*ترجمة وتقديم: عزالدين عناية
إيليو بيكورا
وُلد في سانت أرسينو سنة 1936 ويقطن حالياً في روما. من بين إبداعاته الشعرية «مفتاح البلور» 1970، و«فاصل موسيقي» 1987، و«هِبات وترّهات» 1990، و«قصائد 1975/ 1995» 1997، و«حسابات أخرى» 2001. من بين أعماله النثرية «صيف» 1981، و«تجوال بثلاث» 1985، و«الصبيّة ذات الثوب الخشبي» 1992، و«العين الكليلة» 1995. أعدّ «أنطولوجيا شعراء إيطاليا في القرن العشرين» 1990، إضافة إلى مؤلف «ساندرو بينا: شاعر من روما» 1997. له مساهمات نقدية في عدد من الصحف الإيطالية.
الهمجيُّ
إلى حمى
في مناعة الأسوار والعتاد
انسلَّ الهمجيُّ من الأحراش
لا يعبأ بالضجيج المتعالي
من ثنايا
متداخلة في ثنايا..
إلى ميادين غاصة بالخلق
منسية وقلقة..
يعرف القبابَ والمعابدَ أيضاً
والبلاطات المشرعة
تحت السماوات البنفسجية
والمسلاّت وبهو الحانات
وسلسلة النوافذ.
حتى القناطر على الوادي
في سويداء قلبه..
هل يطوّق كبرياءُ المدينة البِركَ؟
اُغربْ وفتّش
عن رغبات وآلهة أخرى
ترافقك المسير،
عن مدينة أخرى للسكنى.
في النافذة المشرعة على الهوائيات
سربٌ من السنونوات يمحو
خرائط الآتي المبهَمة.
دواردو سانغوينيتي
من مواليد التاسع من ديسمبر 1930، توفي بجنوة عام 2010. نشر أعمالاً، منها: «عمل ومتاهة» 1956 و«نزوة إيطالية» 1963، و«ثلاث لواحد» 1964، و«صخب» 1972، و«العهد الجديد» 1986، و«همس» 1987. إضافة إلى أبحاث فكرية «بين الحرية والغروب» 1961، و«الأيديولوجيا والخطاب» 1965، و«غويدو غوزانو» 1966، و«الشعر الإيطالي في القرن العشرين» 1969، و«فاوست والتورية» 1985، و«رسالة الناقد» 1987، و«دانتي الرجعي» 1992، وكذلك قام بإعداد ترجمات عن أوريبيدي وسينيكا وأسكيلو وسوفوكل.
عشيرتي
إذا ما انفصلتُ عنكِ
اندثرتُ كلّيا
لعلّه أروع ما لديّ
أو أسوأ ما عليّ.
لتبقي ملتصقة
مدبقة مثل عسل
أو لصاق أو زيت كثيف.
أعودُ إلى ذاتي حين ألقاكِ
أعثرُ على الإبهام والرئة.
بعد حين أحطُّ في مدريد
في الذيل هنا في الطائرة
مختارةٌ عشيرتي
رجال أعمال
يرددون أرقاما وأرقاما
يشربون.. يدخّنون.. مهتاجون
وبافتتان يضحكون
أعيشُ إليك إذا ما عشتُ ثانية.
أنتونيللا أنيدا
وُلدت في روما سنة 1955، مجازة في تاريخ الفن الحديث. لاقت أولى مجموعاتها الشعرية «إقامات شتوية» حفاوة لدى الجمهور والنقاد. نشرت سنة 1999 عملاً شعرياً غنائياً بعنوان «ليالي سِلْم غربية». وهي كاتبة أيضاً لعمل إبداعي بعنوان «معنى السنين». كانت في بداية 1988 قد نشرت مؤلف «نور الأشياء»، وهو فصولٌ من السيرة الذاتية والتأملات الفكرية، كما نشرت في السنة نفسها كتاب «أسماء نائية»، وهو عمل يعنى ببعض الترجمات الشعرية.
ليلٌ بهيمٌ
تمهّلْ حتّى يخيّم الليل البهيم
حتّى يرحل ضوء المغيب
وتدور الأرض على محورها
هذه حقيقة هذا المساء الظنين..
في أدغال الأكاسيا وفوق أسطح المنازل
هذا مداه،
نقطة نائية في الصحراء.
كابدْ أفكاركَ في عمق الغسق
متقدّمة في الذاكرة المترعة
ثم رتِّبها عند نهايات الفزع
ثبّتهَا عن الترنّح لما يدلهم السهل
ترقَّبْ عودتها حين يخرس الكلب
ويخمد العقل
في لحظة دون ألم
روح الجرناء
متدليّة على الشرفة.
______
*المصدر: الاتحاد