غواية

(ثقافات)

غواية

عواطف كريمي

ــــــــــ

وسَألتُ ربّي

أن أرى نور الهدَايةِ واليقينْ

وعلى طريق الله بالشوق مشيْت

حتّى إذا خلتُ اليقين يلفّني

أبصرتُ نوركَ ..

فاهتديتْ

كيف انحشَرتَ ؟

أبَينَ إيمَانِي وَربَّي ؟

كم مررتَ .. وكم دنَوت !

وبأيّ معجزة أتيتْ ؟

كيف استحال النورُ نارا في المدى ..

وإلى الجَحيم إذا هويتْ ؟

كيف اشتعلتَ كما الحرائق في دَمي ..

وكويتَ روحيَ واكتويتْ ..

أنا لم أجادلْ فيكَ ربّي

ما قصدتكَ إذ بكيتْ ..

أنا ما شكوته جدبَ قلبي

وإن خضعتُ ..

وما أبيتْ

يا ربُّ.. ألقاني رُميتُ

وما رمَيتْ

فلمَ اقتحمتَ حصونَ رائع خلوتي ..

وتعبّدي ..

جهرا وسرّا .. قد أتيتْ

اهطل على عمري الحزين غوايةً ..

اهطل على وهم السّنين كما ارتأيتْ ..

بدّد حبيبيَ ما تبقّى من يقينٍ

لا تدَعنيَ إن بكيتْ ..

أنا لستُ أدري من تكونُ

ومن أكونُ ؟

وهل أنا .. حقّا أنا ؟

أم أنّني من سحر نجمتكَ اهتديتْ ..

أم هل أنا .. تُهْتُ أنا

في جمر ناركَ .. وانتهيتْ

أنا يا هدايْ

على دروب العشقِ

شوقا قد مشيتْ

حتّى قرأتُ في عيونكَ بحر حزنيَ

إذ حكيتْ

و وجدتُ حبّك في الحَشَا ، قطرُ ندى

يطفي اللّظى .. منهُ ارتويتْ

أنا قد نسَجتُك برْدةَ الحلمِ الجميلِ ..

وفي ثنايَاها ..

كما الطّفل .. احتميتْ

أنا لن أقول بأنّك الحبّ الذي

طال الزمانُ …وما التقيتْ

أنا قد سألتُ هواكَ ربّي

قدْ عنيْتكَ إذ عنيْت ..

أنا قد شكوتهُ جدبَ قلبي

فارفق الاهي إذ بكيتْ

أنا كنتُ يا عمُري بعمقِ القبرِ

أمّا اليومَ فيك قدْ بُعثتُ

وقدْ حَيَيتْ ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*شاعرة من تونس

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *