هل وحدة فلسطين التاريخية أمر ممكن وكيف؟


*عدنان الصباح


خاص ( ثقافات )
هل وحدة فلسطين التاريخية أرضا وناسا أمر ممكن بعد قرن كامل تقريبا من العداء التاريخي المتأصل, وإذا كان ممكنا فكيف له أن يكون حقيقة واقعة على الأرض ما هي الآليات لتحقيق ذلك وكذلك ما هي الأسس التي ستضمن المساواة والحياة المشتركة على ارض واحدة لم تعرف مرة واحدة عبر التاريخ حالة واحدة من الاستقرار والهدوء بل ظلت عبر تاريخها أرضا للتناقض والاختلال بنفس الوقت الذي كانت فيه منارة روحية للإنسانية برمتها.
في الهند على سبيل المثال هناك العديد من الديانات واللغات والأعراق ومع ذلك هناك دولة واحدة, والولايات المتحدة النموذج الأحدث والأبرز لذلك فلا توجد ديانة أو عرق أو لغة أو لون إلا وموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية وتتواصل الحياة المشتركة وبابهى صورها وقد تمكنت خاضت الحقوق المدنية في الولايات المتحدة حربا ضروس ضد التمييز العنصري في الولايات المتحدة انتصارا لمبادئها المعلنة وقد تمكنت من الانتصار على دعاة العنصرية كما تمكن حزب المؤتمر الهندي من الانتصار على الاستعمار وتأسيس دولة ذات أطياف مختلفة ولكنها توافقت على مجتمع مدني حر, هذا الكفاح تجلى أكثر ما تجلى في ثورة السود ضد الحكم العنصري للبيض وانتصر الكفاح العظيم لشعب جنوب إفريقيا أعظم انتصار وأنجز دولة ديمقراطية حقيقية بكل مكوناتها بقيادة المناضل العظيم نيلسون مانديلا
هذه النماذج وغيرها الكثير كانت قواها الحية قادرة دائما على نقد أدواتها وبرامجها وإعادة فحص أسلحتها كلما احتاج الأمر ذلك.
نعم إن وحدة فلسطين التاريخية أمر ممكن 
أولا: لأنها كانت موحدة على مر العصور 
ثانيا: لأنها موحدة بشكل طبيعي ويصعب تقاسمها حتى من الناحية السياسية والاقتصادية والجغرافية 
ثالثا: لان الوضع الديمغرافي فيها بات متوازنا ولن تستطيع الحركة الصهيونية تهويد فلسطين فكرا ولا ناسا. 
رابعا: لان حكاية دولتين هي كذبة صهيونية كبيرة يدرك الفلسطينيون استحالتها 
خامسا: لان لفلسطين رسالة روحية عظيمة لا يجوز التنازل عنها ورهنها بيد مستوطنين لا هدف لهم سوى تمثيل الرأسماليين والامبرياليين للحفاظ على سيطرتهم على المنطقة والإبقاء على تقسيمها وإفقارها
سادسا: لان النماذج الناجحة في العالم كثيرة كالولايات المتحدة وجنوب إفريقيا والهند والصين وسويسرا وغيرها الكثير.
فقط في فلسطين تحجر الجميع عند تنازلاتهم عن دولة ديمقراطية موحدة ودولة علمانية إلى حلول مجزوءة لا حياة لها بدأت بسلطة وطنية مقاتلة على أي جزء يتم تحريره ثم رحلت كلمة مقاتلة التي وضعت أصلا احتراما للراحل الدكتور جورج حبش لا عن قناعة ليرحل فيما بعد كل المشروع لصالح سلطة أوسلو واختزال الوطن إلى كاريكاتور حكم متنازع عليه بين أهله بعيدا عن الاحتلال الذي أطلق ليده العنان للاستيطان والتهويد والاستيلاء على الأرض والسعي لتفريغها من أهلها.
بشكل محموم يجري تجنيس الفلسطينيين بشتى أنواع الجنسيات وتنشط جهات عديدة في ذلك وكان ما حدث لأهالي غزة بعد حرب 2014 أبشع ما يمكن ولازال فلسطينيو لبنان يبحثون عن هوية تغنيهم عن بطاقة اللاجئ المحاصرة أينما ذهبت وينضم اليهم فلسطينيو سوريا خلال الحرب الداخلية والجرائم ضد مخيم اليرموك وغيره وسبقهم قبل ذلك فلسطينيو الكويت والعراق ولم تحدث واقعة في العالم العربي الا وكان وقودها غياب فلسطيني جديد عن الهوية والزمن كفيل بنسيان هؤلاء وابنائهم لهويتهم الحقيقية حين تصير البرازيل وطن.
حتى في الأراضي المحتلة عام 1948 يقلل البعض من الأخبار الصغيرة الخجولة الآن عن تجنيد العرب في جيش الاحتلال إلى أن يصبح ذلك واقعا خطرا وكارثيا على مر الزمن.
