خاص ( ثقافات )
بعد روايته الملحمية «أموات بغداد»، يتخلى الكاتب والروائي جمال حسين علي عن جملته الطويلة والمعقدة، ليتصفح مع القارئ، في عمله الجديد “بريد العظماء” الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في (340) صفحة من القطع المتوسط، تجربته في القراءة والمشاهدة والاستماع.
ولعلها رحلة بعيدة وطويلة بين كتب وأفلام، روايات وأشعار، مذكرات وحوارات، لخصها لنا المؤلف ووضع من كل كتاب موقفا، وفي كل موقف، أفضل ما قاله، من بنوا تاريخ الأدب والفن والعلم ومجالات أخرى متنوعة.
هي ليست مقتطفات، كما ذكر جمال حسين في مقدمته، ، ولا هي اقتباسات، إنها نتاج انصهار تام وهارمونيا تلقفها من أولئك الذين جعلوا حياتنا أفضل وأجمل. من مئات الكتب والأفلام والمقابلات على مدى عمر من متابعة: الأفضل والأجمل والأعمق في عالمنا.
يقول حسين: “ستبدو للوهلة الأولى، كما لو رتبت بشكل عشوائي، لكنها بتسلسلها الجذاب وغريب الأطوار، ستنقلكم من الإيثار إلى الغدر، ومن البخل إلى الكرم، من الزوايا المظلمة إلى المنيرة، من الشجاعة إلى الجبن.. ومن بينها وحولها سنراقب الاشتباك في الرؤى بين العظماء والصعاليك، الحكماء والمنبوذين، الأدباء والفلاسفة والعلماء والفنانين، الثوار والخونة، المنتصرين والمندحرين.. في تناغم الصدق الفذ والصراحة المبهرة، لأناس استحوا من الأجيال، فاحترموا كلمتهم، ومن جانبنا، نقدمهم بوفاء التلاميذ وفخر الأساتذة وأمانة الناقلين”.
هذه الباقة من الأسماء والحكايات، المواقف والقصص، تم التقاطها بكل عناية، لتعبر كل جملة في هذا الكتاب، عن تجارب سنوات طويلة في كل المجالات، ويؤكد حسين: “ستطلعون على أسماء ربما لم تسمعوا عنها، وهذا تشريف أن يكون لهم صدى أول في المكتبة العربية وقارئها المخلص”.
ألم يقل جوان هاريس في عمله «السادة واللاعبون»، “إن العبارة القصيرة التي تحقق مبتغاها، يستخدمها المعلمون والأطباء والكهنة والسحرة”.