الحافلة الحمراء – شعر هيوا قادر


(ثقافات)

الحافلة الحمراء

 

*هيوا قادر

ترجمة: خيرية شوانۆ

السماءُ زرقاء
والأرض خضراءٌ كانت.
متكئةٌ أنتِ على شجرة
كستها زهورٌ بيضاء…
ألمحُ في عينيك نفسي
غير أنني لستُ هناك.
*****

وحدكِ جلستِ
في ليلة ما،
على كرسيّ الحديقة
منتظرة، لألوح لكِ بيدي
من فوق القمر.

*****

وحيدةٌ جداً
أنتِ،
كذلك أنا.

  *****

أخبرتني  بأنكِ
حين سكبتِ الماء ورائي
فاح من الطين رائحة المطر،
تمنيتِ حينها
لو لم تشمي المطر
ولم تسكبي الماء،
كي أبقى
فلا أرحل…

  *****

ليس خيالا
كلُّ هذا ولا حقيقة
بل هاجسٌ في القلب
يحدثكِ؛
ليس غيري
بل أنا،
من سيطرق الباب.

  *****

لن ينقص من البحر شيء
إن سقيتِ الورد،
سيبقى لكلب الجار
والقطط الشاردة
حصتهم ليرتووا.
افرحي أنتِ بحبات الكرز وهي تُخبأ بالأغصان
عينيها من الشمس،
سعيداتٌ من طيبتكِ،
وقد احمرّت خدودهن من الضحك.

  *****

ضعي خصلة من شعرك المُحنّى
المعطر بالقرنفل،
بين طيّات الديوان
المفتوح على صفحة،
هي قصيدةٌ عنكِ.

  *****

قبل أن ترفعي
القهوة على النار،
الريح ستحرك الثياب المنشورة
فأدرك أنها ستمطر الآن.

  *****

سأعودُ،
حين تزهر الرمّان.
ما أروع لو أنكِ معي
لتعرفي، أن عودتي
سببها  دعاسيقٌ
أرسلتيها ورائي،
وقد لا أعود،
غيرةً من تلك
المعلقة بسلسلة على رقبتكِ.

  *****

الحافلة الحمراء
أوصلتني للميناء الأزرق.
تفوح رائحة السمك هنا،
والبط بأرياشها الدهنية
تنتظر العجائز لتلقي لها
ببعضٍ من فتات الخبز.

  *****

لو كنتِ هنا
لما تحدثنا عن السمك
ولا توقفنا عند البط….
بالحافلة الحمراء
كنا سنجول المدينة
وعنكِ كنتُ سأخفي؛
قلبي أخبرني بأنكِ ستأتين.

  *****

كم وحيدٌ أنا
أرجوكِ لا تقولي؛
وأنا….
كي لاتحشر الوحدة نفسها بيننا
وتلغي هذه الفسحة.

  *****

ها قد وصلت
الحافلة الحمراء …..!

 

*هيوا قادر، شاعر وروائي ومترجم كُردي عراقي، ولد  سنة 1964 في مدينة السليمانية الكُردية. هاجر سنة 1991 إلى السويد و عاش قرابة عشرين عاما هناك. أصدر  31 كتابا في مجال الشعر والرواية وأدب الأطفال وأدب المراسلات وأدب الرحلات. ترجم  العديد من الكتب النقدية والأدبية من السويدية والعربية إلى اللغة الكرُدية. ترُجمت أعماله إلى اللغة السويدية والفارسية والعربية.

هو الآن رئيس تحرير مجلة سردم  الأدبي وعضو في المجلس الأعلى لمؤسسة سَردم الثقافية للطباعة والنشر في مدينة السليمانية.

 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *