* نزار حسين راشد
خاص- ( ثقافات )
واقفاً على بحرِ يافا
أسألُ عن حوتٍ
تسرّبَ في الماء
وحكمةٍ هاجَرتْ
بعد كُلّ
تلك السنين
أسألُ:
علّ الّذي ظلّ
يعرفُ أكثرَ
من ذاكَ
الّذي فرَّ
أوالّذي حاولَ
ولم تُسعفه قوّتُهُ
ليعبُرَ أو ينتصٍرْ؟
ها أنا واقفٌ
تُفتّشُني الرّيحُ
كما ينبغي
لأيٍّ من العابرين:
الخادمُ الّذي نام
والحكيم الّذي
هامَ على وجههِ
ولمْ ينتظرْ
و أنا الّذي غادرتُ
ولم يبدُ لي حينها
أنْ أتريّثَ
أو أعتذرْ
ها انا أُحدّقُ
في الزُّرقةِ
أُراودها عمّا تُخبّيءُ
من عَتَبٍ
في عُمقِها المُستسِرْ
قال الدليلُ الّذي
يُرافقني:
أنا ذاهبٌ
أحتسي “بيرتي”
عُد متى شِئتََ
أعرفُ أنّكَ
سوف تطيلُ المكوثَ
كُلُّكم هكذا
يسكُنُكم هذا
الحنينُ القديمُ
والحُلُمُ الّذي
يرفُضُ أن
ينتحرْ!
ها أنا واقِفٌ
على بَحرها
شاعرٌ أتعبهُ الصدْقُ
ولمّا يَزَلْ
يمُُّر من على
قرقرةِ الماءِ
لعالمِهِ المُستترْ
سلاماً أُيُّها القلبُ
الّذي أمْعَنَ
في الهِجرةِ
لم يَتُهْ
ولم يَستقِرْ
كُنْ كما أنتَ
فلن تخذلك النّهايَةُ
الّتي راهنْتَ
على حُسنِها
ولن يخونكَ
عَدْلُ القَدَرْ