خاص ( ثقافات )
* شعر: فروغ فرخزاد (1935/1967)
** ترجمة: علي عبيدات
الجمعة
جمعةٌ خرساءٌ ومنسيَّة
جمعةٌ مُتعبَّةٌ كأنها الأزقة الغابرة
والأفكار الرثّة والبليدة
جمعة التثاؤب الملاوع والتمغُط،
جمعة للتحايا لا يعول عليها ..
بيتٌ موحشٌ يكلله الضيق
بيتٌ موصودٌ يكبح جموح الشباب
بيت ظلام والشمس فيه مجاز
بيت الإنطواء والتمنيّ والريبَّة
بيت الستارة الحاجبة والكتب والكنز
والصور،
آهٍ من مرورها وهو يختّال زهواً وهدأة..
حياتي كساقيةٍ مهجنّة
في صميمية هذه الجُمع الخرساء الباليَّة،
في قعر هذه البيوت الموحشة
أوآه..
كم كانت مهيبةً عندما مرت ..!
* فروغ فرخزاد: فروغ فرخزاد (1935/1967) تعتبر من أشهر الشاعرات الإيرانيات.
ولدت في عائلة عسكرية في طهران سنة 1935 ولها ستة أشقاء. أستكملت دراستها حتى الصف التاسع وحين أتمت عامها السادس عشر تزوجت من برويز شابور. أكملت فروغ دراستها عبر دروس الرسم والخياطة ثم إنتقلت مع زوجها إلى الأهواز وبعد عام رزقت بولدها الوحيد (كتبت فيه قصيدة “قصيدة لك”).
بعد أقل من عامين حدث الطلاق بينها وبين زوجها وحصل الزوج على حضانة الإبن مما دفع فروخ لإكمال مسيرتها الأدبية. وعادت إلى طهران لكتابة الشعر وأصدرت أول ديوان لها في عام 1955 بعنوان الأسير.
جذبت فروخ الإنتباه والرفض من مجتمعها كمطلقة تحمل أفكار نسوية جدلية.في عام 1958 قضت تسعة شهور في أوروبا قابلت فيهم المنتج والكاتب الإيراني إبراهيم جولستان. نشرت ديوانين آخرين بعنوان الجدار والثورة وذلك قبل ذهابها إلى تبريز سنة 1962 لتصوير فيلماً عن الإيرانيين المصابين بالجذام بعنون “البيت أسود” وفاز بجوائز عالمية.وفى العام التالي 1963 نشرت ديوان “ميلاد جديد” والذى كان علامة في تاريخ الشعر الحديث بإيران.
فى 14 فبراير 1967 توفت فروغ في حادث سيارة في عمر الثانية والثلاثين ونشر لها بعد وفاتها قصيدة بعنوان “لنؤمن ببداية موسم البرد” وتعد أقوى القصائد في الشعر الفارسي الحديث.
وهى أخت المغني والشاعر والناشط السياسي فريدون فرخزاد.
** شاعر ومترجم من الأردن.