احد من الكل السياسي الفلسطيني لم يحاول أبدا تقديم الحلول الكفيلة بوقف التدهور الخطير لحال المكون الأساس للقضية الفلسطينية وهم الناس فمن البديهي أن ندرك أن اسهل الطرق لإلغاء قضية من أساسها إبعاد أصحابها عنها ولو بحثنا عن أرقام الفلسطينيين المجنسين بسائر أنواع الجنسيات بما فيهم جنسية دولة الاحتلال نفسها لوجدنا أرقاما نخجل من إعلانها.
في حزيران 2008 كتبت في صحيفة القدس وعديد المواقع الالكترونية تحت عنوان ( نحو أداة تنظيمية جديدة ) أقول: 
ابتداء من فلسطين عربية إلى فلسطين مقسمة أو موحدة أو علمانية أو ديمقراطية أو دولتين لشعبين أو سلطة مقاتلة أو مكافحة أو واقعية وانتهاء بما نحن عليه الآن دون رؤيا سوى الالتصاق بشعار لم نسعى حتى لإيجاد بديل عنه وهو دولة فلسطينية على الضفة الغربية وقطاع غزة دون أن يحاول احد حتى إتعاب فكره بكيف يمكن تحقيق ذلك وكيف يمكن جعل هذه الدولة المقسمة قادرة على العيش إذا قررت الحركة الصهيونية عكس ذلك حتى بعد إقامتها من الناحية الرسمية هذا إن قامت من أصله ونحن نرى دولة الاحتلال تتحدث عن الخطر الديمغرافي وتتمسك بالمستوطنات وبمعزل الأغوار لعزل الضفة عم عمقها العربي مكتفية بسيناء كمعزل لغزة, كما أن الحوار بين الساسة الصهاينة يدور علنا وأمام أعيننا حول آليات إيجاد طرق تواصل بين غزة والضفة بما في ذلك الوصول إلى الضفة من غزة عبر الشريط الحدودي الأردني المصري وهذا يعني أن هذه الدولة سوف تضر دوما للحصول على موافقة ورضا كل من مصر والأردن وقد يكون ذلك مكنا بسبب من الأخوة العربية والعمق العربي وما شابه لكن ذلك سيبقى مرهونا بإرادة دولة الاحتلال سارقة البوابة الوحيدة لفلسطين المجتزأة ولذا فان أية حركة أو حزب أو تيار لا يجيب على سؤال من نحن وماذا نريد بشكل ثوري وجريء ويقرا الأشياء والقضايا تحت الشمس وعلى حقيقتها ولا يعلن استحالة قيا دولة مرهونة بإرادة أعدائها ولا يستعيد مثلا الكفاح في سبيل فلسين واحدة موحدة فهو سيبقى تكرارا لما سبق ولن يضيف جديدا ولن يد من يلتحق بركبه سوى الباحثين عن مسميات ومقاعد وغالبيتهم أصلا ممن غادروا مواقعهم في أحزاب وفصائل أخرى وبمعنى أدق فان غالبيتهم ممن سبق لجماهيرهم أن فحصتهم على الأرض ولم تجد لديهم ضالتها.
إن من الضروري اليوم هو التمسك بفلسطين واحدة موحدة وإلا فان أية أنماط مختلقة لتقسيمها ستبقى في مصلحة المحتلين وأهدافهم بعيدة المدى بتحويل فلسطين على المدى البعيد إلى ارض يهودية خالصة وقد يبقون على قلة قليلة منا لنتحول إلى شكل تجميلي من ناحية ومن الناحية الأخرى للقيام بالإعمال السوداء التي يترفع “اليهودي” حسب تعبيرهم عن القيام بها. –
والسؤال الأهم والاهم هو كيف, كيف يمكن تكرار تجربة جنوب إفريقيا مثلا وهل هذا ممكن, هل يمكن تكرارها نسخة طبق الأصل, هل يمكن الاستفادة منها لنسخة معدلة, هل يمكن إيجاد نموذج جديد كليا والسعي لتطبيقه.
أسئلة كثيرة مهمة للوصول إلى تلك الإجابة:
من هم المطالبون بالبديل هل هم الفلسطينيون وهل هم الساسة الرسميين ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية وغيرها من الأحزاب ام الجماهير العربية داخل الأراضي المحتلة عام 1948 أم قوى السلام في أوساط اليهود رغم ضبابيتها أم بعض القوى الصغيرة المؤمنة فعلا بفلسطين ديمقراطية واحدة موحدة أم كل هؤلاء معا شرط قناعتهم وإيمانهم بالهدف المشترك والاستعداد للانخراط بأوسع كفاح في سبيل تحقيه وإسقاط العنصرية الصهيونية كفكرة وعسكر واحتلال.
باعتقادي أننا بحاجة إلى حركة جماهيرية مؤمنة بهدف إقامة دولة ديمقراطية واحدة موحدة على ارض فلسطين التاريخية, حركة قادرة على الابتعاد عن الأنماط الحزبية الستالينية ومستعدة لقبول قدرات الناس وإمكانياتهم أكثر من أسمائهم, حركة تقوم على المبدأ التنظيمي القائل ( ما امكن ومتى امكن من كل فرد يصبح قوة للجميع ) فلا مكان في العصر الحديث للعضوية الحزبية الحديدية ولا للأحزاب الشمولية أيا كانت أفكارها ومعتقداتها.
الهدف:
فلسطين التاريخية ديمقراطية موحدة بكل أهلها ومن سائر الأديان والمعتقدات يقيمون دولة ديمقراطية مدنية واحدة موحدة تعتبر الإنسان أساس تكوينها وترى في تحقيق حياة قائمة على العدل والمساواة في الحقوق والواجبات والفرص, دولة تعتبر نفسها مكونا فاعلا من مكونات الحضارة الإنسانية, دولة تقدم نفسها من جديد كنموذج يحتذى للحياة المدنية وتعيد لذاتها دورها التاريخي العظيم كمصدر الهام روحي للإنسانية برمتها فلا زالت الغالبية العظمى من البشرية يعتبرون فلسطين قبلتهم الروحية وهي تضم تاريخ الأديان السماوية وحاضنة رسالات الله على الأرض وبذا فان بإمكانها ان تعاود القيام بدور الإشعاع الروحي والسلام الإنساني لكامل بقاع الأرض كما كانت منذ القدم, واليوم أكثر من أي وقت مضى تحتاج الإنسانية للغذاء الروحي والإيمان بالعدالة والمساواة والخير لكل الناس على الأرض بعد أن دمرت الرأسمالية كل المعاني والقيم الإنسانية واستبدلتها بالسلع والسوق والمتاجرة والمبادلة والاستئثار وسخفت كل قيمة إنسانية عظيمة لصالح قيمة الربح والإثراء بدون حدود أو ضوابط حتى بات الدم الإنساني أكثر السلع رواجا بتجارة السلاح.
هذا يعني أن وحدة فلسطين لا تأتي رغبة بحل صراع ما او سعيا لإطفاء مؤقت لمعضلة سياسية أو سكانية أو اقتصادية بل استعادة للدور العظيم للقدس كمركز الهام روحي للبشرية جمعاء, وهذا من جانبه يرتب على سعاة تحقيق هذا الهدف اختيار الآليات المناسبة والصالحة لهذا الهدف فهي ينبغي لها أن تتميز بما يلي:
1- أن تستند إلى التراث الإنساني العظيم لفلسطين
2- أن لا تستبعد التراث الديني الذي يؤمن به حوالي 4 مليارات إنسان حول العالم وهم الغالبية العظمى من المجتمع الإنساني
3- فلسطين حملت تاريخيا لقب ارض السلام ولذا يجب على المكافحين في سبيل حريتها من الاحتلال والعنصرية ان يستعيدوا دورها هذا
4- يجب تقديس الإنسان وحقه في الحياة وتحريم حرمان الإنسان من حياته لأي سبب كان وبذا يجب على آليات الكفاح أن تبتعد عن الدعوة للقتل في سبيل القتل.
5- لا يجوز تصنيف الناس واتخاذ الموقف منهم بموجب معتقداتهم بل بموجب سلوكهم العملي تجاه الآخرين فلا يجوز مثلا الدعوة للتخلص من عرق أو دين أو طائفة أو محاربتها بسبب معتقدها بل بسبب من موقفها سلبا أو إيجابا من مبادئ العدل والحرية والمساواة بين بني البشر.
6- لا يجوز الدعوة للسلم والحرية والعدل بأدوات الموت بل يجب محاربة أصحاب هذه الأدوات بعزلهم وإضعافهم ودفعهم تحت الضغط الكبير إلى التنازل عن أدواتهم.
هذه المبادئ بحاجة إذن إلى أسلحة للمقاومة فلن يتنازل العنصريون عن عنصريتهم ولن يهرب المحتلون لمجرد أننا لا نريدهم أو لمجرد إصدار بيان إنساني في وجوههم بل هم سيتشبثون بمكتسباتهم بكل ما أوتوا من قوة بما في ذلك استخدام كل أصناف الأسلحة التي يكنزونها في سبيل حماية مصالحهم وسرقاتهم.
إذن نحن بحاجة لسلاح لتحقيق الهدف المنشود فأي الأسلحة يمكن لها أن تنجح وما هي مواصفات هذه الأسلحة:
1- لا يجوز استبعاد أية وسيلة أيا كانت تحرر فلسطين وأهلها من العنصرية والاحتلال
2- يجب أن يكون هذا السلاح صالحا للاستخدام من قبل الجميع
3- يجب أن يحمل معه مضامين رسالة الهدف المنشود
4- يجب أن تأخذ بعين الاعتبار موازين قوى الأطراف المادية وضرورة عدم تحقيق خسائر أكثر من المحتمل ليمكنها المواصلة
5- يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أهمية مشاركة أوسع واكبر عدد ممكن من الجماهير بما يكفل عزل العنصريين وأعوانهم تمهيدا لتجريدهم حتى من أقوى مؤيديهم وفي المقدمة جنودهم حملة أسلحة الموت
6- يجب الانتباه إلى أن الجنود في كل جيوش العالم مضلل بهم وهم ينتمون بالمطلق إلى الطبقات الفقيرة والمتوسطة على ابعد تقدير ولذا يصبح من الضرورة عدم استعدائهم مسبقا بل السعي لتحييدهم حيث أمكن ودون التنازل عن الأهداف السامية المرجوة.
7- يجب لأدوات كفاحنا أن تتميز بحضاريتها وتقديسها للإنسان كقيمة ومخاطبتها العقل والروح في آن معا
8- يجب أن تبدأ بأكثر أدواتها سلمية بدءا من الكلمة والمطالبة العلنية وانتهاء بأدوات الحسم.
9- يجب أن لا تنحصر في مجموعات أو أعمال حزبية تتحول إلى سيف مسلط على رقاب الناس فيما بعد وتفقد الهدف عظمته وإنسانيته.
كل ما تقدم كان مقدمة للقول إن أسلوب كفاح اللاعنف أو العنف السلمي إن جاز التعبير هو الأداة الممكنة لتحقيق هدفنا وان اختيار تعبير العنف السلمي كبديل لكلمة اللاعنف مقصودة, ذلك ان العنصرية والاحتلال لا يمكنهما التنازل طواعية لصالح دعاة السلم والحرية وبالتالي فلا بد أن يواجهوا بالعنف الممكن وهو عنف الغالبية العظمى من الناس المتضررين من وجودهم ومن سيطرتهم العنفية فلا بد إذن من مواجهة العنف بعنف لا يتقنونه دعاة الموت ولصوص قوت الناس وحرياتهم وحقوقهم والعنف السلمي أداة كفاح تختلف عن أسلحة الدمار والموت المرفوضة والتي تعتبر صناعتها الأداة الأخطر لدمار البشرية وبالتالي فان العنف السلمي يتميز بما يلي:
1- مختلف كليا عن أداة الخصم المعادي لكل ما هو إنساني وبالتالي فان سلاح العنف السلمي هو الإنسان نفسه
2- العنف السلمي هو السلوك الذي لا يرغب به عدوك ولا يتوقعه منك وهو قدرتك على الامتناع عن استخدام الأدوات التي يرغب بها عدوك وقدرتك على التواجد في المكان والزمان والنمط التي لا يرغب بها منك
3- العنف السلمي هي الأداة التي لا يستطيع الطغاة واللصوص وسارقي ثروات الأمم والعنصريين وتجار السلاح استخدامه وهم جموع الناس فلا يستطيع النظام العنصري رشوة عامة الناس للانضمام لمشروعه وإلا لأصبح نظاما عادلا فحتى يستطيع الإثراء لا بد من إفقار الجماهير وهذا ما يضعه في مواجهتها.
4- العنف السلمي هو نشاط جماعي منظم لا يعتمد على بطولة او قدرات فرد أو مجموعه وبالتالي لا يصبح النصر مكسبا لتلك الفئة أو الجماعة أو الفرد.
5- العنف السلمي وسيلة كفاح يصعب إدانتها أو عزلها أو تدميرها ولا يمكن لأية جهة تؤيد أو حتى تدعي تأييد الحريات والعدالة إلا أن تكون إلى جانب العنف السلمي ولو من باب احترامها لمبادئها المعلنة.
6- العنف السلمي هي تعبير عن عدم أهمية مبدأ المواجهة السافرة بنفس أساليب عدوك التي يتفوق بها عليك في اللحظة التي يمكنك الالتفاف عليه بطريقة لا يتقنها ولا يصلح معها استخدام سلاحه الأقوى ضدك.
لماذا عنف ولماذا سلمي:
ينبغي له أن يكون عنفا أولا ليدرك العنصريون والمحتلون ولصوص ثروات الشعوب وقوت الفقراء أن الأمر ليس نزهة وليس تسلية وان الجماهير لن ترحمهم إن هم واصلوا جرائمهم ولم يسلموا بالأمر الواقع وبالتالي فان الأمور بخواتمها فلن يواصل أعداء التقدم والعدالة والإنسانية قدرتهم على الاستمرار بجرائمهم إن قررت الجموع رفض ذلك وان قدرتهم القائمة ما كان لها أن تكون لولا صمت الغالبية العظمى من الناس.
كما أن العنف السلمي هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن بواسطتها جذب قطاعات من الجمهور اليهودي للمشاركة وبالتالي جعلهم يصبحون جزءا من الجسم المقاوم مما يسهل فضح زيف الديمقراطية الصهيونية التي ستظهر على حقيقتها عندما تجد نفسها مضطرة لمواجهة مطالب الحريات والعدالة والديمقراطية بغض النظر عن دين وقومية المطالبين وسيجد اليهود المؤمنين بالهدف أنفسهم عرضة للعنف المباشر جنبا إلى جنب مع مشاركيهم العرب من مسلمين ومسيحيين وسيلقى ذلك سخطا من الجمهور اليهودي الداعم لإسرائيل ومشروعها في الخارج والذي يعتبر مصدر السمن والعسل للحركة الصهيونية كما أن التباين بين العنف الناري والعنف السلمي سيكون بذلك أكثر وضحا.
أما لماذا سلمي فلأسباب ثلاثة:
الأول: حتى لا يصبح الكفاح مقيدا بالعنف الذي يرغب به أصحابه لأنهم الأكثر قدرة على استخدامه ولأنه قصير الأمد ومحتمل ويحتاج إلى تأهيل وإمكانيات خاصة لا يملكها إلا الحاكمين
الثاني: لان الوسائل السلمية ممكنة ومحتملة ومناسبة للعمل الجماعي ولا يمكن لفئة منعزلة استخدامه أو احتماله بينما تستطيع الجموع وحدها القيام به واحتمال آثاره وطول مدته ونتائجه كما أن العنف السلمي لا يمكن أن يكون حكرا على حفنة من المغامرين بل هو في متناول كل الناس البسطاء رجالا ونساء شيبا وشبابا مرضى وأصحاء.
الثالث: وسائل العنف السلمي الشعبي لا يمكن معاداتها من احد ولا يستطيع حتى أعداءها الجهر بموقفهم منها بل سيجدون أنفسهم في موقف يلزمهم إما بتأييدها أو استخدام الصمت فقط للرد عليها وهذا يعني أن الالتفاف من حولها سيكون كبيرا والقدرة على مناهضتها ستكون معدومة أو ضعيفة ومتوارية أو مختبئة.
العنف السمي إثبات قوة الضعف لا ضعف القوة:
مقاتل العنف السلمي هو مقاتل شجاع وصبور ونبيل وشهم وهو ليس انفعاليا سريع التأثر ولا يغير مواقفه ولا يتراجع عن أهدافه وهو قادر على تحمل الصعاب لأمد طويل قد يصل لسنوات وما نموذج الصمود الأسطوري لنلسون مانديلا إلا إثبات انه أقوى من أي حامل للسلاح قد يقتل ويقتل بدقائق أو ساعات لكنه لن يحتمل قسوة الصمود لسنوات
البطل في معركة العنف السلمي هم الجماعة وليس أبدا الفرد الاستعراضي الذي يتكئ على بندقيته ضد عدوه الوطني ثم يسهل عليه سواء فشل ام خسر المعركة ضد العدو الوطني أن يستخدم نفس البندقية لإرغام جمهوره على التصفيق له والقبول به كبطل وديكتاتور فيما بعد.
استراتيجبة العنف السلمي:
1- من أين وكيف نبدأ وهذا يعني أهمية الإجابة عن سؤال المكان والزمان وطرق العمل وطريقة إعلان البداية ولمن يجب الإعلان عنها.
2- بناء الثقة بين الطرفين المكونين للمسالة وهم العرب الفلسطينيين كونهم المتضررين من الاحتلال وبين اليهود كونهم ولو شكلا المستفيدين من هذا الاحتلال وكيف يمكن جذب قطاع واسع منهم إلى صفوف المقاومة ضد العنصرية والاحتلال
3- من المسئول عنها وهذا يعني تحديد أدوات التخطيط والتنفيذ والقيادة 
4- الرمزية بمعنى أن على أي سلوك بكفاح العنف السلمي أن لا يخرج من حساباته التأثير المعنوي والرمزية ومدى تأثيرها على الجهات المستهدفة سواء لصالح التحالف والمشاركة أو لجهة الاشتباك معها وتحقيق هزيمتها.
5- التثقيف العملي وبهذا فانه يجب عدم الاكتفاء بالشعارات العامة والتعميمات السياسية الفضفاضة بل يجب الاهتمام بتثقيف الجميع وتسليحهم بالقناعات والإيمان بالفكرة والطريقة والهدف
6- إدارة حرب سلمية طويلة الأمد فتحقيق هدف بهذه القيمة لن يتم لمجرد الرغبة ولن يسلم الأعداء مفاتيح سلطتهم وإمكانياتهم لمجموعة من المتحذلقين بل بخوض كفاح ثابت ومتواصل وصاعد يعزلهم ويحولهم إلى مجموعه صغيرة مشلولة.
