خاص ( ثقافات )
عن دار فضاءات للنشر والتوزيع صدر للكاتبة حنان بيروتي كتاب نصوص بعنوان” لأنك حبري وبوحي”
ويقع الكتاب في 280 صفحة من القطع المتوسط.
استطاعت الكاتبة حنان بيروتي أن تثبت اسمها في عالم السرد بتميز عال وسوية جعلتها في الصفوف الأمامية من الكتاب، حيث ينظر لها كثير من الناقدين على أنها قناصة تصطاد المعنى برومانسية تجذب القارئ بلغة سهلة ومتينة. والمتابع لمضمون نتاج حنان بيروتي الإبداعي يكتشف أنها ليست مسكونة بنون النسوة، وحين تكتب تكون إنسانة دون مسميات أو نية مبيتة لاختزال وجودها وكينونتها بأنوثة هي جزء لا كل، ولا تسعى لحصر كلماتها في المرأة ولا تسمح لنسائها بالانقياد الأعمى للتخندق ضد الرجل.. “فالعلاقة تصالحية معه ونحن شركاء في الحياة يكمل بعضنا الآخر”.
لأنك حبري وبوحي.. نصوص
يلاحظ القارئ في البداية أن اللغة والمفردات والمعاني كلّها من قاموس الشوق وآلام البعاد والحنين والبوح وحلاوة اللقاء.. ويطغى طابع الرومانسية الحزين على الكلام كله…
ثمّ تأتي النصوص على شكل توقيعات تحمل حِكَماً مستقاة من واقع الحياة صيغت بأسلوب فلسفي عميق ولغة رصينة.
في محاولة الإهداء ” أيَّتها الكلماتُ لأنك جنتي ولعنتي أهديكِ مني.. إلي.” نرى أن اللغة هاجس حقيقي للكاتبة فهي جنتها ولعنتها، وليست مجرد أداة مفرغة تتعامل معها بحياد، أن اللغة وقدرة الكاتبة على أقامة علاقة حقيقية معها، علاقة تجعل الدلالات تتوالد في نصوصها وتمنحك أبعادا ومعان لم تكن لتمنحك إياها نصوصا أخرى غير نصوص حنان، كل هذا سيقول لك أنك أمام كاتبة تتقن أعادة تشكيل الكون من خلال اللغة، بل وتتقن كيف تجعلك تتمنى أن تظل قدرا اكبر من الوقت داخل هذا العالم.
جاء الفهرس مقسما إلى خمسة أضلاع 1-لأنّكَ حِبري وبوحي وجاءت فيما يقارب أربعون صفحة من البوح الذي ينساب بعسل المفردات ويخلق من الألم وردة للفرح، تقول في أول نصوصه:
وهي على فراش الموت
تذكرتِ الوردةَ المجففةَ بينَ أوراق كتابٍ عتيقٍ
فأينعتْ بينَ ضلوعِها ورودُ الحياةِ!
***
سنابلُ عمري ﻻ تكفي لتملأَ بيدرَ شوقي إليك
فكن يا حبيبي حصادَ السنين بموسمِ عشقٍ أخير
وكن ظلَّ روحي وملجأَ قلبي
حين يأكلُه القحطُ، وييبسُ قبلَ أوانِ اليباب..
وكنْ يا حبيبي… حبيبي!
***
2-بوح مطر:
والذي أحتل ستة عشر صفحة من الكتاب، جاء على شكل ومضات أشبه بالفلسفة ولكن ثيمة المطر كانت طاغية، أنه البحث عن الخصب ربما في شقوق الخراب:
ربما جاءَ المطرُ ولم يجدْ من يشرعُ له بابَ القلب!
***
المطرُ مع الليل كستناء تنضجُ على مهل لذكريات عمرٍ مضى،
ومع الصباح عطشٌ لا يرتوي لعمرٍ آتٍ..
***
بعضُ المطر أناملُ شفافة تحترفُ نبشَ الذكريات..
***
لا شيء يكسرُ السرابَ إلا انتظار المطر..
***
3-جدار الوقت:
يبدو أن مساحته مضاعفة لمساحة البوح مما يعني أن الألم عال وكبير وممتد ليحتل مساحة كبيرة من مساحة البوح، ونلاحظ أن الألم والوجع والتمني والرغبة بالقادم يسودانه:
المساءُ الموشحُ بياسمين بهي ﻷلق فرح آتٍ.. ربما أضاعَ الطريق.
***
يتعثرُ الصباحُ بأجنحةِ فرحٍ مكسورةٍ حين نقيده بألم أمس لم يعد يعنيه.
***
صباحٌ يتنفس الحياة ويينع في القلب مهرجان حلم وفرح… ليته يأتي!
***
ﻻ يكتملُ بهاءُ المساء وحضورُ الفرح إﻻ بغياب… غيابك!
***
المساءُ روحُ النهار المبهجة، طفولة العمر، وضحكة الحياة.
***
4-ما لم تقله الحكاياتُ:
ولأن ما لم تقله الحكايات قد سربته الكاتبة في ثنايا نصوصها الاخرى فقد جاء هذا الفصل أصغر الفصول لأن المسكوت عنه دائما لا يقال كله، بل تقال عناوينه لتشي بما لم يقل:
ظلَّ الذئبُ المتألم من قصة ليلى المنحولة ينتظر الفرصةَ للانتقام، بعدما صار جداً، سامحها.
***
الذئبُ يبكي نادماً كلما سمعَ الحكاية، ويتمنى ابتلاع الراوي.
***
الذئبُ أشفقَ على الجدةِ ولم يأكلها، وليلى ظلتْ تركضُ في الغابةِ بحثاً عن تكملةٍ لائقةٍ بالقصة.
***
الجدةُ ملّتْ من انتظار ليلى فنامت، وروت حلمَها عن ذئبٍ بأسنانٍ كبيرةٍ مسننة، فحبكتْ ليلى القصة وروتها، وماتت وهي حائرة من كثرة تداولها على اﻷلسنة.
***
5-وأرتقُ وجه المدى بالكلمات:
ولأن وجه الكون يحتاج للكثير من الرتق سنجد أن هذا العنوان قد فاق في عدد صفحاته العناوين السابقة جميعها، وكأن قدرنا أن نشتغل على اعادة رتق وتشكيل الكون، أنه قدر الكاتبة المتميزة حنان قبل أي احد:
وأنت تصافح هاتفك تفقد أصابع الوقت!
***
الأحلامُ المحلقة بلا أجنحة
تلك عصافير الروح المذبوحة.
***
الرجلُ الطاعن بالسجن، حين رأى عالما طالما حلم به، تمنى الرجوع.. للحلم…
***
البابُ الذي يجعلك تنحني كي تعبر، ﻻ يعبر الذاكرة بسهولة…
***
كلمة تكفي لتجرح بعمق، وقد ﻻ تكفي كلمات كثيرة ليلتئم جرح صغير.
***
حياة الكاتبة حنان بيروتي
تاريخ الميلاد: –
ولدت حنان نجيب يوسف بيروتي في مدينة الزرقاء، حصلت على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية. تكتب في مجالات أدبية عديدة وهي القصة القصيرة والنصوص النثرية والمقالة، وهي عضوة في رابطة الكتاب الأردنيين، وعضوة في اتحاد كتاب الإنترنت.
مؤلفاتها:
1-“الإشارة حمراء دائما”مجموعة قصصية -دار الينابيع للنشر والتوزيع عام 1993.
2-“لعينيك تأوي عصافير روحي”نصوص نثرية -دار أزمنة للنشر والتوزيع عام 1996.
3-” فتات” مجموعة قصصية -دار الفارس للنشر والتوزيع عام 1999.
4-“تفاصيل صغيرة”مجموعة قصصية -دار أزمنة 2007.
5-” فرح مشروخ”مجموعة قصصية دار أزمنة 2007
. ليل أخر مجموعة قصصية دار فضاءات للنشر والتوزيع 2012
لمن أهدي زهور العيد؟!” / نصوص نثرية. دار فضاءات للنشر والتوزيع 2013
بين بكائين قصص قصيرة حدا دار فضاءات للنشر والتوزيع2015
لأنك حبري وبوحي ، نصوص، دار فضاءات للنشر والتوزيع 2015 تصدر خلال ايام
* إصدارات مشتركة:
“قصص على الهواء/ بأقلام شابة” -الكويت وزارة الاعلام 2009 / سلسلة كتاب العربي :76.
مُختارات من القصة الأردنية -منشورات وزارة الثقافة -2008.
* المخطوطات:
-أحلام متأخرة / مجموعة قصصية.
-أسلاك شائكة / مقالات مختارة للكاتبة.
-وجوه لاتعرف الموت / لقاءات أدبية.
-“ذات صيف بعيد” / مجموعة قصصية.
-“السماء ليست زرقاء تماما”رواية.
-”
* تعمل حاليا في حقل التدريس في وزارة التربية والتعليم.
الجوائز:
-جائزة أنباء الجامعة عن نصّ نثري بعنوان “لعينيك تأوي عصافير روحي”.
-الجائزة الأولى في مسابقة لجنة التذوق الإبداعي في القصة القصيرة التي أقامتها الدائرة الثقافية والفنية في عمادة شؤون الطلبةفي الجامعة الأردنية.
-فازت بالمسابقة الأدبية في القصة القصيرة للكتاب الأردنيين غير الأعضاء التي أقامتها رابطة الكتاب 1994.
-جائزة القصة القصيرة في مهرجان البجراوية للإبداع الثقافي النسائي العربي الأول في الخرطوم -2005.
-مسابقة الحارث بن عمير الأزدي -ملتقى بصيرا الثقافي -الطفيلة2007 -المركز الأول في القصة القصيرة.
-جائزة ناجي نعمان الأدبية العالمية -جائزة الإبداع -للعام 2007.
-فازت في مسابقة” قصص على الهواء”التي تجريها مجلة العربي الكويتية بالتعاون مع إذاعة البي بي سي البريطانية بخمس دورات، ونُشرت إحدى القصص الفائزة بعنوان “حكاية ظل”في كتاب العربي 76″قصص على الهواء/ بأقلام شابة”.
-شهادة تقدير عن قصة “تصريح صحفي” في مسابقة جليل القيسي للقصة العربية 2009.
-تقدير من “مركز التفكير الإبداعي للتنمية الذاتية والبشرية ” 2007.