طلعت شعيبات*
خاص ( ثقافات )
هذا اليوم بدأت نهاري بقراءة قصيدة ركيكة عن الحب
وأخرى عن الوطن
وأخرى يكتنفها الغموض
الأولى والثانية تسلقتا أصابعي
وها أنا أكتب هذا النص
والثالثة
أقصد الغامضة كادت أن تعكّر مزاجي
وتزيح الموسيقى التي تكثفت في حنجرتي
أصدقائي يعرفون ذلك
قلت لهم بأنني أتموسق
ونصحوني بألا أفعل
وها أنا أعمل بنصيحتهم
حلقي جف وأنا أطالب الصحيفة عدم نشر النص السابق
لوجود أخطاء فيه
أو لعدم وجودي فيه
ورغم ذلك نشرت النص على صفحتي
لأغامر بما تبقى لي من تيجان وأساطير
قالوا : روحك ليست حاضرة
وماذا كانت ستفعل روحي وأنا أهب امرأة متنفسا لتكتب قصيدتها
وماذا كنت سأفعل إن كانت المرأة لم تقرأ بعد قصيدة نثر واحدة
وماذا كنت سأفعل لو أنها لم تشأ أن تقلدني
هي لا تشبهني
وليس عليها أن تفعل أكثر من أن تمنحني وسامتها ولو ظاهريا
هي لم تسمع بأنسي الحاج ولا نزيه أبو عفش ولا محمد الماغوط ولا وديع سعادة ولا أمجد ناصر ولا قاسم حداد ولا عدنان الصائغ
قلت للصحيفة أنا أعتذر لورود أخطاء نحوية
المحرر لم يستمع لي
ولم يرد على بريدي ولو بتحية
كل ما في الأمر أنني أخذت وقتا إضافيا بينما زوجتي تستعد للخروج إلى السوق
كي ترمم روحي
بالمناسبة هذا النص ليس قصيدة نثر
هذه أرجوحة
وشاية
جسرا كنت أوشك على عبوره
غير أنني كما قلت سابقا
أرسم جسورا لا أعبرها
مدنا لا أسكنها
أناسا لا أعرفهم
قصائد لآخرين عبروا في حياتي ذات يوم
وتركوا كلماتهم في فمي
أنا لا أكتب بل أحترق
وكل كلمة
في قصائدي
عود كبريت
ـــــــــــــــــــــــ
*شاعر من فلسطين مقيم في الإمارات