ضمانات النجاح:
1- تحديد الجمهور المستهدف بالمعنى الطبقي والفكري ودرجة الاستعداد والمصلحة ومدى الجاهزية والدور المنتظر.
2- تحديد السلاح السلمي بدقة وهذا يشمل الآليات الممكنة كالإضرابات والمسيرات والمقاطعة والتحريض
3- رسم التكتيكات المرنة وعدم الارتهان لوسائل وأدوات مطلقة ومقيدة ومانعة للتطور
4- تحديد الجهات المعادية وطبيعة الحلفاء ومدى التصاقهم بالمشروع العنصري والاحتلال ومدى القدرة على تحييدهم أو ضمهم بدرجة ما لمسيرة الكفاح في مرحلة ما تمليها الانجازات والانتصارات على الأرض وتضارب المصالح
5- استخدام الرأي العام العالمي لما له من تأثير شديد فلم يعد العالم اليوم مترامي الأطراف بل هو اقرب إلى قرية صغيرة أو حي اصغر
6- مصادر الدعم ( نوع الدعم ودوره ) وهو الأخطر بمعنى أن من الضروري عدم طلب المساعدات المالية ممن لا ينتمون لنفس المباديء ولا يسعون لتحقيق نفس الأهداف وإلا تتحول هذه المساعدات إلى قيود تلغي تدريجيا كل المشروع لصالح أصحاب المال المشبوه.
آليات تحقيق الهدف:
يمكن القول ان استخدام وسيلة العنف السلمي بحاجة لآليات لتحقيق الانتصار وهذه الآليات هي:
1- التغير من الداخل ذلك ان حالة العداء القائمة بين اليهود والعرب اليوم تجعل من الصراع ذو طابع مختلط قوميا ودينيا وبالتالي فان خلق حالة تعاون وكفاح مشترك ضد العنصرية والصهيونية والاحتلال ليس بالأمر الهين بل يحتاج إلى حنكة ودراية شديدين كما أن المهمة الرئيسية سوف تقع على عاتق الفلسطينيين العرب أولا وهذا أيضا ليس بالأمر السهل لطول أمد الصراع وقسوة مسيرته وحجم الآلام والماسي التي سببها الاحتلال
2- الوحدة في الموقف والرؤيا لدى أوسع القطاعات الشعبية والتي وحدها يمكنها ممارسة الضغوط أكثر وأكثر على الاحتلال ومؤسساته
3-الإيمان بان هناك إمكانية لتحقيق ذلك هو الذي سيمكن من تحقيق الانتصار
4- القدرة على الابتكار والتكيف مع المتغيرات خلال مسيرة الكفاح تلك
5- إرغام العدو على الانصياع التدريجي عبر رفع مطالب متنامية تصل حد تحقيق الهدف الرئيس
7- إيجاد البدائل الواضحة والقدرة على استخدامها عبر كل مرحلة من المراحل
8- إزاحة العدو عبر إنهاكه وإضعافه حتى هزيمته
9- الإمساك بالنصر جماعيا وعدم سرقة انجازات الجماهير لصالح فئة أو جماعة
نماذج للعنف السلمي:
عرفت البشرية نماذج للعنف السلمي كثيرة ومتعددة ومنها:
تعذيب الذات: وتعتبر إضرابات الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال نموذجا لذلك كما كانت إضرابات الثوار الايرلنديين ضد الاستعمار البريطاني وهي نموذج عن قدرة الأغلبية على عزل الأقلية وإضعافها عبر تعذيب الذات بوسائل مختلفة كالجوع.
القدرة على احتمال الاضطهاد: وتعتبر الأديان السماوية والأنبياء أعظم نموذج لذلك فقد تحملوا كل أشكال الاضطهاد وصمدوا وقدموا نموذجا يحتذى لذلك.
المقاطعة والعزل: وقد كانت حركات الربيع العربي الأخيرة ( اتفقنا أم اختلفنا معها ) أكثر هذه النماذج وضوحا فقد تمكنت الجماهير من عزل الأنظمة وإسقاطها بأبسط مما تصور أيا كان من هذه الأنظمة أو حلفائها.
العصيان: ويمكن العودة الى نموذج مواطني الجولان المحتل في رفضهم الحصول على هوية الاحتلال وتفضيلهم العصيان ورفض التعاون مع مؤسساته.
التنوير والتشهير: وتعتبر حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة النموذج الأكثر وضوحا في هذه التجربة.
تطوير الواقع المفروض: وهو الأقرب للحال الفلسطيني وتعتبر جنوب إفريقيا النموذج الأوضح لذلك بحيث تمكنت من استيعاب المستوطنين البيض ممن فضلوا البقاء وحولتهم الى جزء حي من الدولة الجديدة.
