أردت أن أكون سعيدًا


*نصر الكاشف

خاص- ( ثقافات )

ربما نصحو يومًا
على صراخ البحر عطشًا
ثم ندير ظهورنا
دون أن نذرف نقطة ملح واحدة
ربما نسمع أنين صخرة جافة
لوعة واشتياقـًا لموجة عصية
دون أن يـُغشى علينا من الضحك
ربما توبخنا الرمال على
تبديد السراب في ثرثرات فارغة
بينما نتظاهر بتقليب صفحات وجوهنا متغامزين
ونحن نضحك في سرنا على تجهمها الوهمي
ربما تسخر منا الريح لأننا نخطط لاختراق الغيم
والسطو على مخازن المطر
ونحن بلا أبسطة
قد تتعثر بنا سماء رشيقة
أثناء تجوالها الليلي ولا تفقد حقيبة يدها
ولا تتكرمش نجومها
وبدورنا لا نبكي من ألم الأسنان 
ونحن نجرش الغيظ
سأتفهم أن يصير الحب ماء
بلا لون بلا طعم بلا رائحة
ومع هذا سنظل نردده في صلواتنا بتبتل
دون تفاصيل أخرى مزعجة
سأتفهم رغبتي في أن أكون سعيدًا
على الرغم من أني كنت أعرف
أن قلبي لن يتعظ من تجارب الريح
أتفهم أن الأيام لم تكن سيئة تمامًـا
كما أخبرتني العرافة التي لم أر وجهها
إلا عندما أغمـَضَت روحي بشريطة سوداء
أتفهم أن الصحراء لا تضحك للغرباء
وأنها هي نفسها غريبة أتت وغريبة تعود
وأنها عندما تقف أمام فتارين المولات الكبرى
لن ترى صورتها على زجاج مموه
وأنها عندما تحب
فنبضها حار وأنفاسها الغبار
أتفهم كل ما تحارون منه وما لا تحارون
لكنني حتى الآن
لم أفهم كيف أموت في زمن
وجثتي تدفن في زمن
ولم ينعني أحد حتى الآن!

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *