ لم ينبح القمرَ يوماً ، لكنّه
يجري نحو نيزكٍ
كأنّه عظمة
ويحلم ،عندما يصبح كلباً
سيخطف الكلبة الزّهرية التي تلعب بها الطفلة
التي تشدّه من ذيله وينجب منها جراءً
تنبح عندما تضع لها بطارية “دورسل” في ظهرها
***
بوقار الحازي يمشي مبتلعاً لسانَه
يتعرق خفيّة
لا يلتفت لقطة مُهَرْطَقَةٍ تعترض طريقه
لكلبة تتنهد كلوليتا.
مستقيماً يمشي،
مصغياً لأي نأمة تصدر من الأعمى
الأعمى الذي رمى العصا البيضاء
التي يضرب بها طبول المكان
يُصيخ السّمع كخفّاشٍ
لحشراتِ الأصواتِ في الهواء
الأعمى قذف العصا بعيداً
لكنّه لم يجرِ خلفها
***
كمقياس رختر
يهتزُّ أنفُه
يجرُّ الشرطيَ ذا البذلةِ السوداءَ خلفه
كشيخ ومريدٍ
يلتقط بصمةَ الرّائحة
يغلي الدمُ بعروقه
يحكّه جلده
كأنّ آلاف البراغيثِ
تخرج في مظاهرةٍ
للحظة يتمنى أن ينهش جسده
ويترك الدماء تسيل بهدوء
كمن قطع وريدَه.
ينبح…
يبعده الرجل ذو البذلة السّوداء
ويمتلئ الهواء
بطحينٍ أبيضَ ، أبيضَ
كالسّعادة.
***
كالعادة لم يجفل من صوت إطلاق النار
شاهد الإوزة تسقط كفراشةٍ محروقةِ الأجنحة
شاهد أيضاً نيزكاً مرّ قريباً جداً من فمه
اشتم رائحة البارود قوية كرائحة كلبة
كلّ ما فعله
خطا خطوتين
وضع رأسه على الحذاء الذي كان يلاعبه
وبصبص لِيَدٍ تربت على رأسه.
آخر ما فكر فيه
لو أنّه جرى خلف تلك القطة المهرطقة.
30/ 1/ 2013
من ديوان مخطوط ” الحياة طالع سيئ يصيب العدم”