المواجهة الشعبية الواسعة: كانت مسيرة الملح بقيادة غاندي نموذجا واضحا بحيث تصبح الأسلحة والجيوش غير فاعلة أمام حجم الجماهير وقدرتها على الصمود والتحمل بحيث تسكت كل النيران في مواجهة السواعد والصدور العارية.
فلسطين نموذج شمولي:
لقد خاض الفلسطينيون تاريخيا ومنذ نهاية الحرب الاستعمارية الثانية كل أشكال الكفاح وفي المقدمة الكفاح المسلح إلا أنهم ظلوا يحرزون التراجع تلو التراجع إلى أن وصلوا رسميا إلى حل عجيب يعتقد أن بالإمكان تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بالتفاوض عن الجزء الأصغر المتبقي من فلسطين والى جانب أن ذلك بات إقرارا عمليا بان الأراضي المحتلة عام 1948 هي أراضي إسرائيلية شرعا وقانونا فقد أصبح ما تبقى مادة للتفاوض يكرس إسرائيلية ما سبق ويمكن إسرائيل من ابتلاع المزيد من الأراضي وتشريد أو تغريب مواطنيها كما يحدث في القدس, فإسرائيل هناك مثلا قدمت وسيلة سهلة للمقدسيين للاحتفاظ ببطاقات هويتهم دون تكلفة بان اعتبرت ضواحي مثل العيزرية وكفر عقب كأراضي قدس فهربت الغالبية العظمى من المقدسيين إليها مما يسهل عليهم فيما بعد التخلص منهم عبر أي مرحلة تفاوض سينجز بها الفلسطينيين ضم كفر عقب والعيزرية لسلطتهم بما يعني تجريد كل المقدسيين الذين انتقلوا إلى هناك من مواطنتهم المقدسية وعبر احتفالات فلسطينية بتحرير العيزرية وكفر عقب ومما شابه.
بعد هزيمة عام 1967 اتسعت وتعاظمت قوة الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى أن جاءت حرب عام 1973ونتائجها التي وصلت بنا إلى كامب ديفيد مما شكل شعورا بالإحباط لدى الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال فاندلعت الانتفاضة الشعبية عام 1988 والتي تحولت وبسرعة إلى انتفاضة مسلحة قدمت أوسلو كحل سريع غيب كل مسيرة الكفاح الوطني واختزل كل مشروعها العظيم, وكذا كانت تجربة الانتفاضة الثانية التي تم عسكرتها بالمطلق فأثمرت تقسيم فلسطين بالجدار العنصري وانفصال الضفة الغربية عن قطاع غزة.
العمل العسكري كان صحيحا وكان ينبغي له أن ينجح في الحرب العربية على إسرائيل إلا انه ولأسباب لا تخفى على احد لم يقدم إلا نماذج الفشل في حرب كل الدول العربية ضد كيان هش لم يظهر بعد عام 1948 ونفس الحال في عام 1967 وحتى انتصار أكتوبر عام 1973 حولته الإدارة العربية الفاشلة عبر كامب ديفيد إلى ما هو أسوأ من الهزيمة العسكرية.
نموذج الكفاح المسلح الصحيح كان في جنوب لبنان حين أجبرت بندقية المقاومة أمهات الجنود اليهود في لبنان للتظاهر في تل أبيب مطالبات باستعادة أبنائهن إلى بيوتهم حسب رأيهن والكفاح المسلح كان نموذجيا ضد الجيش الأمريكي في فيتنام والجيش الفرنسي في الجزائر ولكنه لم يكن كذلك ضد المستوطنين البيض في جنوب إفريقيا وبالتالي فان الكفاح المسلح كان سيكون مجديا لو أن الهدف هو تحرير الأراضي المحتلة عام 1967 ولو انه اقتصر على ملاحقة الجنود على هذه الأرض لجعل بقائهم عليها مستحيلا والهروب منها انجازا إلا أن ذلك لم يكن هدف الشعب الفلسطيني وحين تحول بغرابة إلى هدف لم يستخدم السلاح بما يخدم الهدف بل أدى ذلك في الانتفاضة الثانية إلى مظاهرات تطالب جنود الاحتلال في الضفة وغزة والقدس بذبحنا في بيوتنا.
وبالتالي فانه وفي المسيرة من اجل انجاز انتصار يوحد فلسطين التاريخية مرة أخرى ويجعل منها دولة ديمقراطية واحدة موحدة أن تأخذ فلسطين كل النماذج بعين الاعتبار وعليها أيضا أن تقدم نموذجها كإضافة جديدة للكفاح بالعنف السلمي ضد الاحتلال وقواه وأسلحته وفكره.
تحرير اليهود:
كنت شابا صغيرا حين قلت في المحكمة العسكرية التابعة لجيش الاحتلال في نابلس بتاريخ 10/12/1976انني أناضل من اجل الحرية والسلام والديمقراطية لكل الناس ووجهت كلامي لأعضاء هيئة المحكمة بما في ذلك انتم دون بزاتكم العسكرية وقد استثار ذلك هيئة المحكمة مما جعل رئيسها يطالبني بالتوقف عن الكلام واليوم بعد حوالي أربعين عاما من ذلك التاريخ أرى أن ما قلته يومها كان صحيحا وانه على عاتقنا نحن تقع هذه المهمة
وبذا فانه يمكن للكفاح من اجل فلسطين ديمقراطية واحدة موحدة على ارض فلسطين التاريخية أن يبدأ بشعار تحرير اليهود من سالبي إرادتهم ومستخدميهم كأدوات للموت في سبيل تحقيق أهدافهم العنصرية والتي لا تهدف إلا فقط لزيادة قدرة الرأسمال على مواصلة النهب والإثراء على حساب الجميع بغض النظر عن جنسه أو لونه أو معتقده أو عرقه.
مصدر الهام روحي وحضاري:
لفلسطين مكانة خاصة لدى سائر الأمم وخصوصا أتباع الديانات السماوية الثلاث ولترابها قداسة خاصة لدى الجميع في القدس وبيت لحم والناصرة وعكا وحيفا ومياه نهر الأردن ( المغطس ) في منطقة أريحا والخليل ونابلس وبرقين في منطقة جنين وكذلك فان تاريخ فلسطين هو تاريخ الإنسانية جميعها فإليها تنتمي أقدم مدينة في التاريخ ومنها جاء الإشعاع الروحي للديانات السماوية وبالتالي فان مبدأ وحدتها يعني الأمة الإنسانية بكاملها كما أن المتغيرات التي مرت بها البشرية بما في ذلك الثورة الصناعية والثورة الرقمية والانجرار خلف مبادئ العولمة المادية افرغ البشرية إلى حد بعيد من قيمها الروحية العظيمة القائمة على العدل والمساواة والحرية ويمكن لفلسطين الواحدة الموحدة أن تلعب مثل هذا الدور لا أن تكون رقما جديدا لا قيمة له.
كما أن لفلسطين قيمة حضارية إنسانية عبر آثارها وتاريخها القديم بدءا من أنها تحوي أعمق نقطة في الأرض في أقدم مدن العالم أريحا إلى مياهها العلاجية إلى بحرها الميت المتميز في كل الأرض ولذا فهي تصنف على أنها أول مناطق الجذب السياحي الديني والثقافي والعلاجي في العالم.
كل فلسطين لكل الفلسطينيين:
أبدا لم تكن هذه الأرض يوما إلا فلسطين ولذا فان تسميتها أو تسمية جزء منها على أنها ارض إسرائيل هو تزييف ارعن للتاريخ وعلى ذلك فان الشعار الذي ينبغي رفعه كراية موحدة لمسيرة الحرية والتحرير هو أن كل فلسطين لكل الفلسطينيين ( امة واحدة … ارض واحدة ) وهذا يشمل كل الذين ينتمون إلى فلسطين بغض النظر عن دينهم أو منبتهم بما في ذلك اليهود المؤمنين بالحرية والعدالة والسلام وهناك نماذج من اليهود الذين انضموا للثورة الفلسطينية لمقاومة المشروع الصهيوني ووحدة فلسطين الديمقراطية ومنهم أهود اديف وزملائه والذين سجنوا لسنوات طويلة في سجون الاحتلال وكذلك أوري ديفيس عضو المجلس الثوري الحالي لحركة فتح, هذا يؤكد أن وحدة الكفاح أمر ممكن إن تمكن الفلسطينيون كطليعة للنضال من الإيمان بأهمية وضرورة تحرير اليهود من الصهيونية والعنصرية لصالح الحرية والعدالة والسلام على ارض فلسطين الديمقراطية الواحدة الموحدة.
ينبغي للفلسطينيين ان يضربوا المثل وان يشكلوا النموذج ويمكن على سبيل المثال استلهام تجربة غاندي في مسيرة الملح وتحت شعار ارض واحدة … امة واحدة يمكن للفلسطينيين الانطلاق بمسيرة ضد التقسيم الصهيوني لفلسطين إلى معازل في القدس والضفة وغزة والى مناطق مختلفة الدور من الف بي وسي والى طرق التفافية ومناطق استيطانية وغيرها بحيث تسعى هذه المسيرة أولا إلى إلغاء هذا التقسيم وثانيا إلى دعوة اليهود للانضمام إليها ويمكن للطلائعيين منهم أن يشاركوا منذ لحظة الانطلاق وستسعى هذه المسيرة إلى أن يصل المشاركين بها إلى مليونين شخص قادرين على عزل جيش الاحتلال وإسكات سلاحه وتحقيق الهزيمة له ولمشروعه الاحلالي واستعادة فلسطين.

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *