*علي عبدالحميد بدر
خاص- ( ثقافات )
في وداع المناضل اليساري أحمد نصار
لم تكن بهذه القسوة
كيف واتتك الجرأة لتتركنا
دون مأوى
أو حائط يحمينا
هناك قيظٌ شديد
وأنت لم تقل لنا: كيف نصنع مظلتنا
وأنت
خيرنا في وجع الوطن
هل دبَّرت مشهد خلاصك
كأنك ناديت:
يا علي اشهد
يا هيثم اشهد
يا أحمد اشهد
فشهدنا أنك:
جامع الأرواح
وأن الناس وهم نائمون كنت تكد من أجلهم
يا سيدي
لم يغدر بك السكر
ولم يهزمك قلبك
كأنك قلت: كفى
سأحمل ما بقي لأدرك أحبة
فاخترت أجسادنا
لترتاح في مشوارك الأخير للراهب
يا سيدي
كنت قاسياً
حين اخترت دموعنا
كأول بكاء
يوماً سأعبر إلى ضفتك
ولن ألوح لك بيدي
لن أجلس معك على مقهى
ولن أكون معك في خلية سرية
صدقني لن أقول لك شعراً
وبالتالي لن تقول: الله مدد
لا لغة ستوضح ضحكتك
ولا نحيب سيمسك بطرف طلوعك السماوي
لتجلس معنا لنودعك بما يليق
يا عين أمك
يا عين سلمى
يا عين النهر ودلتاه
يا عين حرية كبلتك بأمانتها
يا عين عدالة لم تنجب في ظهيرتها غيرك
أنت تآمرت
وذهبت لوحدك
وكنت سريعاً
يا سيدي
أنا غاضب منك
لا تصدق
بمجرد أن تقول: تعال
سأحضنك
وأقبِّل ظلك
يا ابن الناس
وجامع الأرواح