أكتب لأحيا


*هاني القط



الحياةُ لا يمكن تذكرها حسب ترتيبها الزمني؛ لكن بما تتركه فينا من وشم ذكرى غائرة!
سأتذكر وأكتب, حتى إذا ما جاء يوم أردت فيه- أو أراد آخرون- معرفة شيء عن نفسي التائهة؛ أن أقرأ ما كتبته لأتذكر بعضًا مما كنت!
ربما كانت البداية لطفلٍ حزينٍ شغوفٍ بالسؤال, طفلٌ مسكينٌ ينتظر الجواب من السماءِ على أسرارها, لم يكن الحذر حينها قد وُلِد في قلبه, لذلك لم يخف تحذير أقرانه, بأن يضربه البرقُ الذي يعاقب كل السائلين عن المسكوت عنه؛ بتحويلهم إلى ذرات تراب!
بعضنا له قدرٌ من الاختيار فيما يود أن يكون, وأنا من هؤلاء, فعندما وضعت الألعاب بين يديَّ, اخترت لعبة الرواية! حقًا فالرواية لعبة بامتياز, وليس من الملائم أن أعيد ما قيل عن نضالاتها مع أجناس أخرى ذات طبيعة حكائية سردية, حتى تم لها الاستقلال كنوع قائم بذاته دون التقديس في شكله, فالمؤرخون أقدر مني على فعل ذلك ليملئوا بالتأصيل فراغ المعنى, أما أنا فمضروب بالتنقيب عن الناس وعن الحياة الحارة الملغزة في الحكاية التي إن لم يبح بها الناس؛ باحت بها تعاريج وجوههم التي كم عاركت الزمن ونالت على يديه الكثير من الهزائم!
بدأت قصتي مع الحكاية في كُتاب الشيخ “سليمان داوود”, وكان لسحرِ جرس الكلمات في أذني, أن يهتف بي؛ إن للكلامِ موسيقي, ترفع بها الحكاية رأسها بزهو للسامعين, أو تخفض رَأسها مهزومة في تعثر, من بين السور كان لحكاية يوسف في نفسي سحرٌ لا يغيب, يوسف صاحب الأحلام, , تفتح له الشمس عيونها وتكحله أستار الليل, ليمعن في السير نحو مصيره, من صحرائه القاحلة يسقطه القدر في الجب حيث السيارة الموعودين بالتقاطه, ومن الجب إلى مصر حيث خزائن الأرض وتحقيق رؤياه, طريق يوسف الوعرة مغزى لحياتي, بأن وقت الكشف, حتمًا ما يخرجُ المأسور من جب المتاهة, حين يكشف المخبوء وعده بالرؤية الكاملة لي أنا الكظيم!
في ذلك اليوم ضُربت بصعق الوجد الآثر للحكاية وللموسيقى في الآيات, التى كان لجرسها رنين السحر والشغف في آن!
أتذكر وأنا خارج من الكُتاب يضرب الشغف قلبي, صنعت من قش الحصاد المكوم فوق الأسطح, حصانًا سميته الرماح, ظللت أركض به وألف الشوراع والأزقة, أحفظ صور الوجوه وشمًا أغرسه في قلب الحكاية, كذلك صور البيوت الطينية رطبة النسمات وقت القيظ, الدافئة بالمحبة وقت البرد, وقبل أن يهدني اللف ويضربني الجوع, كنت قد أمسكت بأول حكاية لي في حياتي.
سألت أقراني لِمَ اسم قريتنا “ميت خاقان”؟
وبعد أن ابتلع الصمت شغفهم بالجواب, قلت إنه في صباح ذلك اليوم لم تكن بلدتنا قد سميت بعد, ومن أراد القدوم لنا, كان يشير إلى البلدة كبقعة مجهولة, في ذلك اليوم البعيد؛ كانت السماء معبأة بالغمام, والخاقان القادم من أعلى البلاد يحذر فرسانه من الإبطاء خوفًا من مطر داهم, ثلاث ساعات وجنوده على ظهور خيولهم, متمنين ولو دقيقة للراحة, مائة فارس خلفه يسابقون الريح دون القدرة على مسح عرقهم أو حتى مسح وجوههم من تراب أحدثته حواف خيولهم المنهكة بالركض, وعندما ضاق الطريق وابتل التراب بعرق الخيول المتعبة, كان الشيخ علام المرتدي جلبابه المهلهل يختبئ بين البوص الأخضر ويعد المارين من الفرسان المرتدين الخوزات اللامعة, حتى وصل العدد مائة, وعندما ابتعد رَكبُ الجنود, امتطي الشيخ علام أتانه العجوزة, ليضرب بكفه على بيبان الدور ويصيح:
يا ناس, رأيت الفتح ابن خاقان وخلفه مائة خاقان من أتباعه, سلمت عليه كفّا بكف, وسقاني شايًا والله!
فرد عليه أحد المنسيين:
– مائة خاقان, أنت كاذبُ!
لشهر كامل تكلم كل من في البلدة, بالكلمة”مائة خاقان” وعندما وصل ما حدث للفتح ابن خاقان الحاكم الجديد على قُطر شبين, كان أول قرار وقعه على الرقاع؛ أن تسمى البلدة التى لم يكن لها اسم “مائة خاقان” لتتحول بالعامية المصرية إلى ميت خاقان!
فزت يومها بتناول الغداء المسروق من بيوت أصحابه دون المشاركة بشيء غير الحكاية الملونة بالكذب الأبيض! يومها ضربني السرور, وبدأت حلقات حكاياتنا التي نصبوني فيها سيدًا, لأصاحب الجن الذي خر يركع لي وينفذ حلمي بأن أطير كما العصفور في السماء كي أرى البحر الواسع الذي يحضن الدنيا البعيدة, ورغم أني لم أر جنيًا لكن السماء المفتوحة أبوابها على دعائي الطيب؛ استجابت, فقد سافرت مكرمًا من أجل الحكاية, لأبدأ مشاوير بحثي في الدنيا وكل همي العثور على حكاية!
بالطبع للحكاية ملوكها, وجدتي كانت ملكة الملوك, عنها حفظت أروع القصص المضفرة من الموروث والخيال معًا, ففي بيتها الريفي الواسع والمقفول فيه عدة غرف, من ضمنها غرفة مودع بها كتب أبي الغائب مع سره, كانت جدتي “أم الفرح” تقص الحكايات بعقل جموح وفؤاد حنون, أتذكر حكايتها الفاتنة عن الرجل الذي هجر بلدته وراء نداءات أحلامه المتكررة, ولكي لا يغضب أمه المغروس قلبها بحب الدار, قام بشراء حبل طويل, ليلف الحبل حول الدار مقيدًا ليرفع الدار على كتفه, سائرًا بما يحمله غير عابئ بالطرق الوعرة أو بالصحراء, حتى وصل إلى المكان الذي هدته له أحلامه, فيضع الدار من على كتفه المجهد, ويطلب من أمه الخروج من باب الدار لتملى مكانهم الجديد, كان الرجل صاحب المقام هو السيد البدوي, وكانت البلدة هي مدينة طنطا مستقره النهائي ومسوى جسده المسجى في الضريح!
في عين أمي دمع وفي عين جدتي دمع, فهل مات أبي؟ وأين هو يا ترى إن كان لم يمت؟!
كان في المعتقل ناصريٌ يحارب عن الفقراء لنيل حقهم, أدركت في كِبرى نبل بحثه عن غد أفضل لهم ولنا, أما حينها فقد ظهر لي إلقاءه بنفسه بين جدران الزنازين؛ أنه عار لا يغتفر, قلت لأمي: لِمَ يرمي الإنسان بنفسه إلى التلهلكة ولمن؟ فردت: هذا قدر الفرسان! قلت لعن الله الفرسان الذين لا يعرفون أن أبناءهم يعيرون بما يفعلون من أفواه من يحاربون باسمهم!
في الحادي عشر من نوفمبر, كان عيد ميلادي, هذا اليوم الذي لم أنسه, كان الشغف كبيرًا بالمخبوء داخل الغرفة المقفلة في دار جدتي, أعترف أنني سرقت في هذا اليوم المفتاح الحديدي, مغافلاً جدتي التى كانت في زيارتها المعتادة لأبي, أفتح باب الحجرة وأنا أتعشم في كنوز من ذهب, وللحق حصلت على كنوز بعدد صفحات الكتب, العبق آثر, والتقليب في الصفحات غواية لا تنتهي, وبين دفتي كل كتاب سر موصول بسر آخر, من التاريخ إلى الجغرافيا, إلى المسرح, إلى الفن التشيكلي, لكن ثمة غلاف يحمل رسومات لبشر, كان الغلاف لرواية الحرافيش, التى حفظت سطورها مع القراءة الأولى:
’في ظلمة الليل العاشقة, في الممر العابر بين الموت والحياة, على مرأى من النجوم الساهرة, على مسمع من الأناشيد البهيجة الغامضة, طرحت مناجاة متجسدة للمعاناة والمسرات الموعودة لحارتنا.‘
وسألت ما هذا السحر, ووسط شغف طفولي أكملت قراءة الرواية, ناسيًا الجوع, وعودة جدتي التى هالها ما رأت, وأخذت تضربني وهي تبكي مصيرى بعد أن تفتحت عيوني على ما أتلف حياة أبي ومستقبله, ورغم كل مغرياتها كي أكره الكتب, لم أفتح قلبي سوى لمحبتها!
ما زلت أحفظ إلى الآن ذلك المشهد البديع حين اصطفى عم نجيب بطله شديد البأس “جلال”, والذي أسكن بداخله كائنًا يحثه على انتزاع الخلود وعصيان الموت, فلاقى البطل مصيرًا يليق بالرثاء, حيث خرج إلى الخلاء يئن من وخز السم الزعاف ويقاوم كائن الموت الخرافي, الذي رمى به في حوض الدواب غريقًا!
في ظلمة تلك الليلة نمت وحيدًا, ليفتح الباب بهمس على كف ذلك الغريق, وقبل أن أسأله كيف كان إحساسه وهو يموت, أخذ الرجل يهز جسمي المرتعد حتى طلوع الصبح دون أن يبوح بجواب!
عاد أبي بالحكايات والفلسفة, لكن لم يمر الكثير حتى ماتت جدتي, كان ذلك في ليلة باردة, لم تكن تعاني شيئًا يفسر موتها, فحينها لم أكن أعرف أن القرار بيد الموت دون مشاورة أحد أو إعطاء سبب! بعين نصف مغمضة نهضت من ثباتها بجواري قبل الفجر, تهمس بإجابات ملغزة ترد بها على طيف سائل لا أراه, ولم أعي إلا في الصباح, بأن ملك الموت الخفي هو من كان زائرها في الليل!
أصبح السؤال عن كنه الموت أكثر شراسة, وكان بين الصحاب متسعٌ للجدل, ودون أن أشعر تحولت ملامح الطفل المشاغب, لملامح رجل, لا مكان لقلبه سوى الشغف بالمخبوء, كان الجواب ماءً بملح, وكنت أنا الشارب من الحيرة حد الامتلاء, ولم أزل مضنى بالبحث في حيرتي عن جواب يشفي! 
بين ليلة وضحاها, وجدتني أختار لعبة الكتابة – أشك أحيانًا أنها هي من اختارتني – بدأت بالشعر كما يبدأ الجميع, وكان للحكاية أثر الغواية في نفسي, ففي الحكاية حياة, وفي الحياة ناس, وللناس تباريح وأفراح, للفرحة وقتها, وللأحزان متسع العمر, ووسط الأحزان تنوالد الأسئلة الملتاعة التى كثيرًا ما تكون بلا جواب!
من القصة القصيرة بدأت وللمسرح خطوت وعند الرواية أعلنت كل العصيان عما كتبت!
الرواية هي الأولى بي, الرواية هي نافذتي للبوح, والشكوى للناس عن مآسي البشر وقبح العالم! عندما تغلبت على حذري وقررت أن أكتب رواية, كان السؤال المطروح, والذي تصورت أنه سؤال المرة الواحدة:
– كيف تكتب الرواية؟
يبدو السؤال ساذجًا, لمن استعانوا بإجابة نهائية قاطعة, تبقى دليلهم على مر العمر, وأظن أن الإجابة مختلفة متغيرة وفقًا لتجربة كل رواية! فالرواية حياتها كالشعر, فإن كان الشعراء لا يخترعون القصائد لأنها موجودة ولا يفعل الشاعر سوى الكشف عنها كما يقول “جان سكاسيل”؛ فكذلك هي الرواية موجودة أيضًا وما على الروائيين سوى التنقيب عنها. من تجارب الحياة تأتي الرواية محملة بتصميم بنائها ومواده, نحتًا في الحجر كما يقول ماركيز, أو بناء صرح بآجر كما تقول إيزابيلا إليندي.
في غرفتي المطلة شباكها على توتة, يكسوها بياض مالك الحزين مرة, وتحتلها أعاش العصافير وأبي قردان مرات, كنت أطل على وجه القمر أنيس الليالي ومرتع الوجد وأمير الحكايات, في قرص نوره؛ ظهرت وجوه أبطالي, ولكي لا أنساهم؛ نحت تقاطيع وجوههم على صفحة بيضاء كي لا يهجروني, هذا الريس إبرهيم الذي هده النهر والعشق والخمر, وهذه فرح في عينيها غواية وعلى خدها وشم الحسن توقع به أعتى الرجال في شباك غرامها, وهذا الجد سالم تائه خلف حلمه بفض رسالة الحجر ومعرفة الجواب في قلب الصرح, وهذه فاطمة الملائكية الوجه والتي جاءت إلى الدنيا خطئًا, وهذا السيد مصطفى الذي تمرد على حياته وارتحل هاربًا خلف الغواية التي ألقت به في يَم التطهر. ومن حيرة صالح الصغير في البحث عن جثة أبيه بدأت الحكاية ومن ذات المكان انتهت. صنعت من بوحهم بما رأوه “سيرة للزوال”, كانت تلك الرواية تجربتي الثانية, أو الأولى التي لم أمزقها, في تلك التجربة جرتني اللغة خلفها عبدًا ذليلاً بموسيقى ما باحوا به من أحزان , رغم حصولها على جائزة الشارقة إلا أني تعلمت من تلك التجربة؛ مقاومة إغراءات اللغة بأن أقودها خلفي وأدفعها في الطريق الذي أريد لا ما تريده هي.
ومنها بدأت تجربتي الثانية, مستترًا تحت ستار راوٍ عليم؛ لأصنع حكاية أعمق, لسبر غور عالم عربي لم يتوقف ليسأل نفسه مرة لماذا حدث له كل هذا الانحدار والمذلة؟!
أما في تجربتي الثالثة والتي لم تنشر بعد, أطل من خلال عيون الموتى لأكشف عن القبح المستتر خلف التعصب الديني ولأكشف عن المتاريس المنتصبة بعمى حاجزة عنا اللحاق بركب العالم الحر!
من وجوه من رأيتهم في حياتي وفي أحلامي؛ أضفر الحكايات, مشككًا في إيمان أورهان باموك “بأن الكتابة ليست سوى فعل حرفي ينم عن المهارة” فالكتابة لا تتعدى حين ذلك؛ فرصة لتحسين الحسابات المصرفية وفق معادلة منضبطة, قوامها التشويق والإثارة وبعض الحِكم الرنانة, ليست هذه هي الكتابة عندي, الكتابة شوق لخلق حياة, والقاعدة الذهبية لكتابة الرواية؛ ألا تكون بلا قواعد!
أعلم أن للرواية زمن, وللزمن مكان, وللمكان شخصيات, وللشخصيات لغة, وللغة حدث تصنعه كي تبي عالمًا, لكني أنطلق الآن من تطبيقات غير محددة السياق, مستفيدًا من كل الفنون الأخرى؛ لخوض مغامرتي في التجريب.
إن تراجعي عما كنت أومن به, وإيماني حتى ولو بنقيضه؛ هو دليل الإخلاص نحو السعي لاستجلاء الحقيقة, فان كنت قد آمنت ذات يوم بأن الرواية الجميلة؛ هي المرتكزة على النحت الغائر للغة وعلى النثر المنمق, فقد آمنت أيضًا بأن الرواية ما هي إلا كلمات مسرودة, والسرد المشوق يرتبط بسؤالين: من فعل هذا؟ وما الذي سيحدث بعد ذلك؟! إلا أني أعلن كفري بما آمنت به, فالسرد المشوق هو الاستمتاع باللحظة المسرودة, دون الاهتمام بما سيأتي ولا بمن فعله! لتصبح الرواية الجميلة في نظري هي من تختار لغتها ساعية لسبر غور الإنسان؛ أعظم لغز في الدنيا, والذي إن نجحنا في فهمه, نكون قد وسعنا من معرفتنا بالعالم!
تبدأ الرواية بفكرة, لتتحول الفكرة إلى أجنة بشرية, تولد في رحم حياة عن طريق الكلمة, ولا تكون البداية عندما أخط أولى كلمة, فربما تصبح الكثير من الصفحات الأولى؛ هي مداعبات ما قبل الولوج, ويمكن أن تنتهي بإخفاق أو بحمل زائف, حتى لو كان المخطط شبه مكتمل في الذهن, فالعجيب أن عالم الرواية لا يتحول إلى حقيقة قابلة للحياة؛ سوى بعد الانتهاء من كلمة “تمت”. لذا يمكن أن تمحى كل الانعطافات والمصائر التى تملأ كراريس مادة الرواية؛ لتخط الشخصيات مصائر لم يخطط لها الكاتب, وكثيرًا ما تقوم الشخصيات الموهوبة بصفات بشرية والملتزمة بأحداث بشرية؛ بثورات خلاقة, تغير فيها مصائرها, لتمتد بها شراسة المجابهة, لتبدل أسماءها, آخذة فكرة الاختيار الكامل دون خوف من صراعات خفية مع القدر الجبري المفترض من قبل الكاتب, لتكشف الشخصيات الفاعلة كما يقول دانتي, عن صورتها الخاصة!
الرواية عصيان آدم بغية الدخول للتجربة, الرواية تراتيل ناسك يريد فهم الحياة, الرواية وسوسة شيطان بغية الدفع بالشخصيات صوب البوح المطلق, الرواية ظمأ لجواب.
الرواية هي الفن القادر على استيعاب كل الأنماط والخطابات والأنساق بكل تشكلاتها, الرواية هي الحرية الكاملة بما تعنيه من غياب القوانين الضابطة لعملية الخلق الروائي, وقابلية الاحتواء.
الكتابة هي من ترغمني شخصياتها كي أجلس مدونًا اعترافاتها وبالتأكيد هي من ستمنع عني أسرارها وتقول لي ذات يوم “انتهى بوحي لك”, عندها لست أدرى ما سأفعله, ربما سأظل أبكي دون توقف, سأبكى على أمرها القاطع لي بحجب دنياها عني, وأتحسر علي أطلال كل شيء يموت في ذاكرتي بالتدريج, تمامًا كذكرى بلدتي “ميت خاقان” التى تفرنجت وخلعت عنها منذ سنوات جلبابها الريفي, لتصير مسخًا, يقف حائرًا في اسمه, الذي صنعت له حكاية ذات يوم! بالتأكيد سأظل أكتب مهما كانت المحن والظروف, كثيرون يكتبون لإيمانهم أن كتابتهم قادرة على تتغير العالم, أما أنا المسكين؛ فأكتب كي لا أموت!.
_________
*المصدر: العالم الجديد

شاهد أيضاً

كأس وظلال

(ثقافات) كأس وظلال عبد القادر بوطالب تلك الظلال التي طوت تفاصيل أجفاني سارت خلفي ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *