التشكيلية أمل العاثم : الهوية المفتاح الأساسى لوصول أعمالى للمتلقى



سماح إبراهيم

قالت الفنانة التشكيلية القطرية، أمل العاثم إن الهوية هى المفتاح الأساسى لوصول أعمالها للمتلقي. وأشارت “العاثم” أن الفن أصبح جزءا لا يتجزأ من المجتمع، وذلك لكون الفن المفاهيمي الحديث معني بشئون الفرد وسط مجتمعه ومعاناته وطموحاته وأحلامه وتأملاته وفي كل مجالات الحياة. 

وتابعت: كون تجربتي معاصرة تدخل ضمن نطاق الفن المفاهيمي والمعاصرة فإن المنهج والأسلوب الذي أعمل عليه هو استخدام الرمزية في تجربتي الفنية من خلال المرأة كعالم كوني أعبر من خلاله إلى وجوديات كونية مسرح أبطالها نساء يمثلن بأطيافهن أدوار مجتمع في حوار ذاتي كوني، تارة يبحثن في حوار كوني مع القمر وتارة أخرى في حوار ذاتي ويرسمن خط القدر بانعكاس مرآة الفلك. 
وأشارت “العاثم” إلى معرضها الأخير باسطنبول، والذى كان له وقع مهم وتأثير خاص وتحدٍ كبير، كونه تحدى احتضان مجتمع مركب فنانة تحمل ثقافة وهوية عربية خاصة تطرح تساؤلات كونية بعنوان “حوار القمر”. 
ولفتت إلى أن المعرض لم يقتصر على مجموعة “حوار القمر” بل كان عبارة عن ثلاث مجموعات “خط القدر” ومجموعة “الداخل خارجا”، وهي عبارة عن أعمال تركيبية أما المجموعة الثالثة “حوار القمر”، مؤكدة بأن المعرض استقبله المقتنون والقيمون والمتذوقون والفنانون باعتراف بخصوصية تميزت بها الأعمال، كما كتب النقاد عن المعرض نقدًا نوعيًا ميز المعرض كمعرض لفنانة عربية أوجدت مساحة خاصة لها في بلد الثقافات المتنوعة والمتعددة اسطنبول. 
وعن كتابها الجديد “أمل العاثم.. فنانة تعشق القمر”، أوضحت أن الكتاب عبارة عن توثيق لتجربتها الفنية منذ ١٥ عامًا، والمراحل التي مررت بها من أيام الدراسة إلى الأن. 
انطلاقًا من كونك فنانة تشكيلية فإلى أى مدى تؤمنين بقدرة اللوحة والعمل الفنى فى التأثير وخلق قناعات لدى المتلقى تقول العاثم: من خلال المدارس الفنية تعلمت ان الثورات الانسانية بتعدد أوجهها وثقافاتها تسهم مساهمة فعالة في خلق مجتمع جديد على مر العصور. 
وأشارت إلى أن هذه المساهمة تأتي تارة من خلال التمرد الثقافي والسياسي، وتارة أخرى من خلال التجربة الفنية ذاتها وتشكلها من خلال تأثير المجتمعات السائدة في اي زمان و مكان. مضيفة، من خلال هذا أتت قناعتي الخاصة بأن صوتي كإنسان وامرأة يجب أن أوصل فكري الخاص وبطريقة مميزة في الطرح ومتنوعة نوعا ما حتى أضمن تواصل الآخر لكى استعرض معه روح أعمالي وتجاربي الفنية.
وعن آلية تعامل “العاثم” مع الألوان عادة وكيفية المساهمة في جمالية لوحاتها قالت: الألوان لدى لها دلالة ومعنى ورمز، وهو أستخدامه فى بعض الحيان كعامل استقطاب حتى يجذب أنتباه المتلقى إلى العمل الفنى. 
واستطردت: وبما أن معظم الأعمال لدى أعتبرها شائكة وتناقش قضايا مهمة جدًا، وفى بعض الأحيان تكون القضية نوع من الآسى وشرح لمعاناة مجموعة من النسوة، ولكنى أريد أن يتعامل المتلقى مع الحدث داخل العمل الفنى ثم اضع الوان واستخدم بالتة مميزة تخصنى. 
واردفت: بالتة أى فنان هى نتاج للبيئة التى يعيش فيها، واللوان بالنسبة لى تركيبة مختلفة، وربما تكون صعبة وبها نوع من الجرأة وبالتالى هذه الطريقة تجذب المتلقى، وأحيانًا أستعيد عنصر المرأة الذى يكون بطلًا على مسرح تكوين العمل الفنى. 
وعن رأيها فيما إذا كان اللون يفوق الفكرة فى الأهمية باللوحة أو العكس أوضحت بأن الفكرة هى المهمة بالطبع. لكن اللون أداة من الأدوات تظهر وتبرز الفكرة، ووضع المجموعة اللونية فى العمل الفنى هو الغالب. 
ورأت أن العين يجذبها اللون، فيما يستغل العقل أيضًا هذا اللون، وإذا لم يكن هناك أهتمام باللون فلن تبرز الفكرة. دائمًا ما اقوم بعمل توليفة لونية من خامات مختلفة. 
تكتب “العاثم” نصوصًا موازية لبعض لأعمالها، عن طريقتها فى إيجاد علاقة بين النص والعمل الفنى وكيف يحدث الانصهار بينهما قالت: في كل مرة أشرع في مشروع فني يكون مصدره حالة أمر فيها. 
وأوضحت: أبحث عن هذه الحالة وسط أوراق الكتب والشخصيات النسائية البطولية أو لامرأة مكسورة أو مخذولة لا تجد إلا أن تنشد شعرًا وراء أسوارها العالية، فيترجم ذلك حديثي بيني وبين نفسي إلى كلمات تعطي معنى صادقا، فأنا لا أعتبره شعرًا لكنه حروف صادقة تشرح حالتي التي أعيشها في وقتها وتحرك يداي تلك الكلمات لأرسم أعمالا لها اتصالًا بكلماتي التي تدور في ذهني وترسم صورًا تعكس مخزون عقلي.
بوابة الأهرام

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *