*رشيد الخديري
خاص- ( ثقافات )
-1- سِيرَةُ المُشْتَهَى
خَرَجْنَا إلى النُّور
ولمْ يَبْقَ هنا ما يُذَكِّرُنَا بِوَعْدِ الأَنَاشِيدِ القَدِيمَة
ومَاذَا بِهِ هَذَا الشَّاعِرُ المَعَاصِرُ
يَفْتَحُ أَبْواباً ويَغْلِقُ أُخْرَى
أَهُو التَّوَهّمُ بِامْتِلاَكِ شَيءٍ
على سَطْحِ هَذِهِ الأَرض الإِلِكْترُونِيَة أمْ
تَراهُ يَتَمَرْآى مِثْلَ أَيُّوبٍ
في عُرْيِهِ الأَوَّلِ- يَتَسَنْبَلُ حُروفاً إِلَى آَخِرِ المُشْتَهَى
تَقُولُ امرَأَةٌ مِنْ أَقْصَى الجُرْح: دَعُوهُ
يَتَحَلْحَلُ في خَطْوِهِ، ويَقُولُ
عَاشِقٌ لِظِلِّهِ: منْ يَا تُرَى
أَلْقَى الكَأْسَ مُشْتَعِلَةً، ومَشَى بينَ النَّدَى
يَنْثُرُ ضَوءَهُ
بُذُورَهُ
قبلَ أنْ تُكْمِلَ الأَرضُ دَوْرَتَها
هِي عَلاَمَاتُ كَشْفٍ، فَلْتَخُطِّي سِيرَتَهُ كَامِلَةً
كمَا يَفْعَلُ الرُّعَاةُ – ذَاكَ غَدٌ يَعَانِقُ الأَمْسَ
وَأَنْتَ المُهَدَّدُ بِالرَّحِيلِ نَحْوَ الأَقَاصِي.
-2- سِيرِنَادَا
مَعْزُوفَةٌ مُغْرِقَةٌ فِي العَاطِفَة والذَّاتِيَة
تَهْطِلِينَ
فِي هَذَا المَسَاءِ الخَرِيفِيّ
قَصَائِدَ
بِلَوْنِ السِّيرِنَادَا
حَاذِرِي فِخَاخَ المَعْنَى
ونَامِي
نَامِي فَقَطْ
لِأَنَّكِ نَصٌ يَخْشَى تَأَوِيلَ الغَمَام.
الترُوبَادُور ثَانِيَةً-3-
لِي
مَا لِي منْ جُنُونِ لَيْلِي
و لِي أَشْعَارُ لُوركَا
و رَقَصَاتُ إِنَانَا حَوْلَ أَشْجَارِ
النَّارِ
و لِي انْحِدَارُ الدَّمْعِ علَى الجُفُونِ
و وُقُوفُ الشَّوِقِ
علَى الطَّلَلِ
و لِي جَسَدِي المُمَلِّحِ
بِمَعْدِنِ الأَرْضِ
و حِكْمَةُ النَّمْلِ
و لِي خَمْرَتِي البَابِلِيَّة
و وَشْوَشَاتُ الطَّيْرِ قُرْبَ السَّهْلِ
” الكُلُّ لِي
إِلاَّ أَنَا فَلَسْتُ لِي”.”
-4- سيرِينَادَا (2)
تُطِلُّ
مِنْ عُلُوِّهَا السَّمَاوِي
علَى أَرْضٍ خَفِيضَةٍ
فِي انْتِظَارِ
عَاشِقٍ
يَأْتِيهَا
بَعْدَ أَنْ جَفَّتْ يَنَابِيعُ
السُّؤَال.
مُنْذُ الأَنَاشِيدِ القَدِيمَة، قِيلَ نَسِيَ السَّفِينَةَ
مُعَلَّقَةً هُناك، في آَخِرِ الأَرض، وقَبْلَ الخَلِيقَةِ طِفْلاَنِ يَجُسَّانِ
______
*المغرب