خاص ( ثقافات )
عن دار فضاءات للنشر والتوزيع صدر للكاتبة حنان بيروتي مجموعة قصصية بعنوان” بين بكائين”
ويقع الكتاب في 228 صفحة من القطع المتوسط.
المجموعة القصصية “بين بكائين” للأديبة حنان البيروتي تصر على الفرح رغم رؤيتها وإدراكها للواقع، لكنها وبعين المبدع تحفر من خلال ما تكتب فرصة أخرى وفرحاً ضروريا لتتغلب على الحزن، ونرى أن الإهداء يعبر عن رؤية القاصة ولم يكن عابراً،” بين بكائين.. فرحي الجديد…..” ثم تتابع في المدخل فتقول: سأضحك حتى تتساقط الأحزان عن قلبي مثل أوراق الخريف… أحتاج أن أضحك فقط بين… بكائين”، هو خيار الحياة التي تصنعه الكاتبة وتسير في اتجاهه بين كل بكاء وبكاء ولا تستسلم أو ترضى بخيار غير خياراتها.
وفي إضاءة حول المجموعة تقول الكاتبة صابرين فرعون:
تعكس صوراً اجتماعية متعددة ومتنوعة في المجتمع ، أغلب أبطال القصص فيها أنثى مما يستوقف القارئ عند سؤال مهم :هل تجنس البيروتي هذا العمل ضمن سياق الأدب النسوي ، أم أنها ملأت شخصياتها بكينونة الأنثى فيها ، فكانت اختياراتها للشخصيات بصفة أنها أنثى تستطيع التعبير بوضوح عن ذهن المجموع بصيغة المفرد والعكس أيضاً ؟!
الصيغ السردية لدى الكاتبة يحددها النص القصصي نفسه ، فقد اعتمدت الرمزية والأنسنة والقصصية في الطرح وحافظت على اختياراتها العناوين المناسبة والمتقاربة للنصوص القصصية التي خدمت القصص ، ولكنها أيضاً عدتْ عنصر التكثيف ثانوياً في بعض القصص واجتهدت على اشتغالها بالجسد الحكائي الطويل الذي يتعدى حيز ق.ق.ج ، كما في قصصها “شحوب” ، “نوم” ، “حفل توقيع” ، “أمنيات”، “صورة”، “سؤال” ، “طفولة” ، “أبواب” ، “بقايا” ، “نقطة سوداء” ، “من الآخر” ، “حضن بعيد” و”بين بكاءين” …الخ ، هذه الأمثلة حملت صفة القصة القصيرة وليست القصيرة جداً التي اختارتها لها ، لازدحامها بالتفاصيل التي لا يمكن الاستغناء عن ذكرها وإلا فقدت القصة عناصرها .
في المقابل ، الباردويا وفعلية الجملة السردية عمقتا جذور اللغة الشاعرية وقادتاها للوضوح والبساطة والادهاش كما في قصص “حُب” ، “زئير” ، “نوافذ” ، “سؤال” ، “لحظات” ، “بطولة” ، “عصفور” ، “نداء” ، “سياج” ، “مدى” و”جدوى” ،”أحلام” ، “حلم” ، “لحظة” ، “ألم” ، “إغفاءة” ، “دور” ، “هناك” ، “فرح” و “نافذة”…
نوعت القفلات “جملة النهاية” بين فضائية وإنشائية .. في القفلة الفضائية ، تركت الزمان والمكان مفهوم ضمن سياق اللغة وليس محدداً بفضاء معيناً ، أما في القفلة السردية الإنشائية ، فقد تعدتْ الإخبار للسياق الجمالي اللغوي ..
اختلطت مشاعر الحنين والفقد والغياب والحزن ، فكان للطاقة السلبية أن تتحرر من قيد النص وتهرب من زواياه وإيجاد البدائل المتوهجة ، التي تخرج الشخصيات من تأزمها في أحلام اليقظة ، كما في قصة “سؤال” :
“في وقفتها الاعتيادية أمامَ النافذة متنفسها الوحيد لتقتل مللَ ملازمة البيت دون عمل ، لاحظتْ أنّ ثمة عصفوراً حطّ على الحافة وطار لحظة نظرتْ إليه ، تساءلت بمرارةٍ : أهي الحرية التي لا تطيق مراقبتها؟ أم هي الخشية من القضبان؟ ربما كي يحثُّك أن تجرِّب جناحيك ؟!
قادها السؤالُ الأخيرُ لأن تشرع الباب وتمضي للحياة ..”